logo

مقال: بالرغم من كل شيء , كيف ننتصر ؟

06-11-2022 07:38:23 اخر تحديث: 13-11-2022 06:21:07

تتسارع وتتصارع الاحداث والتغييرات وتتزايد التحديات وتتعقد الكثير من القضايا , وتهرم الأدوات العادية وتفشل في الصمود فتنخفض الثقة وتتلاشى الاحلام الفردية وتذوب المشاريع الفئوية ,


هاني نجم – مراقب حسابات ومستشار اقتصادي ، صورة شخصية

مسار بؤس ودمار للقضاء على طموح افراد وإرادة شعب وتمنيات مجتمع , هل هذه نتيجة حتمية ؟ ام نتائج مرحلية ؟ وهل يمكننا النهوض ؟ كيف ومتى ؟ وما المطلوب ؟

سأحاول في مقالتي الصغيرة هذه زرع الامل والتفاؤل بالرغم من كل ما يحدث , ليس بكلمات تثير المشاعر فحسب بل بافكار تخاطب العقل والمنطق والخيال مداعبة المشاعر لا للتضليل وللديماغوغية بل لتعزيز الثقة بما يطرح .

ان نقطة البداية للانتصار على التحديات التي تواجهنا افرادا مجتمعا وشعبا تبدأ بان ننتصر في البداية على ذاتنا , على افكارنا السلبية على شعورنا بالضعف والانهزام , على عدم ثقتنا بقدراتنا وبذاتنا , على بحثنا كل الوقت على منظومة تلويم اتهام وصراخ , على نهج الضحية المسكينة التي لا خيار لها سوى ان تبكي وتصرخ طالبة من الجلاد الظالم ان يعطف عليها ولو بالقليل , هذا كله سبب للانهزام وللضعف ولفقدان الثقه والامل .

حين نثق بذاتنا ومجتمعنا وننتصر على ذاتنا الضعيفة , لن نكتفي بالانتصار على التحديات بل سنحقق الإنجازات التنموية في كافة المجالات لنتفوق علميا , عمليا , أخلاقيا , اقتصاديا ومجتمعيا وغيرها , ولا ينقصنا شيء لذلك لو فعلا تعاونا بصدق على تحقيق الامر .

اعلم وادرك ان هناك خيبة امل وشعور باننا انحدرنا الى مستنقع عميق من المشاكل والعوامل السلبية , بل ان هناك من هو متأكد اننا ما زلنا نتجه نحو انحدار اعمق , هذه المشاعر طبيعية ومبنية على وقائع وتغييرات قد حدثت , ولا توجد لدينا أي امكانيه ان نغير الماضي ولا ما قد حدث , لكننا نستطيع ان نتعلم من الماضي , ماذا حدث ؟ لماذا حدث ؟ وكيف حدث ؟ اين نجحنا وأين اخطأنا ؟ ويمكننا ان نتحاور بعمق جرأه وصراحه , ماذا يجب ان نفعل لنغير اتجاه السفينه من الغرق اليقين الى جزر الإنقاذ والتطور ؟

يجب ان ندرك اننا نستطيع صناعة المستقبل وتغييره وجعله يحمل صورا مغايره لما رافقنا في العشرين عام الماضية , المستقبل وكل ما يحمل بطياته سيكون نتيجه لافعالنا اقوالنا ومواقفنا , لذلك كل شيء يعتمد علينا .

وهنا يجب ان نقولها بصراحة انه لا يوجد أي احد لا من افراد ولا من أحزاب ولا من سلطات محلية ولا من قيادات في كافة المواقع , يمكنه لوحده تغيير اتجاه السفينة , وحتى لو كان هناك عملا جماعيا وحدويا لن يستطيع تحقيق ما نصبو اليه حين يكون العمل عشوائيا .

ان المجموعات التي تبحث عن تطوير ذاتها تعتبر تعدد الآراء المواقف والأفكار فرصة , الهدف منها تداول ونقاش المواقف المختلفة بقلوب مفتوحة وعقول صاغية من اجل محاولة بلورة صيغة جديدة لما تطرحه كل مجموعة , تعتمد على جزئيات مختلفة من اجتهادات مختلفة مع الاخذ بالحسبان التعامل مع الملاحظات التي قدمت حول كل جزئية لتقليص المخاطر وزيادة فرص النجاح .

ان وجهات النظر المختلفة كألوان , وهي ليست فقط اسود او ابيض , هي مجموعه كبيرة من الالوان يمكن دمجها بتركيبات مختلفه والحصول على ما لا نهاية من الالوان الجديدة , السؤال الأهم ما هو اللون او مجموعة الالوان المناسبة لكل موقف ؟ ولكل حاجة؟

ان الحل والتغيير يحتاجنا جميعا دون استثناء , ويكون من خلال عملا وحدويا واضحا في اتجاه رؤية واضحة نتفق عليها لتكون البوصلة متوجهين نحوها من كافة مواقع ووجود كل الاطياف المجتمعية , كل بأدواته قدراته وخطواته ونهجه , يساعد للوصول الى الرؤيا التي نسعى اليها .

تحقيق الرؤيا يحتاج لعمل تراكمي كبير جدا من خلال الكثير من الخطوات المشاريع والأفكار التي يتم تطبيقها على ارض الواقع وهذا سيحتاج وقتا وجهودا من الجميع من اجل النجاح .

يتم الامر من خلال بناء مشاريع عمل وحدوية وبناء مؤسسات منظمة هادفة في الكثير من المجالات يشارك بها الجميع كل حسب معرفته ادواته وموقعه ومن خلال منظومة توجيه ورقابه وتصحيح وتشبيك مركزية بين الفعاليات في نفس المجال وبين الفعاليات والنشطاء في المجالات المختلفة .

ان السير في برامج وحدوية مركزية مع التشبيك والتعاون بين الجميع سيعطي كل خطوة زخما كبيرا وقدرة للتحصيل الإيجابي لكافة المراكز والبرامج , والعمل التراكمي في المواقع والمواضيع المختلفة سيجعل من تحقيق الأهداف الصغيرة والمتوسطة امرا ممكنا وواقعيا وهذا سيزيد من حجم الثقة بيننا كمجتمع من اجل توسيع حلقات الفكر والعمل من اجل اهداف اكبر في اتجاه الرؤية المنشودة للمدى البعيد .

هناك مراكز قوة كبيرة في مجتمعنا لا تأخذ دورها بالشكل الكافي والمناسب ويمكنها تكريس الكثير من الطاقات بشكل ناجع وفعال للبدء بتنظيم مجتمعنا على الأقل بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية , واذكر أهمها برأيي و السلطات المحليه التي تملك الكثير من القدرات البشرية , المالية والمرافق العامة , التي لو استعملت بشكل ناجع ومن خلال التعاون مع العمل الوحدوي لشكلت رافعة كبيرة جدا للتغيير نحو الأفضل , بعد عام من الان نتجه نحو انتخابات للسلطات المحلية , لو نستطيع الزام الجميع بعمل وحدوي بين الجميع دون علاقة لنتائج الانتخابات ومن خلال مركزية واضحة للمشاريع من خلال مهنيين ومتطوعين في مركز السلطات المحلية لاستطعنا ضمان قفزة نوعية كبيرة ايجابية وفي فترة قصيرة نسبيا .

تدير السلطات المحلية عامة ميزانيات بمئات ملايين الشواقل , بإمكان لجان مهنية موضوعية زيادة نجاعة استعمال الميزانيات وزيادة فرص الحصول عليها وتكريسها بشكل مهني لضمان تحقيق اهداف مجتمعية وجماعية , مع إمكانية إقامة شركات اقتصادية وأخرى قانونية وهندسية , تمثل كافة السلطات المحلية العربية وتساعد كل رئيس سلطه في تحقيق الإنجازات وتساعد على إدارة المشاريع المختلفة بمهنية ومركزية تعطي مفعولها في قوة العمل الوحدوي تجاريا مهنيا وتطبيقيا .

لن اطيل اكثر في مقالتي القصيرة هذه , لكن هناك الكثير من المؤسسات الجمعيات ومراكز القوى القائمة التي تحتاج تنجيع عمل , وهناك الكثير من الأفكار لبناء مؤسسات ومنظومات عمل اجتماعية اقتصادية وتربوية والتي يمكنها النهوض بنا , اتامل ان يستطيع مجتمعنا ادراك الامر والتفاعل مع دعوات لعمل وحدوي بين الجميع .

نعم الانتصار على التحديات هو امر ممكن , القرار مرتبط بالاساس بنا كافراد وكقيادات في المواقع المختلفة , اذا استطعنا تفضيل المصلحة العامة على المصالح الفئوية واحترمنا بعضنا البعض وتقبلنا التعاون , لا بد ان ننجح في بناء المشاريع وتنظيم مجتمعنا نحو الأفضل .