صورة للتوضيح فقط - تصوير: kharps - istock
مع العلم أن المسجد في غالبية الأوقات يكون فيه صف أو صفان على الأكثر، ماعدا يوم الجمعة، وبذلك يكون هناك فاصل حوالي 20 مترًا بين صفوف الجماعة في صدر المسجد، وبين من جلس ليصلي على الدكك في نهاية المسجد.
فما حكم من يصلي على هذه الدِّكَك من حيث الجماعة؟ وما التصرف الصحيح في حالتنا هذه؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور. أولها: أن الصلاة من قعود لا تجوز إلا لمن عجز عن القيام، أو شق عليه مشقة بالغة.
وثانيها: أنه لا يجوز الإيماء بالسجود إلا لمن عجز عنه، فمن قعد على الكرسي، فعليه أن يسجد على الأرض إن قدر على ذلك، وكيفية الصلاة على الكرسي قد بيناها في الفتوى: 149001. فانظرها وما أحيل عليه فيها.
وثالثها: أن الائتمام إذا وقع في المسجد صحت القدوة، وإن كان الإمام في أول المسجد والمأموم في آخره، لكن السنة هي اتصال الصفوف، وألا يكون بين الصف والذي يليه مسافة كبيرة. وانظر الفتوى: 135324.
وعلى ما تقدم؛ فمن كان عاجزا عن القيام، أو كان القيام يشق عليه مشقة بالغة؛ فله أن يقعد في الصلاة.
والصلاة على تلك المقاعد الموجودة في مؤخرة المسجد لمن كان عاجزا عن القيام صحيحة، لكن السنة خلاف ذلك، وأن يحرص كل مصلٍّ على القرب من الإمام، والصلاة في الصفوف الأولى.
ثم إن كان من أهل القيام؛ قام. وإن كان من أهل الرخصة؛ قعد، ولا يشرع الفصل بين الصفين بتلك المسافة الكبيرة، وإن لم تبطل به الصلاة؛ كما بينا.
والله أعلم.