logo

نتنياهو يواصل مساعيه لتشكيل الحكومة | المحلل نظير مجلي : ‘ همّ نتنياهو تسهيل المعركة بملفه القضائي ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
06-12-2022 19:37:35 اخر تحديث: 12-12-2022 08:06:50

حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على مهلة حتى الحادي والعشرين من شهر ديسمبر كانون الأول لتشكيل حكومة جديدة ،

بعد أن منحه الرئيس يتسحاق هرتسوج مهلة مدتها عشرة أيام إضافية.
وتم تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة بعد فوز اليمين في الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر تشرين الثاني. ورغم حصوله على دعم الأغلبية في الكنيست لم يتمكن بعد من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات المتعلقة بتشكيل الائتلاف.
ويسعى نتنياهو في هذه المرحلة لتغيير رئيس الكنيست في محاولة لتمرير سلسلة قوانين قبل تشكيل الحكومة .
وقال الصحفي والكاتب نظير مجلي في حديث ادلى به لقناة هلا حول سبب عدم تشكيل نتنياهو للحكومة الجديدة حتى الان وطلبه بتمديد مهلة التكليف من رئيس الدولة: "فشل نتنياهو في ان ينجز هذه المهمة خلال 28 يوما والان القانون يتيح له ان يطلب مهلة كما ويتيح لرئيس الدولة ان يوافق او ان لا يوافق. اليوم نتنياهو ليس صدفة يتقدم بطلب الى الكنيست ليعدل القانون القائم والذي يمنع من خلاله انفصال أربعة نواب عن حزب، ويتبين ان لديه مشكلة كذلك داخل الليكود، فهناك 4 نواب يفكرون بأن لا يصوتوا الى جانب الائتلاف احتجاجا على انه لم يبق لهم مناصب بل الفتات وتنازل عن الكثير. اعتقد انه في نهاية المطاف ما سيحسم الأمور هو ان مصلحة اليمين المتطرف في إسرائيل ان تقوم هذه الحكومة حتى لو تنازلوا عن عدد من المطالب ورغم الجشع في الطلبات الكثيرة، وسيذهبون باتجاه إقامة هذه الحكومة، لأنها أصبحت امراً حيوياً واساسيا لليمين، ومن مصلحة الجمهور كله ان يعطي فرصة لهذا اليمين ليرى ما سيأتي به الى البلاد وكيف سيحكم".

" في الآونة الأخيرة نشهد تطورات غير عادية"
وحول تصريح ساعر بأنه يرفض رئيس الدولة إعطاء تمديد لنتنياهو، قال مجلي: "الحجة القانونية منطقية حسب جدعون ساعر، ولكن الوضع في إسرائيل لا يسير حسب المنطق. في الآونة الأخيرة نشهد تطورات غير عادية وتلاعبا بالسياسة بطريقة غير عادية كذلك، بالإضافة الى سن قوانين ولخبطة كل المبادئ التشريعية والكنيست حيث يجري من خلالها التراجع عن القيم الديموقراطية والليبرالية الأساسية ". 

" المعارضة الحالية لم تصل بعد الى نضوج يؤدي الى وحدة صف في القضايا الجوهرية"
وأشار مجلي في حديثه الى ما حدث في الكنيست مؤخراً حول تعيين نائب لرئيس الكنيست : "هذه الفوضى بدأت قبل سنة ونصف، حيث أراد اليمين في إسرائيل ان يكون هناك توزيع اخر لنواب رئيس الكنيست وللجان الكنيست ورأينا ان الائتلاف الذي سمي بالتغيير بقيادة نفتالي بينيت وبعدها يائير لابيد، لم يقبل بطلبات اليمين ولذلك اليمين قاطع لجان الكنيست. والان يحدث الامر نفسه ولكن مع تبادل المقاعد حيث تطلب المعارضة ان يكون هناك تمثيل لها أكثر وافضل في نيابة رئيس الكنيست والمعارضة نفسها لم تتفق مع بعضها البعض وراينا انه لا يوجد مرشح عربي لنائب رئيس الكنيست، على الرغم من انه على مدار 25 عاما كان يوجد دائما نائب رئيس للكنيست عربي، لذلك رأينا النائب احمد الطيبي يحتج ويشتم الحلفاء في المعارضة، وهذا امر استغله ممثل الائتلاف الحكومي يوآف كيش ليقول لهم عندما تتفقوا في المعارضة نقترح عليكم هذا المنصب. وهذا يدل على فشل ذريع ليس فقط للائتلاف بل للمعارضة كذلك. المعارضة لا تعمل في إسرائيل كمعارضة مقاتلة مثلما فعل نتنياهو حينما وحد صفوف المعارضة أولا وعندئذ بدا يقاتل ليعود للحكومة. المعارضة الحالية لم تصل بعد الى نضوج يؤدي الى وحدة صف في القضايا الجوهرية، حيث يشعر فيها كل عنصر في المعارضة بالاحترام كما كان لدى نتنياهو. ولكن حينما تصل الى ذلك سيكون هناك مجال للتفكير في ان هذه المعارضة تريد فعلا ان تستبدل الحكم. اليوم لا تظهر المعارضة هذا الامر لذلك العتب ليس فقط على الائتلاف بل على المعارضة".

