logo

تنصيب تشارلز ملكا جديدا لبريطانيا وجنازة الملكة إليزابيث في 19 سبتمبر

تقرير رويترز
11-09-2022 05:11:19 اخر تحديث: 18-10-2022 08:06:40

لندن (رويترز) - قال مسؤولون ملكيون يوم السبت إن الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث ملكة بريطانيا الراحلة ستقام يوم الاثنين 19 سبتمبر أيلول، فيما تعهد ابنها الملك تشارلز


(Photo by Dan Kitwood/Getty Images)

بأن يسير على دربها مع إعلانه رسميا ملكا جديدا لبريطانيا في مراسم تاريخية اتسمت بالأبهة وشهدت تقاليد عمرها قرون وهتافات "حفظ الله الملك".

أثارت وفاة الملكة إليزابيث عن عمر ناهز 96 عاما يوم الخميس حزنا عميقا وإشادات حارة، ليس فقط من المقربين في عائلتها والكثيرين في بريطانيا، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم في انعكاس لحضورها الذي استمر على الساحة الدولية 70 عاما.

وقال حفيدها الأمير وليام "كنا جميعا نظن أنها لا تُقهر".

وسُمع وليام وهو يخبر أحدا خلال جولة بين الحشود قرب قلعة وندسور أن اليومين اللذين أعقبا وفاة الملكة كانا "سرياليين". ورافقه في الجولة مع زوجته كيت شقيقه الأصغر هاري وزوجته ميجان، في مشهد أثار الأمل في رأب الصدع بين ابني الملك تشارلز.

وجثمان الملكة مسجى في الوقت الحالي في نعش من البلوط مغطى بالراية الملكية لاسكتلندا ويعلوه إكليل من الزهور في قاعة الرقص في قلعة بالمورال، منزلها الصيفي في اسكتلندا حيث ماتت في سلام.

وسينقل يوم الأحد بواسطة عربة خلال القرى النائية في المرتفعات إلى إدنبره عاصمة اسكتلندا في رحلة تستغرق ست ساعات ستسمح للناس بإبداء احترامهم.

ثم سيُحمل النعش جوا إلى لندن يوم الثلاثاء حيث سيظل في قصر بكنجهام ثم يُنقل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر ويبقى هناك حتى يوم الجنازة التي ستقام يوم الاثنين 19 سبتمبر أيلول في كنيسة وستمنستر في الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت جرينتش).

وخلف تشارلز (73 عاما) والدته على الفور يوم الخميس لكن مجلس الخلافة اجتمع لتنصيبه يوم السبت في قصر سانت جيمس، القصر الملكي الأبرز في المملكة المتحدة والذي بني من أجل هنري الثامن في ثلاثينات القرن السادس عشر.

ويضم مجلس الخلافة، المؤلف من هيئة مستشارين خاصة تتمثل مهمتها منذ قرون من الزمن في تقديم المشورة للملوك، النجل الأكبر للملك الجديد وريث عرشه الأمير وليام وأيضا زوجته كاميلا ورئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، الذين وقعوا على بيان الخلافة.

وخلال إعلان تنصيب الملك، هتف ستة من رؤساء الوزراء السابقين وأساقفة بارزون وعدد من الساسة "حفظ الله الملك".

وقال تشارلز "إنني أدرك تماما هذا الإرث العظيم والواجبات والمسؤوليات الجسيمة للسلطة التي انتقلت إلي الآن".

وأضاف "في تحمل هذه المسؤوليات، سأعمل جاهدا لاتباع المثال الملهم الذي ضُرب لي في دعم الحكومة الدستورية والسعي لتحقيق السلام والوئام والازدهار لشعوب هذه الجزر ودول ومناطق الكومنولث في أنحاء العالم".

أبهة ملكية
من على منصة إعلان التنصيب، وهي شرفة تطل على فناء فريري في قصر سانت جيمس، تلا كبير الضباط النبلاء ديفيد وايت، برفقة آخرين في الملابس التقليدية الرسمية ذات اللونين الذهبي والأحمر لمسؤولي المراسم الملكية، البيان الرئيسي، فيما علا صوت الأبواق.

وتمت المراسم بينما سُمح لمئات من الأشخاص بالدخول إلى الساحة، ومن بينهم أطفال حملهم آباؤهم على أكتافهم، وامرأة تمسك بالزهور وكبار سن جالسون على مقاعد متحركة. وصور الكثيرون الحدث بهواتفهم الذكية.

