صور من المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة
والحاصلة على جائزة كتارا للرّواية العربية عام 2018، لتكون أول أديبة فلسطينيّة تفوز بهذه الجائزة.
وافتتح حفل الإشهار رئيس مجلس الإدارة في مؤسّسة إبداع الأسير المحرّر صالح أبو لبن، واعتبر أن القيمة الأدبية لهذه الرّواية تتمثّل في سرد قضيّة الّلاجئين الفلسطينيّين عام النّكبة من خلال صور لغويّة وبلاغيّة عميقة من حيث الّلغة والتّعبير في إبراز معاناة الشّعب الفلسطيني والكارثة التي حلّت به خلال مأساة النّكبة.
ولفت إلى أنّ المخيّم برز كبطل إنساني تراجيدي في الرّواية بكل ما يحمل من مقاومة وأحلام بالعودة، ومن خلال قوّة الذّاكرة التي تنتقل من جيل إلى جيل، مضيفاً أنّ الرّواية بكل دلالاتها السّياسية والإنسانية هي وثيقة تعزز وتوطّد السّردية الفلسطينية النّقيضة للسّردية الصّهيونية وتبرز الحقّ الفلسطيني من خلال شخوص المعاناة عبر مراحل مختلفة من تاريخ الصّراع الفلسطيني الصّهيوني.
وطلب مدير وزارة الثقافة في بيت لحم فؤاد اللحام من الجميع أن يقرأوا رواية "جنّة لم تسقط تفّاحتها"؛ موضحاً أنّ فلسطين لم تسقط رغم هول الكارثة التي ارتكبت ولا زالت بحقّ الوطن الفلسطيني، وأن المعاناة وسياسة الإبادة والتّطهير العرقي خلقت ثورة ومقاومة وتحديّات وطنيّة وأخلاقيّة وإنسانيّة أمام سياسة العنصريّة والكراهيّة والتّطرف الصّهيوني.
بدوره، بيّن أستاذ الأدب العربي في جامعة بيت لحم الدكتور خليل عيسى أنّ جزالة الرّواية تمثّلت في أنّها تستعيد الماضي لتقاتل في الحاضر وتؤسّس لمشروع تحرّري في المستقبل، وأبرزت إشكاليّات وتناقضات الهويّة الصّهيونيّة الدّخيلة والمختلقة في صراعها مع الهويّة الوطنيّة والثّقافيّة الفلسطينيّة، وقال: "الرّواية صارعت على أرضها الرّواية الصّهيونية مستندة إلى عالم اليقين والحقّ والعدالة، وهذا ما قاد الكاتبة إلى بناء الرّواية على شكل حوارات داخلية متداخلة؛ الوطن، المنفى، المخيّم، الّلجوء، المقاومة، السّجن، التّمرّد، الحياة، الموت، وقوّة الكلمات في الرّواية قادت القارئ إلى حيث يجب أن يكون".
فيما أشار رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة عيسى قراقع إلى " أنّ الرّواية تتحدّث عن حقّ عودة الّلاجئين الفلسطينيّين إلى ديارهم التي شردّوا منها بفعل الاستعمار والمذابح، وأن حقّ العودة والتّمسّك به هو مقاومة، وأن العودة هي الحرّية، ولا تقبل المقايضة والمساومة وأنصاف الحلول، فحقّ العودة كما ورد في الرّواية مبدأ لا يتقادم مع الوقت" .
واعتبر أن " الإبداع في الرّواية يتمثّل في قدرتها على جعل المستوطن الصّهيوني يكتشف أنه مجرم، وأن الأرض الفلسطيني تنكره ولا تعرفه وترفضه وتقاومه، ليكتشف أنه وقع فريسة الخداع والمعتقدات الصّهيونية الباطلة" ، مضيفاً: "خلال مقاربات الرّواية مع روايات أخرى دائماً تقف دولة الاحتلال أمام أيّ مشروع سياسيّ وإنسانيّ للتّعايش والسّلام المتكافئ المبنيّ على الحقوق العادلة للشّعب الفلسطينيّ".
وأعلنت مؤلّفة الرّواية ثورة حوامدة أنّها تعكف على كتابة الجزء الثّاني من هذه الرّواية، وأشارت إلى أنّ المبدأ والقاعدة التي بنيت عليها الرّواية هي قوّة الحبّ والإنسانيّة الفلسطينيّة الصّامدة على أرض فلسطين، وهي أقوى من القوّة العسكريّة وسياسة الأمر الواقع، وأن إنسانيّة الفلسطيني وتعطّشه للحرّيّة وتمسّكه بأرضه وأحلامه وضعت المشروع الصّهيوني في مأزق أخلاقي ووجودي وفي صراع مع الذّات التي ما زالت قلقة وغير مستقرّة.
وشارك في نقاش الرّواية عدد من الحضور منهم الأستاذ عزيز العصا وأكرم العيسة وخالد الصيفي ونادي فراج والشّاعر أمان الله عايش والأستاذ أحمد الصيفي وغيرهم، والذين اعتبروا أن رواية "جنّة لم تسقط تفّاحتها" هي محاولة لاختراق الوعي الصّهيوني وتفنيد أساطيره الكاذبة، وأن الرّواية توضّح العلاقة بين الجلاد والضّحيّة من خلال شرائح إنسانيّة تمثّل الجيل الفلسطيني الّذي نما وترعرع بعد نكبة عام 1948.