الجمهور بواسطة بطاقات الاعتماد، بصفقات وبالشراء من المتاجر المختلفة، ومن شبكة الانترنت .
هذا ما يتضح من المعطيات المتوفرة حول استخدام المواطنين في إسرائيل لبطاقات الاعتماد، اذ اشترى الناس بهذه البطاقات بحوالي 74 مليارد شيقل على مدار الشهرين الماضيين ( تموز وآب ) وهو ارتفاع بحوالي 27% مقارنة بالمبلغ الذي اشترى به الجمهور في نفس الفترة عام 2019، أي الصيف الأخير قبل الكورونا .

" الكورونا كسرت كل الحواجز "
من جانبه، قال عبد الهادي خروب – مستشار تنظيمي وخبير في علم النفس في حديث لقناة هلا الفضائية: " ان ما يفسر هذه المعطيات أن الجمهور في البلاد، جمهور استهلاكي كبير. وعمليات الشراء عبر الانترنت، ارتفعت بشكل ملحوظ جدا بعد فترة الكورونا وما تبعها من تغييرات. فالكورونا اجبرتنا على ان نستهلك عبر الانترنت وعبر الشبكة العنكبوتية، وهذا ما دفعنا نحو استخدام بطاقات الاعتماد والاستغناء عن المبالغ النقدية، والخروج إلى المجمعات التجارية والمقاهي والمطاعم مثلما كنا قبل الكورونا. حتى أولئك الذين كانوا يخافون من استخدام بطاقات الائتمان، اصبحوا يستخدمونها اليوم. فالظرف القاهر الذي خلقتها الكورونا قبل عامين كسر كل الحواجز واجبر الجميع على الشراء من الانترنت عبر بطاقات الائتمان".

"عوامل نفسية تتحكم بسلوكنا الشرائي"
وردا على سؤال لقناة هلا حول أن الشخص يصرف مبالغ اكثر عبر بطاقات الاعتماد دون ان يشعر، أوضح عبد الهادي خروب: "ان ذلك يدخل ضمن العامل النفسي، اذ ان عد النقود، تعطي الفرد الشعور النفسي بقيمة هذه النقود واستهلاكها. اما اذا كنا نتحدث عن بطاقة اعتماد، فهو عالم افتراضي، وعالم غير محسوس، وهذا ينعكس على سلوك الأبناء، فالابن عندما يكون معك في السوبر ماركت يقول لك اشتري لي على الكرت، فهو لا ينفذ. عمليا الطفل لم ير النقود، ولم يشعر بقيمتها. لكن في المقابل، عندما تعطي الطفل نقودا، خاصة العيدية، يرى الطفل أن للنقود قيمة".
وأشار إلى أن " عاملا اخر دفع نحو الشراء بكميات كبيرة عبر بطاقات الاعتماد عبر الانترنت، هو ان كبسة الزر على الانترنت -نفسيا- اسهل بكثير من اخراج النقود ودفعها في الواقع".

"الاستهلاك الحكيم"
وشدد عبد الهادي خروب على ضرورة "الاستهلاك الحكيم، فكما قال الله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )، ولذلك يجب التوازن، وكل شيء لديه حد معين. وأيضا يجب ان نعلم ابناءنا ذلك".