logo

بيت لحم: ‘التعليم البيئي‘ يصدر ورقة حقائق في يوم الغذاء العالمي

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
17-10-2022 04:22:14 اخر تحديث: 19-10-2022 01:39:33

بيت لحم: أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورقة حقائق في يوم الغذاء العالمي، المصادف سنويًا في 16 تشرين الأول.


صور من مركز التعليم البيئي

وأوردت حقائق حول الغذاء في دول الأرض، مستندة على معطيات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، ودعت إلى اتخاذ خطوات عملية وفورية في فلسطين للحد من هدر الطعام، ولاستهلاك وإنتاج مستدامين، وللمساهمة في ممارسات تضمن جودة الغذاء وسلامته، وتشارك في إنتاجه في كل حيز متاح، في ظل أرقام مؤسفة فلسطينيًا وعالمية حول الطعام الذي ينتهي به المطاف في مكبات النفايات.
وحث المركز على مساهمة كل إنسان في إنتاج جزء من غذائه بنفسه، عبر تطوير الحدائق المنزلية، والزراعات المائية، واستثمار شرفات المنازل وكل حيز ممكن زراعته أو تسخيره في الإنتاج النباتي والحيواني.
وقالت الورقة إن النظم الغذائية العالمية مسؤولة عن ثلث غازات الاحتباس الحراري، وتساهم في 80 % من إزالة الغابات الاستوائية، وهي الدافع الرئيس لتدهور التربة والتصحر وندرة المياه وتدهور التنوع الحيوي.
وأوضحت أن الشعوب الأصلية هي القيّمة على 80 % تقريبًا ممّا تبقى من التنوع الحيوي في العالم، ولكنّها تعاني على المستوى العالمي ارتفاع معدّلات الفقر، وعدم امتلاك الأراضي، وسوء التغذية والنزوح الداخلي.
193 مليون إنسان بلا أمن غذائي
وأوضحت النشرة أن تغير المناخ يؤثر على الفقراء في الأرياف، كما يؤثر على غلالهم وإنتاجيتهم الزراعية، ما يسهم في تزايد الآفات والأمراض وتغيير تركيبة المغذيات في المحاصيل الأساسية الرئيسة.  كما إنّ ثلثي أولئك الذين يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد هم منتجو أغذية في المناطق الريفية.
 وبيّنت أنه في عام 2021، كان حوالي 193 مليون شخص يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، فيما واجه أكثر من نصف مليون شخص ظروف المجاعة والموت. بينما يعجز أكثر من 3 مليارات نسمة (أي قرابة 40 % من سكان المعمورة) عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحي.
وبينت أن مواجهة الأزمات العالمية في الغذاء يبدأ بممارساتنا الفردية، من خلال تبني أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدام، والمشاركة في إنتاج الغذاء، والتوقف الفوري عن هدر الطعام، والاهتمام بالزراعة وخاصة الأصيلة والعضوية، ومراجعة أنماط الزراعة الدخيلة، والعودة إلى أمهات البذور البلدية التي تناسب الظروف المحلية، وتحقق التوازن والاستدامة والتنمية، وتصل إلى مفهوم السيادة على الغذاء.
وقالت النشرة إن إفرازات جائحة كورونا، والصراعات الدولية المتفاقمة، وتغير المناخ، وانعدام المساواة، وارتفاع أسعار الغذاء بشكل قياسين واستمرار هدر الطعام، وغيرها تهدد سيادة الدول على غذائها.
20 % من غذاء العالم في حاويات النفايات
وأشارت إلى أرقام الأمم المتحدة من أن 20 % من المواد الغذائية التي كانت متاحة للمستهلكين في أنحاء العالم في 2019، أو ما يقرب من مليار طن، أهدرت من جانب الأسر وتجار التجزئة والمؤسسات وقطاع الضيافة.
وأوضح تقرير أممي أنه لو تمت تعبئة جميع المواد الغذائية المهدورة في شاحنات سعتها 40 طنًا اصطفت خلف بعضها، لدارت حول الأرض سبع مرات. فيما يعاني قرابة 700 مليون إنسان الجوع كل يوم.
وأكدت الورقة أن هدر الغذاء العالمي مشكلة تزن مليار طن، وفقاً لمؤشر نفايات الطعام لعام 2021 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وأوضح المؤشر أن العالم ينتج 931 مليون طن من نفايات الطعام كل عام، يأتي 569 طناً منها من المنازل. ويعزى الباقي إلى خدمات الطعام (244 مليون طن) وقطاعات التجزئة (118 مليون طن).
وأظهر المؤشر أن متوسط نصيب الفرد عالمياً من بقايا الطعام يصل إلى 74 كغم سنوياً، ما يشير إلى أن هناك حاجة إلى تحسين واسع النطاق لمعالجة المشكلة.
وسجلت أعلى أرقام هدر الطعام في البلدين اللذين يزيد عدد سكانهما عن مليار نسمة. إذ تهدر الصين ما يقدر بنحو 91.6 مليون طن من الغذاء سنوياً بينما تهدر الهند 68.8 مليون طن. وتتراجع الولايات المتحدة قليلاً في الترتيب مع 19,4 مليون طن من نفايات الطعام بينما في أوروبا، تنتج فرنسا وألمانيا ما بين خمسة إلى ستة ملايين طن سنوياً.
ويتخلص متوسط الأسرة في الهند من 50 كغم من الطعام سنوياً بينما يرتفع هذا إلى 59 كغم في الولايات المتحدة، ويُظهر المؤشر أن أستراليا لديها مستوى مرتفع من نفايات الفرد عند 102 كغم في السنة. وبالمقارنة، وفي روسيا 33 كغم فقط للفرد.
فيما هدر العالم العربي أكثر من 40 مليون طن من الغذاء انتهت في مكبّات النفايات، في الوقت الذي تعتبر بلدان المنطقة من أكبر البلدان استيراداً للغذاء الذي ما فتئت ترتفع أسعار مدخلاته في العالم في الفترة الأخيرة.
ووفق التقرير برنامج الأمم للمتحدة للبيئة، عام 2021، فأن الأغذية التي أهدرت في المنطقة العربية، والتي تتعدى 40,1 مليون طن، تمثل حوالي مليون شاحنة تتسع كل واحدة منها لـ40 طناً.
وبحسب بيانات برنامج الأمم للمتحدة فإن مصر تأتي في مقدمة البلدان المهدرة للأغذية في المنطقة العربي، بـ9 ملايين طن، ويصل حجم مساهمة كل فرد في ذلك بحوالي 91 كغم في العام. يليها السودان بـ4.16 ملايين طن، والجزائر بـ3.91 ملايين طن، والمغرب بـ3.31 ملايين طن، وتونس بـ 1.06 ملايين طن، وليبيا بأكثر من 513 ألف طن، وموريتانيا بـ450 ألف طن.

