والانجليزي قبل النكبة وبعدها" .
استهلّ العطاونة خطابه بتقديم " التعازي لعائلة الأطرش في النقب لفقدانها أحد خيرة شبابها أمير الأطرش"، وقال: "إن مساحة النقب تساوي 60% من مساحة الدولة، يصل من السكان في النقب إلى 9% أي 350 ألف نسمة من أصل (95 ألف نسمة) اعترفت بهم الدولة بين الأعوام 1970 - 1996، يعيشون في رهط، اللقية، حورة، كسيفة، تل السبع، شقيب السلام، عرعرة النقب، وتقيم هذه البلدات على مساحة 4.5% فقط من مساحة النقب، وبعد معاناة طويلة منذ النكبة عام 1948 قامت الدولة بتركيز تجمّعاتهم على مبدأ عنصري بحت من التمييز الصارخ، "أكثر ما يمكن من العرب على أقل ما يمكن من الأرض"، فالمجالس الإقليمية اليهودية تقام دون تحديد مناطق نفوذه وتهيمن على الأراضي العربية البدوية المجاورة، بينما المجلسين الإقليميين العربيين القيصوم ونفي مدبار أكبر مثال على ذلك، مقيّدة بمناطق نفوذهما وعدد السكان بهما. مثال آخر في هذا السياق، قرية أم الحيران التي هُجِّر أهلها عام 1953 من قِبَل الحكم العسكري ونقلهم إلى حيران، وبعد حوالي الـ 70 عاما بعد النكبة الاولى يواجهون نكبة ثانية ببناء مستوطنة حيران على أرضهم وفي عقر دارهم، في حين الأراضي الواسعة حولها تتسع لإقامة مدن كاملة" .
واضاف العطاونة :" عام 1948 عاش في النقب 100 ألف نسمة، هُجِّر أكثر من 90% منهم إلى الأردن والضفة الغربية وغزة وتبقّى منهم 12 ألف نسمة فقط، من عام النكبة حتى عام 1953 عملت الدولة على التركيز الأول للعرب البدو في النقب في منطقة بين عراد وبئر السبع وديمونا بشكل مثلث أطلقوا عليها اسم السياج، ومنذ ذلك الحين تواصل الحكومات الاسرائيلية عدم الاعتراف بهذه البلدات " .
وأكد العطاونة " أن شعارهم "تطوير النقب" هو فارغ للمضمون، لأنه لا يمكن تطوير النقب دون الأخذ بعين الاعتبار تطوير البلدات العربية البدوية والتعامل مع المواطنين بمساواة تامة والاعتراف بالقرى منزوعة الاعتراف، والدولة بحكوماتها المتعاقبة تتحمّل مسؤولية هذا الإجحاف " .
وقال العطاونة :" لا نطلب مِنّة من الدولة، فمطلبنا الوحيد وهو حق شرعي لنا، الاعتراف الرسمي بهذه البلدات والمصادقة على تخطيطها بحسب قوانين التنظيم والبناء أسوة بما بالبلدات اليهودية " .
وتطرّق العطاونة إلى " حملة تشويه الواقع التي تخوضها أجهزة الحكم الاسرائيلية والادِّعاء بأن العرب البدو في النقب، هم من القبائل الرُحّل المتنقِّلين وليسو من السكان المقيمين. ردا على هذه الادعاءات دعى العطاونة في كلمته العودة إلى الوثائق والصور ما قبل النكبة، التي تؤكد وجود هذه التجمّعات السكنية، مشيرا لبلدية مدينة بئر السبع التي كانت مركز حيوي لهذه القرى ويرأسها شخصيات من البلدات المجاورة لها منذ الانتدابين التركي والبريطاني قبل قيام اسرائيل" .
وحول "مدى معاناة المواطنين العرب في البلاد بشكل عام والنقب على وجه الخصوص ، استعراض عضلات الدولة لمحاربة العنف والجريمة المستشرية في النقب"، روى العطاونة قصة " طفلين وُلِدا في مستشفى سوروكا عام 2000، الأول اختار تسميته قصدا (ايتمار)، والثاني (خالد)، بعد ثلاثة ايام من الولادة، عاد ايتمار الى بلدته (عومر) المتطوِّرة في كافة المجالات لينعم ببيته الفخم والروضات والمدارس والمؤسسات العصرية، بالمقابل يعود خالد إلى قريته مسلوبة الاعتراف (عوجان) ولا يجد شيئاٍ من هذا... اليوم ولسخرية القدر، بعد مرور عشرات السنين من هذا التمييز الصارخ وانعدام تكافؤ الفرص، تحمِّل الدولة مسؤولية الظواهر السلبية للمجتمع النقباوي!!! " .
واختتم العطاونة خطابه " بدعوة الحكومة القادمة لإجراء إصلاحات في تعامل الحكومات المتعاقبة مع العرب البدو في النقب، من خلال الاعتراف الكامل بالقرى مسلوبة الاعتراف وتطويرها اسوة بالبلدات اليهودية، مؤكدا أنه فقط بهذه الطريقة يمكن بناء الشراكة اليهودية العربية الحقيقية" .