صور من مركز التعليم البيئي
وصوّبت النشرة العديد من الممارسات الخاطئة بحق شجرة السماء، والتي من شأنها أن تهدد الزيتون، الذي يحظى برمزية وطنية واقتصادية كبيرة، وتعد إرثًا اجتماعيًا.
وعدّدت الأخطاء الملحة التي تتطلب تغيير طبيعة التعامل معها، وإجراءات من وزارات الزراعة، والصحة، والاقتصاد الوطني.
وأفادت بأن عدم الالتزام بمواعيد القطاف التي تحددها وزارة الزراعة، والتبكير في جني الثمار قبل نضوجها ينعكس سلبًا على نسبة الزيت.
لا مواعيد ثابتة
وأوضحت أن لا مواعيد ثابتة للقطاف، فهي تختلف من عام لآخر، إذ تتطلب الثمرة للنضوج الكامل 180 يومًا من عقدها، كما أن الظروف الجوية، ونوعية التربة، وعُمر الشجرة يلعب دورًا في تحديد الموعد.
ودعت إلى تنظيف الحقول من الأشواك والأعشاب لتسهيل القطاف وحمايتها من اشتعال النيران، وإزالة الأفرع الصغيرة المحيطة بالجذع، واستعمال مفارش قماش بنوعية جيدة وسميكة لجمع المحصول، وتجنب وضع الثمار في أكياس بلاستيكية، واستخدام صناديق بلاستيكية خاصة، أو أكياس خيش بسعة 20 كيلو غرام على الأكثر.
وأفادت بأن قطف المحصول بالعصي أو ما تعرف بـ(الجدادة) ممارسة سيئة لأنها تجرح الثمار، ويصبح زيتها عُرضة للأكسجين وللتلوث، ما يرفع نسبة حموضتها، كما تتسبب بتكسير الأغضبان الغضة.
فصل الثمار المتساقطة
ونبهت إلى ضرورة عدم خلط الثمار المتساقطة (الجول) بالجيدة، والتي يتوجب جمعها قبل الموسم وتخصيصها لصناعة الصابون البلدي، أو لتنظيف المعاصر في أول استخدام.
وحثت على عدم تكديس المحصول وتخزينه قبل عصر، مع ضرورة فرده في منطقة مُظللة وجيدة التهوية، وبارتفاع 15 سم للثمار، ولــــ 72 ساعة على الأكثر، لأن انقضاء هذه المدة دون عصر تعني استحالة الحصول على زيت بنوعية جيدة.
وقالت النشرة إن اختيار المعصرة المناسبة مهمة؛ لأن المعصرة مسؤولة عن نحو 35 % من جودة الزيت، وفي حال عدم الالتزام بقترة بقاء المحاصيل في الخلاط، ورفع درجة حرارة مياه الغسل إلى 40 مئوية، سيؤدي ذلك إلى خروج بعض الأنزيمات التي تكمن فيها جودة الزيت، التي تتطلب درجة حرارة مياه مثالية لغسل الزيتون 28 درجة.
البلاستيك: عدو الزيت
وحذرت من استمرار عادة استخدام العبوات البلاستيكية في تخزين الزيت، التي قد تؤدي إلى متاعب صحة وتقلل جودة الزيت كثيرًـ كما أن استعمال عبوات بلاستيكية كانت لمواد سامة ومبيدات أعشاب، بعد غسلها يشكل تهديدًا على الصحة.
ودعت إلى استعمال الفخار والزجاج المعتم والفولاذ المقاوم للصدأ (الستنالس ستيل) كونها الأكثر سلامة في تخزين الزيت، وخاصة في مكان بارد وبعيد عن الحرارة والرطوبة"
وأوضحت أن تصنيع المصائد الغذائية اليدوية بتكلفة قليلة لكبح ذبابة ثمار الزيتون، الآفة الأكثر ضررًا، مسألة مهمة، إضافة إلى معالجة مرض عين الطاووس، وحفار الساق.
وبينت أهمية تفادي التقليم أثناء القطف؛ لأن مكان كل ثمرة قطفت جرح صغير على الغصن، وتحتاج الشجرة لبذل طاقة جهد لالتئامه.
التقليم الفعّال
وأوضحت أنه للاستفادة من التقليم بفاعلية، يجب تنفيذه بصورة صحيحة بإزالة الأفرع الضعيفة والأفرع من المناطق الكثيفة، والالتزام بالموعد الأنسب نهايات الخريف وبداية الشتاء، بعد سقوط نحو 70 -100 ملم من الأمطار، وتعقيم الأدوات بعد كل شجرة لعدم نشر الأمراض من المصابة إلى السليمة.
وذكرت أن الري التكميلي للحصول على زيت أعلى، يجري بصورة خاطئة، فيعمد المزارعون للسقاية على الساق نفسه، ويجب الابتعاد عنه مسافة كافية، وحسب حجم الشجرة.
وأوردت أن استخدام الزبل العربي للشجرة في غير مواعيده، كفترة القطاف، أو قبلها، يجري بصورة خاطئة، ولا يُغطى بالتراب، ما يعني أن الغازات المنبعثة منه تجذب ذبابة الزيتون.
كما حذرت من استعمال مبيدات الأعشاب، كونها ممارسة تترك تداعياتها على التربة والشجرة والتنوع الحيوي.
وانتهت النشرة بالإشارة إلى جهود مركز التعليم البيئي، الذي أطلق قبل 22 سنة، فكرة للتعبير عن مكانة شجرة الزيتون في الثقافة الوطنية، عبر تنفيذ مهرجان قطف الزيتون السنوي، الذي تحول إلى محطة سنوية، وصار تقليداً يميز موسم الزيتون، ويكرم المزارعين. وينطلق هذا العام في 22 تشرين الأول الجاري، بالشراكة مع بلديتي بيت لحم، ومركز السلام بمدينة المهد، ووزارة الزراعة، ومؤسسات أخرى.