وكتيت سلاف: "عندما قدمت شخصية اسمهان أكثر مالفت نظري وما حاولت التأكيد عليه في فهمي وأدائي للشخصية هو كيف أجسد شخصية هذه الإنسانة اسمهان الفنانة الكبيرة المشهورة صاحبة الصوت السماوي والطلة الأميرية لايمكن لأحد أن ينتقص من فنها وابداعها وخصوصيتها وانجازها وتاريخها رغم قصر عمرها لكل فنان محبين وغير محبين وهذا أمر مشروع وحق لكن الحب أو عدمه لايخولنا أن ننسف تاريخ أو ننقص من موهبة فظهرت الفنانة العظيمة بكل ما استطعنا من تقدير وحب لفنها ولكن كانت الصعوبة كيف سنقدم اسمهان أو آمال الانسانة هل سيمسحون لنا ؟ وكيف سنتحدى المعتاد والمتعارف عليه أن المشهور لابد أن يكون ملاكاً منزهاً خالياً من العيوب ليس بشراً كباق البشر وكأنه لوحة مرسومة بأجمل الألوان ولكن ببعدين فقط فالبعد الثالث من المحرمات وللأسف هكذا قدمت بعض الاعمال الفنية لبعض الشخصيات المشهورة بل وحتى العديد من الشخصيات التاريخية وكان هذا تغييب للحقيقة ووصاية على شخصيات عرفناها وأحببناها ومحاولة فرضها كما نريد نحن وكما يجب أن تكون للعيان وليست كما هي وكأن لنا الحق في تجريدها من انسانيتها
فقط لشعورنا أننا جميعا خلفاء لله على الأرض أو قضاة يحق لنا الحكم أو أوصياء على الأخلاق أو أولياء للأمور لم نعتد أن نقبل الآخر كما هو
لأننا في الأصل لم نفهم ذواتنا ولم نفهم أخطاءنا وتناقضاتنا ، ونحاول أن نخفيها ونجمّلها ، لأننا نخاف مجتمعنا وناسنا وحكمهم الأقسى من حكم السماء ، ولا نخشى من الخالق بقدر مانخشى من خلقه ولم نتعلم أن الحب هو أن تحب الآخر كما هو وليس كما تريد أنت وأن الحب الحقيقي لايكون لجزء بل لكل أحببت اسمهان وقبل أن أحبها فهمتها وبررت لها وصدقتها وربما لذلك يقال أنني نجحت فلست وصياً عليها ولا على غيرها ولايحق لي إن كنت لا أدخن ولا أشرب الكحول مثلا أن أقيمها أنها ترتكب الأخطاء والمعاصي لكل انسان ظرف وفكر وروح وبصمة مختلفة ، فكرت بعقلها وشعرت بروحها أحببت وأحببنا في المسلسل أن نغير المألوف ونقدم الانسان الضعيف في كل منا والانسان يعني التجربة يعني الصواب والخطأ يعني الجهل والعلم يعني الفشل والنجاح يعني الإخفاق والصعود كل شيء ونقيضه هو جميل لأنه كذلك ولو أراد الخالق كان خلقنا جميعا ملائكة ولكنه لم يفعل اعتذرت فيما سبق عن عدة اعمال سير ذاتية لشخصيات فنية او ادبية او سياسية لأنهم يريدون تقديمها مجمّلة مطهّرة معقمة مزيفة بلا روح ولم أر فناً في ذلك حقيقة.
اعتذرت فيما سبق عن عدة اعمال سير ذاتية لشخصيات فنية او ادبية او سياسية لأنهم يريدون تقديمها مجمّلة مطهّرة معقمة مزيفة بلا روح ولم أر فناً في ذلك حقيقة فمثلا في مرة من المرات اختلفت مع أحد الورثة على مشهد كتب لقصة حياة إحدى الأديبات التي بدأت حياتها كممثلة وعندما اشتهرت وأصبحت اسما متنورا في عالم الفكر و الصحافة،أراد ابنها أن يتزوج بممثلة ، فرفضت رفضا قاطعا أن يتزوج ابنها بممثلة نعم هو من وجهة نظر الكثيرين خطأ غير مقبول وغير مفهوم لكنه مقبول عند صاحبته
أو على الأقل هي حقيقة وقعت قد تكون ندمت عليها فيما بعد والله أعلم وكان رأيي أن هذا التناقض يصنع انسانا ولكنهم لايريدون ذلك فابتعدت بصمت كعادتي .
في الفيلم الفرنسي الذي قدم عن سيرة المغنية العظيمة ايديث بياف التي أعشق وعشقتها أكثر عندما عرفت قصتها المؤلمة والتي أجزم إن قدم هذا العمل في بلادنا أننا لم نر فيه إلا السوء والعهر ونسينا ظروفها القاسية أو ربما عدم اتزانها وهذا مرض وابتلاء وليس خيار ونسينا حتى فنها العظيم الفنان انسان وقد يعلو فنه بازدياد انسانيته وكلما رقت مشاعره زادت تعاسته بالضرورة انه يمرض يتألم يخاف يقلق يتعب يكبر يبكي ويخفي مايخفي خوفاً نعم خوفا فليس لمخلوق أن يعلم حقيقة مخلوق آخر أوليس هو الله الذي يعلم مافي الصدور؟ أم أن الناس كلها أصبحت تعمل عمل الله؟ وإن ظنوا أنهم كذلك ياليتهم كانوا مثل الله في رحمته على عباده كلنا خطاؤون والخطأ جزء منا جزء من الحياة وطبيعتها يكملنا ويزيدنا نضجا ومعرفة وقلبا وإن كان مكسورا إلا أنه أكثر وسعا ورحمة ومن أحبّنا أحبّنا كما نحن بحسناتنا وعيوبنا وغفر لنا ، إن فهم أنه وغيره بشر وإن كان حبه صادقا ليس مؤقتا ولا مشروطا لسنا بصدد القول أن شيرين عبدالوهاب أخطأت أم لم تخطئ ولايحق لنا هذا في الأساس فمن نحن كل مايمكننا قوله أننا نحب شيرين كما هي نحب صوتها وفنها وصدقها وعذوبتها وضحكتها
ونحبها بأخطائها بعقلها وجنونها وبحبها وضعفها وسوء اختيارها ربما نحبها لأننا جميعا مثلها وربما نحن من جعلها يكذب ويخفي مابها
لأننا نصبنا أنفسنا أوصياء على الأخلاق والفضيلة على الأرض ونسينا أن علينا ماعلينا … لاتغركم صفحات التواصل ولا أزياء ولاضحكات … فما في القلب لايعلمه إلا الرب شيرين الحبيبة ننتظرك لأننا نحبك ونقف مع عائلتك وكلنا عائلتك لم نلتق إلا مرة واحدة ولكن العناق كان طويلا".