وأصبح تشارلز الملك رقم 41 الذي يعتلي عرش بريطانيا من سلسلة تعود أصولها إلى الملك النورماندي وليام الأول الفاتح الذي استولى على عرش إنجلترا عام 1066. وتعكس مراسم يوم السبت تقاليد تنصيب الملوك والملكات المتبعة منذ مئات السنين.

وأصبح أيضا رئيس 14 دولة أخرى منها أستراليا وكندا وجاميكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة.

والمراسم هي الأولى التي ينقلها التلفزيون لتنصيب ملك بريطاني. وهي الأولى في حياة معظم البريطانيين الحاليين الذين لم يعرفوا سوى الملكة إليزابيث. وكان عمر تشارلز نفسه ثلاثة أعوام عند تنصيب والدته ملكة في عام 1952.

وأعلنت بريطانيا فترة حداد حتى يوم إقامة الجنازة الرسمية، والذي سيكون عطلة عامة.

ومن المتوقع أن يصل زعماء من جميع أنحاء العالم إلى لندن لحضور الجنازة، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن يوم الجمعة عزمه الحضور.

وسيتم تتويج تشارلز في موعد لاحق لم يتضح بعد. وكانت هناك فجوة زمنية بلغت 16 شهرا بين تنصيب إليزابيث وتتويجها في عام 1953.

ومنح تشارلز بالفعل ابنه الأكبر وليام (40 عاما) لقب أمير ويلز، وهو اللقب الذي ناله الملك تشارلز نفسه لمدة تزيد على 50 عاما ويناله ورثة العرش بشكل تقليدي.

وأصبحت زوجته كيت أميرة ويلز، وهو اللقب الذي كانت الأميرة الراحلة ديانا آخر من يناله.

وتوترت العلاقات بين نجلي ملك بريطانيا الجديد منذ تخلي هاري وميجان، دوق ودوقة ساسكس، عن واجباتهما الملكية وانتقالهما للإقامة في الولايات المتحدة في 2020.

وكان هاري وميجان مصادفة في زيارة إلى بريطانيا لحضور بعض الفعاليات الخيرية دون أن يتوقعا لقاء وليام، حتى توفيت الملكة.

ووقف الأربعة معا يوم السبت لوقت قصير تبادلوا فيه أطراف الحديث قبل الانطلاق في جولة استمرت 40 دقيقة في وندسور بدعوة من وليام لشقيقه الأصغر.

لكن لم يتفاعل الأخوان وزوجتاهما معا كثيرا خلال الجولة، حيث توقفوا لقراءة الرسائل المتروكة وسط الزهور ومصافحة الناس وتبادل أطراف الحديث مع بعض من بين الآلاف الذين احتشدوا في المكان.

ووصف مصدر ملكي الجولة بأنها استعراض مهم للوحدة في وقت بالغ الصعوبة تمر به العائلة.

"مشاعر جياشة"
انهالت التعازي لوفاة إليزابيث، صاحبة أطول فترة على العرش البريطاني. وتم استخدام معالم تاريخية لتكريم مسيرتها مع إضاءة مبان في أوروبا وأمريكا وأفريقيا بألوان العلم البريطاني الأحمر والأبيض والأزرق.

وفي البرلمان، اصطف النواب لأداء قسم الولاء للملك الجديد، بقيادة رئيس مجلس العموم، ليندسي هويل، بينما كانت رئيسة الوزراء ليز تراس في أوائل المصطفين.

وفي بالمورال، ظهر أبناء الملكة الثلاثة الأصغر، آن وآندرو وإدوارد، وعائلاتهم حيث ذهبوا إلى كنيسة قريبة قبل أن يطالعوا الرسائل التي وُضعت بين الزهور وشكروا الحشد على الدعم.

وشوهدت الأميرة يوجيني ابنة الأمير آندرو وهي تمسح دموعها وتعانق والدها.

وقال إيان سميث، وهو رجل أعمال محلي كان يقف في الأمام عند الحواجز، "كانت لحظة انتابتني فيها مشاعر جياشة، كانت مؤثرة جدا.. إنه أمر مميز حقا أنهم جاءوا لشكرنا واستطعنا أن نظهر لهم دعمنا".

تولت إليزابيث، التي كانت أقدم وأطول زعماء العالم بقاء في السلطة، العرش بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في السادس من فبراير شباط 1952، عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها.

وعلى مر العقود شهدت تغيرا جذريا في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لوطنها. وحازت على الثناء لتحديثها النظام الملكي خلال ولايتها التي استمرت طويلا، على الرغم من التسليط الإعلامي المكثف والمتاعب العلنية في كثير من الأحيان التي أثارها أفراد في عائلتها.