logo

حياة بؤس في قلب الصحراء| أهال من قرى غير معترف بها قبل 22 يوما من الانتخابات:‘هناك من يستغل قضيتنا‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
10-10-2022 09:15:07 اخر تحديث: 18-10-2022 08:21:39

قبل حوالي ثلاثة أسابيع من فتح صناديق الاقتراع لانتخابات الكنيست، تحتدم المعركة على توزيع أصوات الناخبين على الأحزاب المرشحة لخوض الانتخابات. وتنافس القوائم


العربية الثلاث بكل قوة في محاولة لجذب أصوات الناخبين في النقب، الذين أسهموا بنجاح القائمة العربية الموحدة وجعلها القوة السياسية المركزية في المجتمع العربي. غير ان الأهالي في منطقة النقب، لا سيما في القرى غير المعترف بها لا زالوا يعانوا الامرين، فيعيشون بلا شوارع معبدة وبلا عيادات وملاعب ونواد لاولادهم ، وكذلك بلا صناديق اقتراع .. يذهبون اليها لممارسة حقهم الديمقراطي بالتصويت في يوم الانتخابات . 
 
قناة هلا تجولت في الأيام الأخيرة في ثلاث قرى في النقب وهي : أبو تلول ، بئر الحمام والزرنوق .. ومضت في عمق الصحراء بعدما سلكت طرقا غير معبدة ، وعرة وبدائية يصعب سلوكها الا لمن يملك روح التحدي للوصول الى تلك القرى التي تغيب عنها أبسط الحقوق .. تلك الطرقات الترابية التي يسلكها صغارهم سيرا على الاقدام يوميا ذهابا وإيابا من مدارسهم.
 
مراسلة قناة هلا وموقع بانيت بيداء أبو رحال تحدثت مع عدد من الأهالي الذين شرحوا باسهاب عن حياة البؤس التي يعيشها سكان القرى ، وسألتهم عن انتخابات الكنيست في وقت لم يخف بعضهم انه يلمس بان هناك من يحاول ان يستغل قضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية .


" قرية أبو تلول  تخلو من البنى التحتية الأساسية " 
يقول عطية الأعسم من قرية أبو تلول ، وهو رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب : " كما تشاهدون ، فان هذه القرية تخلو من البنى التحتية الأساسية ، ليس بها شوارع ولا كهرباء والا خطوط مياه منظمة ، والوضع صعب جدا رغم أن هذه القرية ، أعلن عن الاعتراف بها سنة 2006 ولكن هي قرية غير معترف بها بكل معنى الكلمة ، البيوت غير مرخصة ولا نستطيع البناء ، والهدم مستمر وكل شيء من السلبيات التي تقوم بها الدولة ضدنا نجده في  قرية أبو تلول من كل عمليات الهدم والملاحقة وانعدام الخدمات بشكل تام " .
وأضاف عطية الأعسم رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب : " الأطفال يلعبون بين الحجارة وفي الأودية وفي المناطق الخطرة ولذلك فاننا نجد بان 70 % من الأطفال في مستشفى سوروكا هم من السكان العرب في منطقة النقب وهذا بسبب البيئة التي يعيشون بها والظروف الصعبة "
وتابع : " بالنسبة لمدرسة أبو تلول فان هناك طلاب من خارج القرية أيضا يتعلمون بها وهناك سفريات حسب القانون يتم توفيرها من قبل الدولة ولكن على بعد 2 كيلومتر فقط وأقل من 2 كيلومتر فان  الأطفال يحضرون الى المدرسة مشيا على الأقدام " .
وبالنسبة لصناديق الاقتراع يوم الانتخابات قال : " هنا في أبو تلول يوجد صناديق اقتراع ولكن يصوتون بها أيضا أشخاص من قرى بعيدة جدا وبسبب البعد وعدم توفر السفريات والمواصلات العامة في هذه المناطق فان معظم الناس لا يستطيعون الوصول الى صناديق الاقتراع والادلاء بصوتهم ".
وعن اهتمام النواب العرب بقضايا النقب قال عطية الأعسم : " حقيقة ومع التغير الذي حصل مع دخول القائمة العربية الموحدة الى الحكومة بدأت الحكومة تنظر بشكل إيجابي اكثر من قبل ، الأمور لم تصبح كما يرام ولكن هذه البداية وقد نصل الى ما نريد في نهاية الامر ، تم الاعتراف ب 4 قرى وكان الحديث عن الاعتراف ب 8 قرى أخرى ولكن الحكومة تفككت ونحن نريد من الأحزاب العربية ان يكون لديها قرار وليس فقط انتقاد ، نحن لا نريد ان نلعن الدولة فقط وبدون نتائج "
وأضاف : " الأحزاب تلعب لعبة سياسية  وتستغل أمور النقب ونحن نعرف ان نميّز بين من يستطيع ان يفيدنا وبين من لا يستطيع ذلك ونحن نعرف صالحنا " .