501 ألف طن غذاء مهدور في فلسطين
وجاءت العراق بـ4.73 ملايين طن، متبوعة بالسعودية بـ3.59 ملايين طن، واليمن بـ 3.02 ملايين طن، وسورية بـ1.77 مليون طن، والأردن بـ939 ألف طن، والإمارات العربية بـ923 ألف طن، ولبنان بـ717 ألف طن، وفلسطين بـ501 ألف طن، وعمان بـ470 ألف طن، الكويت بـ397 ألف طن، وقطر بـ267 ألف طن، والبحرين بـ216 ألف طن.
ويتضح من بيانات التقرير الأممي أن مساهمة الفرد في إهدار الطعام تصل في العراق إلى 120 كغم في العام، ثم السعودية ولبنان بـ105 كغم، واليمن بـ104 طغم، و100 كغم في موريتانيا، بينما تتجاوز 90 كغم في البلدان الأخرى، وتصل إلى أدنى مستوى في ليبيا، كي تستقر في حدود 76 كغم.
وكان تقرير للبنك الدولي قد أكد أن ما بين 14 و19 % من إنتاج الحبوب في المنطقة العربية يتم هدره، في الوقت نفسه تعرف المنطقة هدر 16 % من الخضراوات، و45 % من الفواكه، و13 % من اللحوم، و28 % من الأسماك، و18 % من الحليب، وفق تقرير للبنك الدولي.
وسبق لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن قدرت الخسائر على مستوى الغذاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ250 كغم للفرد في العام، وهو ما يمثل 50 مليار دولار لجميع بلدان المنطقة سنوياً.