"نحن بحاجة الى ان نرى الموحدة والمشتركة في حوار وأسلوب عمل اخر"
وحول دور الأحزاب العربية في المعارضة، قال مجلي: "نحن بحاجة الى ان نرى الموحدة والمشتركة في حوار وأسلوب عمل اخر، يجب ان تتوقف العداوة بينهما ويفكرا في كيفية خدمة مصلحة الجمهور العربي الذي ارسلهما الى الكنيست، وذلك لانهما لن يخدما هذه المصلحة الا من خلال التعاون الحقيقي وبالتنسيق مع بقية المعارضة ".
وتابع قائلاً: "عندما دخل حزب عربي الى الائتلاف نشأ وضع جديد ونضجت فيه عدة قوى صهيونية ووسطية وليبرالية مثل لابيد وغانتس الذين يقبلون العرب كشركاء، لذلك يجب ان نطور الشراكة الان بين العرب وبين عدد كبير كهذا من النواب في الكنيست حتى يكون هناك تعاون للتقدم في مصالح المواطنين العرب. في المستقبل القريب سنرى ان 64 مقعدا لليمين لن تكفي لسن العديد من القوانين وسيحتاجون الى قوى من المعارضة، ونحن بحاجة الى التقدم في وضع القوانين وتغيير أوضاع واتخاذ قرارات في الكنيست لصالح قضايا عربية وقضايا سلام بشكل عام. هذا الامر يحتاج فقط الى تعاون، لا تفيدنا "العنترية" في هذا الامر ومظاهر القوة. نحن بحاجة الى نواب يكملوا مسيرتهم في العمل البرلماني النشط والمدروس، نريد أوسع قاعدة للتعاون في الكنيست من اجل القضايا التي نؤمن بها وهي في مجال المساواة والديموقراطية والسلام والتخلص من الاحتلال".

"هم نتنياهو الأساسي هو ان يمرر عددا من القوانين التي تسهل عليه المعركة في ملفه الشخصي"
وردا على سؤال حول مدى تمكن نتنياهو من إدارة الائتلاف الجديد، قال مجلي لقناة هلا: "هم نتنياهو اليوم ليس الاستيطان وليس المجتمع الدولي، هو يأخذها بعين الاعتبار ويتحدث عنها ولكن همه الاساسي اليوم هو ان يمرر عددا من القوانين التي تسهل عليه المعركة في ملفه الشخصي. نتنياهو يريد ان ينهي محاكمته بقضية الفساد اما عن طريق البراءة او اتفاقية مع النيابة تنهي الملف بطريقة تخرجه محترما وتبقيه مسؤولا سياسيا ورئيسا للحكومة. يريد ان ينهي حياته السياسية بشرف وكرامة وليس بالسجن، هذا هو الهم الأساسي. يفعل ذلك عن طريق اظهار قوة اليمين المتطرف وارعاب المؤسسة القضائية في إسرائيل، وهو فعلا بدأ يقوم بذلك عن طريق المشاريع التي يقترحها، وهي الان تفكر ماذا ستفعل، والاقتراح من طرفه هو ان ترضخ امام ضغطه وتتوصل معه لاتفاقيه تنهي هذا الملف وعندئذ ممكن ان نرى نتنياهو يتنازل عن ائتلاف اليمين المتطرف ويدخل قوى أخرى للائتلاف. لن تكون له مشكلة ان يستفيد من حلفاء عندما تنتهي حاجته اليهم يلقي بهم، فنحن نراه يتنازل عن أي شيء في سبيل تمكين حكومة".

"الخوف في مكانه"
وحول التحفظات للعديد من المواطنين وشعورهم بالخوف من الحكومة القادمة، قال مجلي: " الخوف في مكانه لأننا نتحدث عن قوى يمينة نامية مثل بقية اليمين المتطرف الذي ينمو في العالم كأوروبا وفي الولايات المتحدة، فاليمين المتطرف يرفع راسه في كل مكان في العالم وفي إسرائيل. وهم يحاولون ان يقوضوا أسس الديموقراطية وان يستبدلوها بامر ما بين الدكتاتورية والديموقراطية، أي يريدون العودة الى زمن الرئيس القائد الذي يسير وراءه الجميع".

واختتم مجلي حديثه قائلاً لقناة هلا حول احتمالية ان تصمد الحكومة القادمة: "نتنياهو هو صاحب القرار في ذلك، حينما تنفذ الاستفادة من قوى اليمين في قضية ملفات الفساد ويشعر انه يستطيع ان يكون رئيس حكومة بثبات وثقة سيقرر ان لا تكمل هذه الحكومة لان حكومة بهذه السياسية ستصطدم أولا في الواقع الأليم في المناطق المحتلة، فهناك سيدخل في صراع جدي مع الشعب الفلسطيني الذي لا يقبل ان تكون هناك حكومة تستنكر حقوقه، وتتحدث علنا عن تصفية القضية الفلسطينية. وكذلك الامر بالنسبة للإدارة الامريكية وللأوروبيين، حيث انهم ينظرون بقلق الى ما يجري في الدولة بسبب هذه الحكومة. نتنياهو سيحدث تغيير اما سياسيا مع اليمين او ان يقوم بتفكيك حكومة اليمين ويدخل اليها قوى وسطية".


 (Photo by Amir Levy/Getty Images)


(Photo by GIL COHEN-MAGEN / AFP)


(Photo by Amir Levy/Getty Images)