" معاناة كبيرة في القرى "
بدوره أدلى حسين الرفايعة من قرية بئر الحمام بدلوه قائلا : " هناك معاناة كبيرة في القرى ، كل الأساسيات
 بها نقص ، الطرق غير معبدة والماء غير متوفر وكل هذا نتيجة ضغوطات حكومية تمارس علينا لنترك هذه الأرض ونرحل ولكننا مصرون على البقاء في أرضنا " .
وتابع الرفايعة : " السفريات للتعليم تتم عبر حافلات قديمة ومهترئة  ويسافر بها الطلاب للقرى المجاورة ويواجهون صعوبات وهذا يؤدي الى نتائج عكسية في الدراسة وتسرب من المدارس "
وعن وجود صناديق اقتراع في القرى غير المعترف بها قال حسين الرفايعة : " احدى وسائل الضغط الحكومي هي عدم الحق بوجود صناديق اقتراع في القرى غير المعترف بها ، مع ان هذه الدولة تفتخر بالديمقراطية وحقوق الانسان ، نحن نسافر الى البلدات التي بها صناديق اقتراع ولكن هناك صعوبة في الوصول الى صناديق الاقتراع " .
وتابع : " انا لا أريد أن اتهجم على أحزابنا العربية مع ان هناك نواقص يجب ان يعملوا من أجلنا أكثر واكثر " .

" الكل يتحدث عن النقب ولكن على أرض الواقع لم يتغير شيء "
وقال محمد أبو قويدر من قرية الزرنوق غير المعترف بها في النقب : " في قرية الزرنوق لا يوجد بنى تحتية ، لا شوارع ، لا مؤسسات لا نوادي ، يوجد بها مدرسة ابتدائية وثانوية جديدة وكذلك يوجد بها مسجدين ومحلات تجارية لكن للاسف تفتقر الى مقومات الحياة الكريمة من كهرباء وماء كما يجب او مؤسسات حكومية او محلات للعمل
وتابع : " في الفترة الأخيرة الاحظ على الواجهة وفي الاعلام ومن على منابر الكنيست الكل يتحدث عن النقب ولكن على أرض الواقع لم يتغير شيء "

" الأطفال يتعرضون للخطر "
بدورها قالت ميادة أبو قويدر من قرية الزرنوق غير المعترف بها في النقب : " الأولاد يعودون من المدرسة ويجلسون في البيوت او يخرجون للوديان وهناك خطر لانه لا يوجد لدينا ساحات العاب او ملاعب رياضة ".
وأضافت : "انا اسمع ان هناك اهتمام بقضايا النقب من قبل الأحزاب ولكن لا أرى هذا الاهتمام منذ وفاة المرحوم سعيد الخرومي لا نرى أي اهتمام بقضايانا
يجب على النواب والصحافة أيضا ان ياتوا الى النقب ويتواجدوا معنا يوما واحدا ليعرفوا معاناتنا " .


 
تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما