logo

أكثر من 160 عائلة من النقب تشارك في برنامج ريادي لتقليل نسب الإصابة لأولاد المجتمع البدوي في النقب

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
03-10-2022 08:11:24 اخر تحديث: 18-10-2022 08:15:59

شارك ما يقارب 160 عائلة عربية من المجتمع البدوي في النقب في الأشهر الستة الأخيرة، ببرنامج تجريبي حظوا خلاله بمرافقة من قبل مختصين بموضوع الأمان


صور وصلتنا من "جوينت"

في المنزل، التغذية الصحية، والتواصل السليم ما بين الاهل والابناء.
وقد التقت كل عائلة من المشاركات في البرنامج بمنزلها، خلال سبع لقاءات، مع اخصائية مرافقة وهي أيضا من أبناء المجتمع البدوي في النقب. وقد تعلم الاهل المشاركين في هذا البرنامج أساليب التواصل الأمثل مع الابناء، وكيفية تخصيص الوقت اللازم للأبناء، وكذلك تخصيص المساحة المطلوبة لهم لقضاء أوقات الفراغ، وكل هذا بما يتلاءم مع احتياجات العائلات البدوية في النقب وطبقا لأسلوب حياتهم.   
وقد بدأ هذا البرنامج التجريبي طريقه، بهدف "تقليص إصابات الأولاد في البيئة المنزلية، في ظل نسب الإصابة العالية للأطفال والأولاد في المجتمع البدوي، هذه النسب التي بلغت 15% في المجتمع البدي في النقب، مقابل نسبة 2.7% في سائر البلاد، مع العلم ان موضوع امان الأولاد ليس وحيدا في هذا المضمار، خاصة وان العمل ضمن هذا البرنامج مع العائلات المشاركة، توسع شيئا فشيئا ليشمل تقوية وتعزيز كافة المستويات المتعلقة بالعلاقات والتواصل ما بين الاهل والابناء، وتطور ونمو الأولاد في كافة مجالات الحياة".

"التحديات الاقتصادية والاجتماعية تثقل على قدرة الاهل في توفير بيئة آمنة للاطفال"
من جانبها، قالت سيبي منجيشا مديرة البرنامج "جوينت اشليم" عن هذا البرنامج: "95% من الاولاد من جيل الولادة حتى جيل 3 سنوات في المجتمع البدوي، غير مندمجين في أي إطار تعليمي علاجي، ويمكثون في حضن العائلة. ان الاهل وافراد العائلة يتعاملون عادة مع تحديات اقتصادية واجتماعية، هذه التحديات التي تُثقل عليهم وعلى قدرتهم في توفير بيئة تمكن الاولاد والابناء من التطور بالطريقة الأمثل. هذا البرنامج يحاول توسيع المعرفة والأدوات التي بيد الأهل، والفرص المتوفرة لديهم بتعزيز وتطوير البيئة الأمثل للأولاد والابناء. ان جيل الرضاعة هو الفترة التي يتم فيها وضع حجر الأساس فيما يتعلق بتطور ونمو الاطفال. في السنوات الأخيرة تعزز الايمان أكثر فأكثر ان جيل الرضاعة يعتبر ذا تأثير حاسم على بناء وتصميم البنى التحتية المطلوبة لتطور نمو الفرد وعلى سلوكه ونشاطه طيلة فترة سنوات حياته. وتابعت قائلة: "نحن نؤمن ان الاستثمار الصحيح في هذه الجيل هو المفتاح لترسيخ التحول المجتمعي، وان وظيفتنا الوقوف الى جانب الاهل والمهنين في جهودهم التي يبذلوها في توفير الاهم والأنسب لأولادهم وأبنائهم. هذا البرنامج التجريبي الذي ابدى نجاحا كبيرا، سيتواصل العمل به السنة القادمة أيضا".  

"نحن بدورنا ملزمون بالعمل على تغيير هذه المعطيات"

اما شاحار حفرون مديرة لواء الجنوب في مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد فقالت بدورها:" المعطيات تشير ان الأولاد البدو لديهم احتمال أكبر للوفاة جراء الإصابة بإصابات غير متعمدة، اسوة بسائر الأولاد في ارجاء البلاد. نحن بدورنا ملزمون بالعمل على تغيير هذه المعطيات. لقد بادرت مؤسسة جوينت لهذا المشروع الذي يتعامل مع العائلات من خلال نظرة شمولية كاملة. فمن غير الممكن الفصل بين موضوع امان الأولاد عن سائر المجالات، فهو يعتبر جزء من الوالدية الأمثل ومن القيم التي نريد ان نُكسبها ونذوتها في نفوس أولادنا. ان هذا المشروع يهدف الى تذويت قيم أمان وسلامة الأولاد بأفضل طريقة ممكنة، مع الاخذ بعين الاعتبار التطور والنمو الأمثل للأبناء في شتى مجالات الحياة. ان دمج التعلم لمفاهيم الأمان، يعتبر جزء من مسؤولية الاهل. بشكل شخصي كمن عملت لسنوات عديدة مع المجتمع البدوي في النقب، من المؤثر رؤية ومواكبة التأثير الذي يبدو واضحا على المرشدات وعلى الأمهات اللواتي شاركن في هذا البرنامج، هذا التأثير الذي ساهم في تحسين منظومة العلاقات في البيت وخلق تغيير حقيقي في المستقبل".

يأتي هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسسة بطيرم لأمان الاولاد هو جزء من مبادرة بعنوان "الأيام الالف الأولى في المجتمع البدوي في النقب"، وهو ثمرة تعاون مشترك لوزارة الخدمات الاجتماعية وجوينت اشليم، والاتحاد اليهودي في سان فرانيسكو وصندوق هاس، الذي شمل لاحقا أيضا وزارة الزراعة، ووزارة الصحة، وقسم العمل في وزارة الاقتصاد 360- الخطة الوطنية للأولاد والشبيبة في خطر، والسلطات البدوية في التقب والجمعيات غير الحكومية.