تحالف الجبهة والعربية للتغيير، قد يكون عاملا حاسما في " الدوامة السياسية " التي تعيشها البلاد منذ عدة سنوات، والمتمثلة بعدم حسم الانتخابات لمعسكر نتنياهو أو معسكر مناهضيه.
ففي ظل وجود ثلاثة قوائم تخوض الانتخابات، في مشهد قد نسيه البعض، وهي القائمة العربية الموحدة، التجمع، وتحالف الجبهة والعربية للتغيير، وفي ظل استطلاعات الرأي التي تشير الى تراجع نسبة التصويت في صفوف المواطنين العرب في الانتخابات الوشيكة، قد يكون أمر عدم اجتياز واحدة من القوائم الثلاث، أو حتى أكثر من قائمة، نسبة الحسم، أمر حاسم للمشهد السياسي كله، اذ سيكون معسكر نتنياهو " الرابح الأكبر " من ذلك، بحيث يصل الى تحالف يضم على الأقل 61 عضو كنيست، ويحظى حينها نتنياهو بتكليف تشكيل الحكومة الجديدة.
ماذا عن الوجوه الجديدة؟
وبعد تقديم القوائم الثلاثة، نجد في القائمة الموحدة وجوها جديدة في الأماكن المتقدمة في القائمة: وليد الهواشلة في الموقع الثالث، د. ياسر حجيرات في الموقع الخامس، وعبد الكريم مصري في الموقع السادس، في قائمة التجمع الوطني نجد اسم دعاء حوش طاطور في المكان الثالث ووليد قعدان في المكان الرابع، أما في القائمة المشتركة، فلا وجوه جديدة، الا في الموقعين الخامس والسادس: يوسف العطاونة وسمير بن سعيد.
هل ينسحب التجمع من السباق الانتخابي؟
إزاء ما ذُكر، يُطرح السؤال: هل يمضي التجمع الوطني الديمقراطي بترشيحه الى النهاية ويخوض الانتخابات، أم أنه قد يسحب ترشيحه تحت اية تسمية، أو عنوان، ومن هذه التسميات يمكن أن يكون " الحفاظ على الصوت العربي "، و " منع عودة نتنياهو ". هذا سيناريو وارد، لكن امر تحققه ليس حتميا، اذ أن الأصوات الصادرة عن قيادات التجمع والنشطاء البارزين فيه تقول " انهم ماضون في خوض الانتخابات حتى النهاية ".
قلق متزايد في معسكر لبيد
ويقول مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما " أن النسبة المنخفضة للتصويت، في صفوف المواطنين العرب، وفقا للتوقعات، كانت أصلا مصدر قلق لدى رئيس الحكومة يائير لبيد، ويأتي تفكك المشتركة ليزيد هذا القلق، فقد يكون الأمر بالنسبة للبيد ضربة قاضية ".
خلال ساعات الليل، وبعد أن أصبح أمر تفكك المشتركة واقعا، تعالت أصوات تنتقد رئيس الحكومة لبيد على عدم تدخله والضغط في محاولة لمنع تفكك القائمة.
أحد أبرز تداعيات تفكك المشتركة اذن هو عدم اتاحة الفرصة أمام لبيد في الحصول على تكليف رئيس الدولة لتشكيل الحكومة الجديدة، الذي كان يأمل ان تكون أصوات نواب المشتركة بمثابة " جسم مانع " يعيق تحويل التكليف لتشكيل الحكومة لنتنياهو .
التوصية أمام رئيس الدولة
وعلى الرغم مما ذكرنا، قد يكون لتفكك المشتركة، وخروج التجمع من التحالف مع الجبهة والعربية للتغيير، أثر إيجابي لدى لبيد، اذ ان أحد أبرز الخلافات بين التجمع وشركائه كانت قضية التوصية لدى رئيس الدولة، اذ طلب التجمع التزام الجبهة والعربية للتغيير بعدم التوصية على شخص لتشكيل الحكومة، وبالتالي، فانه وبعد تفكك المشتركة، وفي حال نجاح تحالف الجبهة والعربية للتغيير في اجتياز نسبة الحسم، فان ممثلي التحالف قد يوصون لدى رئيس الدولة على لبيد لتشكيل الحكومة، أو قد يوصون على رئيس تحالف " المعسكر الرسمي " وزير الأمن بيني غانتس.
تصوير: قناة الكنيست
تصوير : برونو شربيط - مكتب الصحافة الحكومي