حافظت على توحيد متحدثي هذه اللغة من المحيط إلى الخليج، كما ساهمت في حفظ تاريخ العرب منذ العصور ومن ذلك تاريخهم الكامل، وبطولاتهم، وشعرهم"، بهذه الكلمات وصفت الدكتورة لبنى حديد من كفر ياسيف اللغة العربية واكدت "ان اللغة العربية هي عالم واسع"، فقد التقاها مراسلنا وتحدث معها حول مسار اللغة التعليمي وعن اهميتها وعن التحديات التي تواجه الطالب العربي في تعلمها.
"حجّة عدم وجود الوقت الكافي للقراءة غير مقبولة"
مراسلنا طرح سؤاله حول ما اذا كان مجتمعنا يقرأ، فقالت:" ما يسعى الإنسان لتحقيقه يصل إليه بالتصميم والعزم القويين، ومن ذلك القراءة والاطلاع خارج الكتب الدراسية المقررّة، أما حجّة عدم وجود الوقت الكافي للقراءة فهذه حجة غير مقبولة، فالإنسان عن طريق تخصيص وقت قصير يوميًا للقراءة يمكنه أن يعوّد نفسه على هذه العادة الحميدة".
لماذا مجتمعاتنا لا تقرأ؟
ورداً على هذا السؤال، قالت حديد: "البعد عن الثقافة العربية التي تحث على القراءة، غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند الكثيرين من الطلبة، العقلية الكروية لدى الشباب بدلاً من العقلية القرائية، وحالة الإحباط واليأس التي يعيشها الإنسان في المجتمع العربي، وتربية الطفل داخل الأسرة لها الدور الأكبر في تعوده على سلوكيات معينة وفي تكوين شخصيته المستقبلية سلبا أو إيجابا. ومن المعلوم أن المراحل الأولى التي يمرّ بها الطفل هي مرحلة تقليده ومحاكاته للآخرين، وهو بأسرته أحرى بالتقليد والمحاكاة، ومن هنا تأتي أهمية وجود القدوة القارئة للطفل داخل الأسرة".
"اشعر ان الجيل الجديد يتجنب التحدث بهذه اللغة "
اما بخصوص التحديات في تعلم اللغة العربية قالت حديد:" اشعر ان الجيل الجديد يتجنب التحدث بهذه اللغة ، بلغة معيارية ولغة سليمة، وذلك بسبب ازدواجية اللغة، وهي من اللغة المحكية المتداولة واللغة الفصيحة وحتى لغة الكتب والاعلام فيجد الطالب صعوبة بهذه اللغة، لانه غير معتاد للتحدث بها فهذا الامر سيصعب عليه كثيرا".
"القراءة هي المصدر الأول الذي يستمد منه التلاميذ اللغة"
وانهت حديد حديثها، قائلة لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما:"القراءة هي المصدر الأول الذي يستمد منه التلاميذ اللغة ويتوقف إتقان التلاميذ للغة العربية على القراءة الكثيرة المتنوعة، ويلاحظ أن هناك ضعفا في القراءة من قبل التلاميذ، وهذا يدعونا إلى التفكير العميق المتأني في أسباب هذا الضعف وعلاجه، والضعف موجود في المهارات اللغوية الأربع (الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة )، ففي الاستماع ـ ترجع أسباب الضعف فيه إلى عوامل تكمن في الكلام كالتفكك في التراكيب وعدم الدقة في التنظيم وغموض المصطلحات، أو عدم قدرة المستمع ذاته على الاستمـــاع الجيد، أو التفسير الخاطئ والغامض للكلمات، وقصور ترجمتها منطوقة أو فهمها في غير سياقها المناسب. وأما في التحدث ـ فيرجع الضعف فيه إلى عدم القدرة على استخدام الكلمات المعبرة عن الأفكار الذاتية أو اختيارها وتنظيمها، أو توصيل الفكرة، والحالة النفسية التي يعبر عنها. وأما القراءة ـ فيرجع الضعف فيها إلى عوامل متعددة قد يكون منها :عدم مناسبة الكتب المدرسية لمـستـوى التلاميذ، أو لطرق التدريس غير المناسبة، أو قصور في إعداد المعلم، أو لعوامل اقتصادية واجتماعية، حيث تتوافر أو لا تتوافر إمكانات شراء الكتب وغيرها".
تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما