صورة للتوضيح فقط - تصوير: OlegKov - istock
اللذين يخضعان لعمليات من التجفيف والتخمير. مؤخراً، انتشرت أنواع حديثة من الشاي، وهو شاي الفواكه الذي يختلف عن أنواع الشاي الأخرى، فهو يأتي من الثمار المجففة لنبتة الشاي، مع إضافة بعض التوابل أو الزهور والأعشاب في المراحل الأخيرة من التصنيع، يرى البعض أنّ هذه الأنواع مصدرٌ للاسترخاء والراحة، في حين يعتقد آخرون أنّها تساهم في حرق الدهون، فما مدى حقيقة ذلك؟ الدراسات محدودة للغاية!د.عبد الله المليباري، أستاذ طب المجتمع والوبائيات المساعد، استشاري الصحة العامة حول هذا الموضوع قائلاً: «الشاي وفوائده على الصحة كان وما زال محل بحث العلماء والباحثين منذ اكتشافه، وأثبت الكثير من الأبحاث الطبية الاستقصائية العديد من الفوائد الصحية التي يحتويها الشاي من مواد تُعدّ مضادة للأكسدة، وهي مهمة بلا شك في تحسين صحة الفرد عموماً، وبشكل خاص هي أكثر فائدة للمرضى المصابين بالأمراض المزمنة، كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها، إضافة إلى ذلك، هناك دراسات بنتائج متباينة يوضح بعضها فوائد الشاي في علاج السرطان أو الوقاية منه، وفيما يتعلق بشاي الفواكه تحديداً، فالدراسات العلمية المثبتة التي تدرس فوائده الصحية محدودة للغاية، ولكن لأنّ الكثير من مكوناته تتشابه مع مكونات الشاي العادي بأنواعه المعروفة، نستطيع القول إنّه يتشابه في فوائده مع أنواع الشاي الأسود والأخضر المثبتة، وهناك جانب جوهري ينبغي تأكيده، وهو أنّ إضافة السكر إلى أي نوع من أنواع شاي الفواكه أو الشاي العادي يسهم بشكل أو بآخر في إحداث الضرر بصحة الإنسان، فهناك الكثير من الدراسات المثبتة التي أشارت إلى ضرر الشاي المضاف إليه السكر على الأسنان، إضافة إلى أنّه يؤثر في عدم انتظام السكر في الدم، خصوصاً لمرضى السكري».
الشاي مزيلٌ للسمومويضيف د. المليباري: نشرت المكتبة الوطنية للطب NLP دراسة عن تقييم الخصائص المضادة للأكسدة في شاي الفواكه والشاي الأسود ذي النكهات، أُعدت من قبل أربعة من الباحثين Anna Pękal, Paulina Dróżdż, Magdalena Biesaga, Krystyna Pyrzynska ، ذكروا من خلالها أن مادة البوليفينول المتواجدة في الشاي حازت اهتماماً كبيراً من العلماء والباحثين بسبب خصائصها الصحية، وقد تم تلخيص الكثير من فوائدها في العديد من الأوراق البحثية، فهذه المادة تساعد في منع مجموعة متنوعة من الأمراض، ويرجع النشاط المضاد للأكسدة للبوليفينول في الشاي أساساً إلى قدرته على البحث عن الجذور الحرة، وزيادة نشاط بعض إنزيمات إزالة السموم في الأمعاء الدقيقة والكبد والرئتين؛ ما يُساعد على حرق الدهون، لذا فإنّ تناول الشاي بانتظام قد يُحسن حالة مضادات الأكسدة في الجسم، ويساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان وأمراض القلب التاجية.
مضاداتٌ للأكسدة بشكل أكبرأشارت الدراسة إلى أنّ شاي الفواكه يحظى بشعبية كبيرة بسبب تطبيقاته العلاجية والروائح الذكية وقلة محتوى الكافيين الذي يحتويه؛ إذ إنّ كوباً واحداً من الشاي القوي جداً، الذي يحتوي على حوالي 45 مليغرام من الكافيين، يؤدي إلى فقدان 2-3 مليغرام من الكالسيوم.وذكرت أنّ الشاي الأسود يحتوي على نسبة أعلى بعناصر الكاتيكين والكيرسيتين من شاي الفواكه، بينما محتوى أحماض الكلوروجينيك والكافيين، وكذلك النارينجين والهسبريدين، أعلى في شاي الفاكهة، كما وجدت الدراسة أن الخصائص المضادة للأكسدة موجودة في جميع أنواع الشاي، لكنها متواجدة بشكل أكبر في الشاي الأسود دوناً عن شاي الفواكه.
تركيز EGCG أعلى وضار!يُظهر هذا الأمر مدى الاختلاف الملحوظ في كمية بعض المركبات بين الشاي الأسود وشاي الفاكهة؛ إذ إنّ شاي الفاكهة غني أيضاً بالأحماض الفينولية، وخاصة حمض الكلوروجينيك، والفيروليك، وحمض الكافيين، وتشير الدراسات البحثية بدورها إلى أن حمض الكلوروجينيك يمكن أن يساعد في خفض مستويات السكر في الدم، والتحكم في مستويات السكر في الدم في حالة داء السكري من النوع الثاني. كما أنّ تركيز EGCG، وهو مركب إيبيجالوكاتشين جالاتيل والجلوكسيد عالي النقاوة المستخلص من أوراق الشاي الأخضر، في شاي الحمضيات والفواكه الاستوائية كان مرتفعاً أكثر من الشاي الأسود، ومن المعروف أن EGCG هو أكثر مضادات الأكسدة نشاطاً، كما يعمل بوصفه مثبطاً لتكوين الأوعية عن طريق تعديل نشاط الإنزيم البروتيني أثناء تشكل البطانة، وهذا الأمر يشكل خطوة حاسمة في نمو ورم خبيث للسرطان!لذا فإن المستوى العالي من مضادات الأكسدة الفينولية مفيداً للصحة، إلا أن المزيد منه قد يكون قابضاً للأوعية.
نتائج غير حاسمةبحسب المجلة البريطانية للتغذية British Journal of Nutrition، أشارت أحدث دراسة تجريبية إلى أن مركبات الفلافانول المتواجدة في الشاي والكاكاو والفاكهة، بشكل عام تفيد الأشخاص الأصحاء أيضاً بجانب المرضى، ففي دراسة استهدفت 105 أفراد تراوحت أعمارهم بين 35 و60 عاماً، قدم لهم نوعان من المشروبات يومياً، كل منهما مصنوع من خلط إحدى المساحيق في 500 مليلتر من الماء، وأعطيت نصف المجموعة مسحوقاً يحتوي على 450 مليغرام من الفلافانول، بينما النصف الآخر تناولوا مسحوقاً بالمذاق نفسه، لكنه خالٍ من مركبات الفلافانول. لم يعرف المشاركون المشروب الذي تلقوه، وطُلب منهم الاستمرار في عاداتهم الغذائية الطبيعية طوال فترة الدراسة.وكانت النتيجة أن أولئك الذين تناولوا مشروبات الفلافانول لمدة شهر شهدوا انخفاضاً في ضغط الدم بنسبة %3 عند تقلص القلب، وانخفاضاً في الكوليسترول الكلي بنسبة %4.ومع ذلك، يرى العلماء أن هذه الأرقام مؤقتة، ولا يزال من الصعب استنتاج التأثير الصحي أثناء استهلاك هذه المشروبات على المدى الطويل من دراسات طُبقت على الأشخاص لفترات قصيرة!
اللذين يخضعان لعمليات من التجفيف والتخمير. مؤخراً، انتشرت أنواع حديثة من الشاي، وهو شاي الفواكه الذي يختلف عن أنواع الشاي الأخرى، فهو يأتي من الثمار المجففة لنبتة الشاي، مع إضافة بعض التوابل أو الزهور والأعشاب في المراحل الأخيرة من التصنيع، يرى البعض أنّ هذه الأنواع مصدرٌ للاسترخاء والراحة، في حين يعتقد آخرون أنّها تساهم في حرق الدهون، فما مدى حقيقة ذلك؟