logo

من فكك المُشتركة ؟ | سامي ابو شحادة :‘ من خلف ظهري قدم عودة والطيبي قائمتهم للقضاء على التجمع ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
18-09-2022 15:59:09 اخر تحديث: 18-10-2022 08:21:08

تخوض ثلاث قوائم عربية : الموحدة، تحالف الجبهة والعربية للتغيير، والتجمع، انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين في الفاتح من شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل، وذلك

بعد تفكك القائمة المشتركة في اللحظات الاخيرة من تقديم القوائم الانتخابية في مبنى الكنيست الخميس الماضي، اذ قدم التجمع الوطني الديمقراطي أوراق ترشيحه كقائمة منفصلة عن تحالف الجبهة والعربية للتغيير في مشهد درامتيكي سيلقي بظلاله على عملية التصويت في المجتمع العربي والخارطة السياسية الاسرائيلية عامة .
وقد اثار تفكك المشتركة وفض الشراكة بين التجمع وشريكيها في المشتركة الجبهة والعربية للتغيير، اثار الكثير من التساؤلات حول حقيقة ما جرى في اللحظات الاخيرة قبيل تقديم اوراق الترشح .
للحديث عن هذا الموضوع ، استضافت قناة هلا رئيس قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي ابو شحادة وحاورته حول ما دار وراء كواليس تقديم القوائم في اللحظات الاخيرة قرابة منتصف ليلة الخميس .

بداية ، ما ردك على رغبة حزب "يسرائيل بيتينو" الذي قام بتقديم طلب للجنة الانتخابات المركزية بشطبك ومنعك من الترشح؟"لا جديد تحت الشمس اي لم يتغير أي شيء فليبرمان مستمر في محاولاته لضرب التمثيل العربي، ونسبة الحسم ارتفعت بهذا الشكل لأنه قد حاول ان ينهي على كل الأحزاب العربية وهذا ما أدى بالأساس لإقامة القائمة المشتركة. ليبرمان لا يريد ان يخاطر ويعود هو لنسبة الحسم لذلك بحث عن امر يعطيه منصة إعلامية وحينما رأى ان هناك هجمة على التجمع، ظن ان هذا الامر سيوسع منصته الإعلامية وانه عن طريق اسقاط الصوت الذي يناضل ضد الاحتلال ويطالب بالعدالة والمساواة سيتمكن من رفع نسبة التصويت له، وقد تحقق ما كان يصبو اليه بعد تقديمه لطلب شطبي ومنعي من الترشح والكل يتحدث عنه الان، لأنه للأسف المجتمع الإسرائيلي يتدهور نحو اليمين الفاشي وهذا سيزيد من نسبة التصويت لليبرمان. اعتقد انه من المحتمل ان لجنة الانتخابات السياسية ان تقبل بطلبه فهي سياسية وليست مهنية ولكن لن يحقق هذا الامر في المحكمة العليا".

ماذا حدث داخل المشتركة يوم الخميس في حوالي العاشرة ليلا وما الذي جعلكم تقررون خوض الانتخابات بقائمة منفردة . النائب ايمن عودة يقول ان هناك تيار في التجمع يريد الانفصال عن المشتركة؟
"باعتقادي ان ايمن عودة قد اخذ خطوة من الصعب ان يدافع عنها، لذلك سيجبر ان لا يقول الحقيقة. في الساعة العاشرة ليلاً يوم الخميس اتفقنا جميعاً وايمن صافحني وانتهت كل الخلافات بيننا، والقرار كان ان نقدم قائمة مشتركة بثلاثة مركبات. قالوا لنا انه يجب علينا الانتظار لأنهم كانوا يحضرون لتقديم قائمة ثنائية للجبهة والتغيير ويقوموا بترتيب الأوراق، وقمنا بالانتظار على أساس اننا ننتظر بوصول الأوراق ومن ثم ندخل ونقدم القائمة، ولكن للأسف حدث ما لم يكن في الحسبان فمن خلف ظهري قدم كل من ايمن عودة والطيبي قائمتهم، والهدف كان واضح وهو القضاء على التجمع، لذلك قمنا على الفور بتجهيز اوراقنا وقدمنا قائمة التجمع الوطني الديموقراطي على الرغم من عدم جهوزيتها".
 
انت قلت في مقابلة باللغة العبرية "بانك سعيد بفك المشتركة وتشعر بالارتياح" - هل انت مرتاح الان؟
طبعا انا مرتاح فاذا شركائي هم ايمن عودة والطيبي فانا سعيد بقراري لأنني لا افصل ما بين السياسة والأخلاق ولكنهم يفعلون".
 
قلت في ذات المقابلة  "بان التجمع سيكون محور هذه الانتخابات وان الحزب سيحسم بين المعسكرين" الا تناقض نفسك بهذا الكلام وانت قلت بان التجمع لن يكون جزءا من لعبة المعسكرات؟
"التجمع سيكون محور الانتخابات لأنه لا يرغب ان يكون جزءاً من كتلة نتنياهو او لبيد، وفقط الأرقام حاليا أي استطلاعات الرأي هي التي تشير الى ذلك".

القائمة المشتركة أصدرت يوم الأربعاء بيانا للإعلام العبري تزف فيه للجمهور اليهودي عودة تشكيل المشتركة ولم يصدر بيان كهذا باللغة العربية . هل كنت تعرف عن هذا البيان الذي يتحدث عن عودة الوحدة؟
"هذا البيان لم تصدره القائمة المشتركة بل كوادر الجبهة".
 
ما هو جوهر الخلاف الذي أدى بالنهاية الى تفكك المشتركة في الدقيقة الأخيرة؟
" ايمن عودة والطيبي اقتنعا بطرح منصور عباس ان التأثير يجب ان يكون من الداخل وان يكونوا جزءاً من الحكومة، أي ايمن عودة يرى نفسه الان بيضة القبان الجديدة. على الناخب العربي الان الاختيار بين ثلاثة أحزاب وبين تيارين سياسيين، تيار يريد ان يكون جزءاً من المعسكرات الصهيونية أي ايمن والطيبي مستعدين ان يكونا جزءاً من معكسر لبيد وغانتس. انا لم اعد أرى فروقات في اللغة بخطاب الواقعية والتاثير والنهج الجديد. اما بالنسبة لنا فنحن لسنا جزءاً من المعسكرات الصهيونية فلدينا برنامجنا السياسي وتيار الجبهة كبير ولدي قناعة انه مختلف عن تيار ايمن عودة، الذي يرى ان دوره في هذه المرحلة هو ان يكون في معكسر لبيد".
 
الجبهة والعربية للتغيير قالا في بيان مشترك لهما" ان التجمع كان يصر تحت وطأة الخلافات الداخلية على ضرب الوحدة وفض الاتفاقيات في الدقيقة التسعين للمطالبة برئاسة الكتلة والتنصل من التناوب"، ما تعقيبك على هذا الموضوع؟
" هؤلاء قرروا ان يتآمروا على التجمع ولن يقوموا باخباركم بالحقيقة. كان هناك محاولة لاسقاط صوت التجمع وسامي أبو شحادة وهذه الخطوة قد فشلت. ذهبوا لتقديم الأوراق وطلبوا منا الانتظار وذهبوا لتقديم القائمة ومعهم اوراقنا. طبعا كان هناك خلافات واعلنا عنها وكان هناك بيانات سياسية ولكن قبل تقديم القوائم توصلنا الى اتفاق".
 
هل التجمع قادر لوحده على تجاوز نسبة الحسم والحصول على أربعة مقاعد في الانتخابات القريبة؟
"لا يوجد أي سبب يمنعنا من تحقيق ذلك.  اليوم في مجتمعنا لدينا حوالي مليون وخمسين الف صاحب حق اقتراع، ولو قام المجتمع العربي بالتصويت كالمجتمع اليهودي سنحصل على 24 مقعداً. 40 الف شخص صرحوا انهم سيشاركون في الانتخابات و650 الف منهم مقاطعين مبدئياً للانتخابات، و150 الف مسافرين او يتعلمون خارج البلاد. حسب استطلاعات الرأي،  نحن سنصل لاكثر من مقعدين، حتى ان القيادات والكوادر بسبب عدم تقبلها لمشروع ايمن في القائمة المشتركة تراجعت وستدعمنا فقد رأوا دورنا الكبير في الفترة الأخيرة خاصة خلال هبة الكرامة، والتجمع اصبح قريباً من الحصول على ثلاثة مقاعد، ولكن لا يزال هذا الامر غير كاف . امامنا حوالي شهر ونصف لنقنع الناس ببرنامجنا الذي يعتمد على مبدأ "دولة جميع مواطنيها".  أتوقع ان نتمكن من اقناع جزء كبير من الناس ان برنامجنا الذي نقدمه هو الأفضل لخدمة مصالح المجتمع العربي. نحن بحاجة الى 140 الف صوت، وهناك جمهور كبير يدعمنا ويحبنا ومقتنع ان الصوت الذي يمثلهم في الكنيست هو سامي أبو شحادة والتجمع الوطني الديموقراطي".

اول استطلاع للراي بعد تقديم القوائم أشار الى ان التجمع لا يجتاز نسبة الحسم، في حال ان استطلاعات الراي لم تظهر انكم ستجتازون نسبة الحسم هل ستفكرون في الانسحاب او دعم قائمة أخرى؟
"هذا السيناريو غير مطروح بتاتا، فالتجمع منذ عام 1999 وهو يشارك في الانتخابات لوحده حتى انتخابات عام 2013. تاريخياً كان من الصعب ان نصل الى الجمهور ولم يتم تضميننا في استطلاعات الرأي آنذاك لذلك لا تعكس هذه الاستطلاعات جمهورنا وجمهور الحركة الوطنية ولهذا لا نعتمد عليها. استطلاع الرأي الوحيد الذي يمكن الاستناد اليه هو الاستطلاع الذي تم نشره عام 2013، حيث اقترب التجمع من المئة الف صوت، ومنذ عام 2013 حتى 2022 ازداد مئات الاف المصوتين من أبناء شعبنا خاصة من فئة الشباب، ونحن نعول على الجيل الشاب الذين كانوا اقرب الى تيار التجمع ويؤمن انه يناضل من اجل المساواة والعدالة لذلك فرص النجاح عالية جداً. عندي قناعة تامة ان مجتمعنا لن يسقط في هذه المؤامرة ضد النائب سامي أبو شحادة والتجمع، وهناك قناعة سياسية في برنامج التجمع".
 
كيف ستخاطبون الجمهور الان الذي كل همه الان وقف شلال الدماء ووضع حد للجريمة والعنف، وحل قضية البناء والمسكن وموجة الغلاء، هل التجمع قادر على إيجاد حلول لجميع هذه القضايا؟

" نعم، التجمع قادر على فعل ذلك لأنه قارئ للخارطة السياسية بشكل اصح من البقية. الفوارق الموجودة بين المجتمع العربي واليهودي هي هائلة في جميع مجالات الحياة، والسبب في ذلك حسب تشخيص التجمع هو ان القضية الأساسية هي قضية بنيوية في عنصرية الدولة لانها تدعي الديموقراطية وهي ليست كذلك. من اجل ان نصل الى ما نريده علينا حل هذه المشكلة الأساسية فبدون التعامل معها لا يمكن ان نصل الى شيء".
 
الكثير من الناخبين يرون انكم قدمتم هدية لنتنياهو فتفكك المشتركة يرفع من احتمالات حصول نتنياهو على الأغلبية مع بن غفير وسموتريتش؟
"إنجاح التجمع وباقي القوائم العربية سيمنع ذلك، ولكن قبل كل شيء علينا ان نطرح سؤالاً مهماً وهو هل كان وضع المجتمع العربي عظيم قبل نتنياهو، هل وجود نتنياهو او عدمه سيمنع الاعتداءات على الأقصى والاحتلال والعدوان على قطاع غزة؟ نحن اختزلنا كل القضية الفلسطينية بشخص نتنياهو، ونعتقد انو لو غاب نتنياهو سيكون الوضع افضل، ولكن ما اكتشفناه الان بعد غياب نتنياهو ان البقية ليسوا افضل منه فساعر الذي قدم قانون القومية او كامينتس لا يفرق عن نتنياهو بشيء، لذلك علينا ان لا نخلق هذا الوهم عند الجمهور. تخلصنا من نتنياهو هل هذا اعطى الناس ما يرغبون به؟ مشكلتنا هي ليست نتنياهو وانما بنيان التمييز العنصري التي كلنا نعاني منها قبل وبعد نتنياهو والحل هو مشروع التجمع الوطني الديموقراطي".
 
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .


تصوير: قناة الكنيست


تصوير : برونو شربيط - مكتب الصحافة الحكومي