logo

مقال | هل هناك عالم إجرام في صفحات التواصل الاجتماعي ؟

مقال بقلم : المحامي شادي الصح - عرابة
27-10-2022 06:50:09 اخر تحديث: 27-10-2022 08:08:41

نحن نعلم بأن عالم الإجرام انتشر وأخذ حيزاً واسعاً في عالمنا هذا! والسؤال المطروح هل هناك عالم إجرام في مواقع التواصل الاجتماعي.

 ليس هناك من يقول غير ذلك، إذ أن هذا العالم قد وصل مواقع التواصل الإجتماعي بلباس آخر وبمظهر مختلف كلياً.

كيف ذلك:
ذاك المتربص الجالس في غرفة مظلمة يخطط للهدف يضع لنفسه هدفاً معيناً فيبدأ بمهاجمة ذاك الهدف بكتابات مسيئة وتلميحات، يصل الهدف ما كتبه ذلك المتربص! لا شك بأن هناك الضعفاء الذين يستسلمون بسهولة فلا حول لهم ولا قوة فيختارون الأسهل وهو التوجه لهذا الذي كتب المتربص ليظهر ضعفهم وعجزهم ومن جهة إعجابهم، ويحاولون استمالته إلى ناحيتهم وهو في هذه المرحلة يطير فرحاً فقد حقق مبتغاه ( نشوة النصر) فمثلاً إن كانت الهدف فتاة وغالباً يهاجمون الفتيات فتتوجه تلك الفتاة إليه ( يكون قد حصل على ما يريد) بداية يظهر لها بأنه القوي الذي لن يتنازل وسيستمر في الكتابة حتى يصل إلى هدفه الدنيء الذي وضعه لنفسه وعند تحقيق هدفه يتوقف عن الكتابة والإساءة. 

إن كان الهدف مؤسسة معينة فيكون هدفه أن يتلقى اتصالاً من صاحب المؤسسة ليعقد صداقة وصحبة معه طبعاً مع بعض المغريات التي يعرضها صاحب المؤسسة عليه ( هو في قرارة نفسه يدفع عمره من أجل مكالمة من صاحب المؤسسة) وهناك من يتوجه اليه ويحدث هذا ( مالك يزلمة شو مالك علينا شو السيرة) وهذا ما يريده هو أو يريدونه.
أي أن الهدف الأساسي من النشر ضد المؤسسة تلقي اتصال من صاحب المؤسسة.  قلت هناك من يتصل ولكن هناك من يمقتهم ولا يعلم بوجودهم على الرغم من محاولاتهم المتكررة للتقرب. 
يهاجمون النجوم والمشاهير ومن سطع نجمهم كي يتقربوا منهم. 

يلعبون دور الوعاظ:
فهو مستعد/ مستعدون لأن يظهر بدور الواعظ همه مجتمعه ولكن في قرارة نفسه هو مضلل يحاول فرض رأيه فيظهرك بأنك لا تعرف ولا تعلم بما يعلم. فيمارسون الوصاية على عقول الاخرين فهم يفكرون نيابة عن الناس وعلى الناس تقبل آراءهم ومن تجرأ على المخالفة ومارس حرية التفكير فله منهم الويل ثم الويل والأذى !! إن الدافع وراء فرض الهيمنة هو دافع مصلحي بحت، بهدف تحقيق السيطرة واستتباع للذات، ولكن راقبوا ماذا يقولون ويتذرعون بان المصلحة العامة هي نصب اعينهم تضليلاً وزوراً وبهتاناً

الإرهاب الفكري:
إن من يمارس الإرهاب الفكري عادة ما يستخدم بادىء ذي بدء الكلمات الجميلة المنمقة يختار الأفضل فيثير المشاعر والعواطف فإذا كتبت ضدهم منشوراً لم يفهمه أو لم يعجبه فيذكرك بتاريخك الرائع ويطلب ألا تنزلق لمثل هذه الكتابات، وإن لم تعره أي اهتمام يُصعد لهجته يشفق عليك فيدعوك الى العودة الى الإستقامة وإن لم ينفع معك هذا الأمر فيلجأ الى اسلوب الكي بتوجيه التهم الرخيصة والتهم الزائفة والتشكيك بارتباطاتك المشبوهة، وإن بقيت على ما بقيت يولجون لك تهمة باطلة بعد أن زوروا فوقعوا في شر اعمالهم. هم يريدون من كل اصحاب الاقلام أبواق لهم يصدرون مآثرهم. 

إن وجهت لهم نصحاً!
ايضاً ألفت انتباهكم الى امر آخر اذا وجهت لمن يمارس الارهاب الفكري نصحاً وقت النجاح .. يقولون أفلا صبرت !! لماذا نفسد نشوة النصر واذا وجهت نقداً وقت الهزيمة قالوا لك "مش اسه" انتظر لتمر الأزمة التي نمر بها، فإذا نبهت لخطر يقولون سحابة صيف عابرة عن قريب تقشع، يبدلون جلودهم وهوياتهم وولاءاتهم همهم انفسهم لا أنت ولا أنا فلا نشغل في عقولهم أية مساحة، يرهبون علناً وسراً يدخلون الحيز الخاص ويحادثونك ويرهبونك لكي تقف معهم ،يعتقدون أن الحق معهم يدور معهم أينما ذهبوا والصالح العام طوع بنانهم لا يحدده غيرهم فلهم الحق في أن ينتقدوا من يشاؤون ويستفسروا ممن يشاؤون فيحددون أوقات الذم والمديح والتهجم والطعن والتأليه هم يختارون أوقات الصمت والكلام المباح وعدم المباح يختارن اوقات البغض والحب والكره بإعتقادهم انهم هم أعلم من غيرهم.

طريقة التعامل معهم:

لا تستسلموا لهم فهم أضعف مما تظنون وتتصورون بيوتهم هشة كبيوت العنكبوت، فلا تعتقدوا بأنهم من خلف صفحاتهم يستطيعون ترهيبكم وترويعكم،هي رسالة لا ترضخوا لهم وإن حدث وجالستوهم مرة سترون كم هم ضعفاء.
ويسألون أين البركة: رجل سأل شيخاً حكيماً: ان الكلاب تنجب 7 والاغنام تنجب 3 فقط ولكن لو نظرنا حولنا لوجدنا ان الاغنام اكثر عدداً من الكلاب رغم ان الاغنام يتم ذبحها بشكل يومي منها لأكرام الضيف ومنها للتجارة بلحمها أو المساهمة بها في الأضاحي . ترى ما السر الذي يجعل الاغنام اكثر عدداً من الكلاب ؟  فقال الشيخ (هذه هي البركة ).
ثم سأله الرجل : ولماذا استحقت الاغنام البركة دون الكلاب ؟
فرد الشيخ: لان الأغنام ترقد أول الليل و تقوم قبل الفجر فتدرك وقت الرحمة فتنزل عليها البركة، و أما الكلاب تنبح طول الليل فإذا دَنا وقت الفجر هجست ونامت ويفوت عليها وقت الرحمة فتنزع منها البركة.