لرفع نسية الوعي حول الاحتياجات الخاصة في مختلف القرى الدرزية، وذلك بالتنسيق والتعاون بين المجلس الديني الدرزي الاعلى، السلطات المحلية الدرزي، جمعية الروح الطيبة وحركة الشبيبة الدرزية. وكانت ذروة الفعاليات مطلع الاسبوع الجاري بدخول مرشدي ومرشدات التوعية التوحيدية إلى عشرات المدارس في مختلف القرى الدرزية، وتقديمهم فعاليات ممنهجة بمشاركة متطوعين هدفت إلى رفع مستوى الوعي الجماهيري في هذا الشأن الهام.
خلال الاحتفال، تحدث سماحة الشيخ طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية عن القيم العليا والانسانية لمثل هذه الفعاليات قائلاً:
"ولمّا كانت هذه المساواةُ ركنًا لا قوامَ للدّين إلّا به، ولا ثباتَ للإيمان إلّا عليه، فقد طالبتنا تعاليمُ جميع الاديان، أن نكون عضدًا لأخينا الإنسان دون التفاتٍ إلى الفروقِ والاختلاف، مستذكرين أنّنا كلّنا موجودون تحتَ جناح النّقص أمام القادر الّذي لا يعجزهُ شيء، وهو الّذي أمرنا أن نمدّ يدَ المساعدة لكلّ محتاجٍ، ونسعى في شدّ إزرِهِ والإحسان إليه محبّةً لا شفقةً، وتكاتفًا لا منّةً، مطبّقين تعاليمَ أديانِنَا الشّريفة والجبلّةِ الإنسانيِّة فينا، وهي المسؤوليّة الملقاةُ علينا كرجالاتِ دينٍ وقيادات، في الدّعوة دائمًا إلى البحثِ والتّنقيب عن القواسمِ المشتركة، وكسر الأفكار المسبقةِ الخاطئة، الّتي تقف أمامنا وأمام التّقدّمِ الحقيقيّ، الّذي يحتّم علينا أن نعمل جنبًا إلى جنب، من أجل رفع نسبةِ الوعي المجتمعيّ حول هذه الفئة الهامّة المميّزة، ودعمِها لتصبح في مقدّمة نضالنا الاجتماعيّ الإنسانيّ.
هكذا فقط يمكننا أن نضمن قيامَ مجتمع متحضّر راقٍ، يرتقي كما قال أفلاطون من طور الشّخص إلى طور الفكرة، ليبني جيلًا جديدًا واعدًا يرى في الإنسان ما هو أبعد من الشّكل الخارجيّ، وأعمق من المظاهر".
كما وتحدث خلال الاجتماع السيد معضاد سعد رئيس مجلس يانوح جث المحلي عن أهمية الفعاليات ودمج ذوي الهمم في الحياة اليومية وأثنى على دور المجلس الديني والجمعيات الفعالة والمتطوعة في هذا المضمار ودعا الى تكثيف الجهود فيه.
كما وتحدث خلال الاجتماع السيد عيدو لوتن رئيس جمعية الروح الطيبة، السيد هلال حاج يحيى مدير المجتمع العربي في الجمعية، الشيخ نور الدين شمس من قسم التوعية التوحيدية في المجلس الديني الدرزي الاعلى، السيد جبر حجازي ممثلاً عن بنك مركنتيل، السيد أمير شومري ممثلاً عن وحدات الشبيبة، الشيخ زيدان حمزة علو من عسفيا، والطلاب يزن يوسف سيف من يانوح، رازي أيمن بركات من يركا وجزلين سهير مصطفى من ساجور عارضين بشكل مؤثر أمام الجمهور تجربتهم مع الحياة وكيفية تأقلمهم مع الاحتياجات الخاصة، متطرقين إلى أهمية رعاية الرئاسة الروحية لمثل هذه الفعاليات.
يذكر انه حضر الاجتماع التلخيصي شيوخ من المجلس الدّيني ومدراء وحدات الشبيبة، عاملون اجتماعيون، مفتشون وممثلون عن ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم وممثلون عن بنك مركنتيل والعشرات من المتطوعين من كافة القرى المعروفية من الجليل والكرمل والجولان.