على جعل المجتمع والجماهير العربية يرون في قضية قتل النساء قضية جماعية وليست فردية، كذلك الامر بالنسبة للقضايا الأخرى، فهذه القضايا مجتمعية وتخصنا كلنا ونحن جميعنا نعاني من نتائجها ".
وأردفت ابو العسل قائلة : "نحن كمؤسسات نسوية بالتعاون مع مؤسسات حقوق الانسان نعمل على مدار العام في كل ما يتعلق برفع الوعي لهذه القضية الشائكة. هذا العام قامت مجموعة كبيرة من الجمعيات برفع شعار "بكفي.. حاملة دمي على كفي"، وانطلقوا في عدة وقفات احتجاجية لمناهضة العنف ضد النساء. ومؤخراً تم تنظيم وقفتين احتجاجيتين الاولى أمام محطة شرطة "عيرون"، والأخرى في مجد الكروم، حيث هدفت الوقفتان الى رفع صوت المجتمع بشكل عام لقضية قتل النساء في مجتمعنا، خاصة وأنه في نفس يوم مناهضة العنف ضد المرأة قتلت الضحية ال 14 في زيمر، وهذا ابلغ تجسيد للواقع الأليم الذي نعيشه، فالنساء يقتلن لكونهن نساء. كما ان ظاهرة العنف والجريمة المستشرية في مجتمعنا العربي تزيد من شراسة ما يحدث ومن قتامة المشهد".
"المجتمع يرى بقضية قتل النساء قضية فردية وليست مجتمعية"
وحول مدى رضاها عن الاستجابة الشعبية الجماهيرية للفعاليات المناهضة للعنف ضد المرأة، قالت رهام أبو العسل: "شهدنا في الوقفات الاحتجاجية الأخيرة حضورا متنوعا ، ولكن يبقى المد الشعبي ونضالنا جماهيريا في شوارعنا ان كان في قضية قتل النساء او مختلف القضايا الأخرى ضعيفاً. نحن نعيش في ازمة شديدة ابرزها عدم قدرة المؤسسات والأحزاب والقيادات على جعل المجتمع والجماهير العربية يرون في قضية قتل النساء قضية جماعية وليست فردية، كذلك الامر بالنسبة للقضايا الأخرى، فهذه القضايا مجتمعية وتخصنا كلنا ونحن جميعنا نعاني من نتائجها. حان الوقت فعلا ليرى الجميع بها قضايا تخصه وان تخرج جماهيرنا بالآلاف، لأنه لا شك ان الخروج للشارع والمد الشعبي لمناهضة هذا الوضع هو صمام أساسي في تغيير هذا الواقع".
وتابعت حديثها قائلة: " خلال السنوات الأخيرة خاصة في الثلاث سنوات التي مضت، تمت إقامة عدة نشاطات وفعاليات جعلت الناس تنطلق الى الشوارع. ففي مجد الكروم كان هناك مظاهرة كبيرة، بالإضافة الى مظاهرات أسبوعية وحراك شعبي لافت للغاية في ام الفحم، والامر كان له تأثير كبير على الجماهير. هذا يدل على اننا نستطيع ولكننا بحاجة لنفس طويل والى تنظيم والقدرة على الاستمرارية والمواصلة بشكل حثيث ومكثف. نحن نفتقر بشكل كبير لهذا الامر".
" سياسات تمييزية واضحة بين تعامل الدولة مع هذا الموضوع في المجتمع العربي مقارنة بالمجتمع اليهودي"
وأضافت أبو العسل قائلة: "كل المعطيات التي تتعلق بقضية مناهضة العنف ضد النساء تشير الى وجود سياسات تمييزية واضحة بين تعامل الدولة مع هذا الموضوع في المجتمع العربي مقارنة بالمجتمع اليهودي. حتى ان غالبية الضحايا اليوم التي تقتل ويهدر دمها هي من المجتمع العربي. نحن نتحدث هنا عن 97 ضحية منذ بداية العام، لذلك هناك حاجة لنسلط الضوء على هذا التقاعس والتواطؤ القائم بين مؤسسات هذه الدولة تجاهنا".
"النساء يتحملن تداعيات الجريمة والعنف لوحدهن"
وأشارت أبو العسل في حديثها الى تأثير قضية العنف والجريمة بشكل عام على النساء، قائلة: "تشير المعطيات الى انه في السنوات الخميس الأخيرة بلغت نسبة النساء اللواتي يقتلن بعيار ناري 56%، وهذا يدل على ان بيئة خصبة بالسلاح والجريمة يزيد ايضاً من عدد الضحايا النساء اللواتي يقتلن على خلفية جندرية. إضافة الى ذلك، النساء هن المتضررات الأساسيات من قضية العنف والجريمة، على الرغم من ان المتواجدين في دائرة العنف هم الرجال، لكن النساء يتحملن أعباء اكبر بكثير لوحدهن، ويتحملن تداعيات الجريمة والعنف. وللأسف الشديد مجتمعنا لا يهتم بهن ولا يلتفت اليهن".
"العنف الاقتصادي هو ان لا تستطيع ان تصرف المرأة المال الا بموافقة الرجل"
وأوضحت أبو العسل قائلة ردا على سؤال : "العنف الذي يواجهنه النساء له اشكال مختلفة، واحد هذه الاشكال هو العنف الاقتصادي، والذي يعني ان المرأة لا تستطيع التحرك او ان تكون صاحبة قرار في أي شيء يتعلق بالمال. كما ان النساء العاملات كذلك واللواتي يتقاضين أجورا مرتفعة ولديهن استقلالية تشغيلية وكفاءات عالية، لا يسلمن من هذا العنف كذلك فهن خاضعات بشكل تام لسلطة الرجل وغير قادرات على صرف شيكل واحد الا بموافقة الرجل".
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا اضغطوا على الفيديو اعلاه.
تصوير موقع بانيت