الاستاذ وليد عيساوي - صورة شخصية
ففكرة الإصلاح القسري بتقليص الأسبوع التعليمي جاء بتوصية من نقابة المعلمين، والتي عملت جاهدة لإرضاء غرور المديرين على حساب المعلم والطالب.
إن انبثاق فكرة تقليص الأسبوع التعليمي وإختزاله إلى خمسة أيام أولد حل
مؤلم يضر بنا وبطلابنا وهو تعطيل الدراسة يوم إضافي، وإحالة اكثر من 780,000
طالب إلى عطلة رسمية لتتحول بهذا عطلة
الطلاب الأسبوعية إلى يومين بدل يوم واحد كما معلوم لديكم.
في هذا المقام، سأقوم بالتطرق إلى بعض السلبيات الكافية بإخلال التوازن في
القرية خاصة، وجهاز التربية بشكل عام قياسًا مع الإصلاح التربوي غير الموفق:
1. مشاق الأيام التعليمية على طلابنا جميعا، إذ
يغادر الطالب المدرسة بعد إحلال الإصلاح التربوي الساعة 15:00 في حين أنه كان
يغادر في النظام التعليمي السابق الساعة 13:30 كأعلى تقدير. وطبعا لهذا الأمر
أضرار تربوية جسيمة نذكر منها : ارتفاع نسبة التسرب الخفي (נשירה סמויה) لدى قسم لا يستهان به من الطلاب ذوي المعدلات المتوسطة والمنخفضة، التأثر
السلبي لدافعية الطالب بسبب اليوم الطويل وتدني المعدلات الفصلية وخير دليل على
ذلك النتائج المحبطة لامتحان النجاعة والنماء (الميتساف) العام الماضي في المؤسسات
التربوية.
2. عبء المواد التعليمية، وثقل الحقيبة المدرسية: يعاني كثير من الطلبة
ويشتكون لآبائهم ومعلميهم ثقل الحقيبة المدرسية، ففي حين أن الحقيبة كانت ذات وزن
خفيف قياساً بوزنها الحالي ونتيجة لتوزيع بعض المواد على مدار أيام الأسبوع الست
بالتساوي، الأمر الذي يجعل الحقيبة ثقيلة جدا. وهذا الأمر يسبب المتاعب للطالب
الذي بدأ بتخرين صورة سلبية للمعلم
والمؤسسة التربوية بمخيلته وذهنه.
3. عدم قدرة الكثير من الطلبة على التركيز
لفترة تزيد عن ثماني ساعات يوميا في اليوم الدراسي. فكما اظهرت الدراسات لا جدوى
تذكر من الدروس المتأخرة (حصة سابعة وثامنة).
4. قضاء الطالب يومًا إضافيًا في البيت دون
حسيب أو رقيب، قد ياتي بنتائج وخيمة نتيجة لقلة متابعة الأهل لأبنائهم، خاصة وأنهم
في جيل المراهقة الأمر الذي يتطلب الكثير من المتابعة عن كثب لسلوكيات الأبناء.
وفي حال عدم وجود نظام رقابي - كما الكثير من الاسر في المجتمع - فهذا بطبيعة
الحال يؤدي الى إنحلال أخلاقي لدى الكثيرين هذا من جانب. ومن جانب آخر تعطيل
الطلبة يوم اضافي يعيق عمل الوالدين العاملين في مجالات حرة، وبعيدة عن سلك
التربية والتعليم.
5. عدم عرض برنامج بديل يُشغل الطالب في يوم
العطلة الإضافي. أو بكلمات أخرى عدم وجود أماكن للترفيه واللعب في يوم العطلة.
فالطبيعة تكره الفراغ، والفراغ الذي أحدثناه لدى أبناءنا يُعد مرض خطير يصيب
المجتمع بالضعف والهوان. كيف لا، ونجد الكثير من ابناءنا من يقضي جُل وقته يوم
العطلة الإضافي في الشارع العام، أو في منطقة العين أو التسكع في الطرقات. وهذا
الأمر وحده كفيل برفع وإزدياد مظاهر العنف والآفات السلبية الخطيرة التي علينا
كمجتمع محاربتها وإجتثاثها.
في الختام، لا بد من توجيه رسالة حاملي أمانة التربية والتعليم في أعناقهم من، نقابات، هيئات إدارية، لجان آباء مدرسية محلية وقطرية. ومفادها: المصلحة العامة لأبنائنا وطلابنا تقتضي منا كمجتمع الحفاظ عليهم فهم أغلي ما نملك. لذا وجب تكوين لجنة تضم خبراء وممثلين عن كافة شرائح المجتمع لبحث الايجابيات والسلبيات من الإصلاح التربوي القسري الذي أُحدث في المدارس غامةً وصياغة نصائح لتحسين الوضع القائم.