السياسي، الاجتماعي والإنساني الذي خلفه الراحل الخرومي لا يسده أحد، وان الناس خرجوا في الانتخابات السابقة من القرى غير المعترف بها، ومن البلدات والتجمعات البدوية للتصويت بالأساس للخرومي، الذي أحبوه، واحبوا تواضعه وصدقه .
من ناحية أخرى، تدرك الأحزاب العربية المختلفة ان النقب له وزنه في الانتخابات القريبة، وان الصوت العربي في النقب هو صوت حاسم ، لذا تُسمع بين الحين والآخر أسماء قد تكون مرشحة في مواقع متقدمة في القوائم التي تخوض الانتخابات للكنيست القريبة، في مسعى لكسب الصوت البدوي .
مراسل قناة هلا الفضائية، علاء أبو فواز التقى بشخصيات قيادية من النقب، من تيارات سياسية واجتماعية مختلفة، وعاد لنا بهذا التقرير حول المشهد السياسي في النقب عام بعد رحيل النائب سعيد الخرومي ...
يقول حسين العبرة في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا حول سعيد الخرومي: "كان سعيد الخرومي انساناً وطنياً وقومياً، ورغم انه كان تابعاً للحركة الإسلامية، الا انني قد عملت معه على مدار 15 عاماً في لجنة التوجيه، وهو احد الأشخاص الذين افتخر بهم جداً، فأمثاله قليلون . كان دائما يدعو الى التسامح ويساهم في حل النزاعات المختلفة التي تنشب بين الأعضاء في لجنة التوجيه".
ويضيف العبرة قائلا لقناة هلا وموقع بانيت : "حينما قامت الجماهير العربية باعطاء سعيد الخرومي 41 الف صوت، هم لم يقوموا باعطائه كونه عضو من أعضاء الموحدة او الحركة بل قاموا بالتصويت لشخصه، فهو لم يكن له أي منافس من أي قائمة عربية او يهودية، الذين قاموا بتهميش النقب وقضاياه واعتبروه فقط مخزناً للاصوات، بينما اعتبره سعيد امرا أساسيًا وعمل على تحصيل حقوق مواطنيه".
" أتوقع انه ستكون هناك مقاطعة كبيرة للانتخابات في النقب بسبب تهميش قضايانا "
واردف العبرة قائلاً: "أتوقع انه ستكون هناك مقاطعة كبيرة للانتخابات في النقب وذلك بسبب تهميش قضايا مدننا وقرانا خاصة مدينة رهط، وبالتالي من المحتمل ان تصل نسبة التصويت الى 40% فقط لا غير، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بالانتخابات السابقة. القرى غير المعترف بها وعرب النقب ليسوا مخزناً للاصوات وعلى الجميع ان يعلم ذلك، اهل النقب اليوم أناس متحضرين ولديهم الوعي الكافي لكل ما يحصل من حولهم. كنت أتمنى لو ان القائمة المشتركة جمعت جميع الأحزاب داخلها في قائمة واحدة، كان الوضع سيكون افضل، ولكن وفقاً للوضع الحالي أطالب جميع اهل النقب بمقاطعة الانتخابات".
"القائد الجامع الذي لا يعادي احداً … ولا مبالاة في الانتخابات رغم القضايا الحارقة"
من جانبه، قال الشيخ حماد أبو دعابس الرئيس السابق للحركة الإسلامية لقناة هلا وموقع بانيت : "ما تركه سعيد الخرومي من فراغ كبير جدا نتذكره في هذه الأيام بالذات عندما نجد الساحة السياسية في النقب احوج ما تكون الى الشخصية الجامعة التي كان يتحلى بها المرحوم سعيد الخرومي. كان من ابرز سماته وصفاته انه الشخصية الجامعة المحب والمحبوب لدى الجميع ومَثَلَ الشخصية الحقيقية التي بنتها الحركة الإسلامية على مدار العقود الماضية، أي شخصية القائد الذي لا يعادي احداً وهذا هو التحدي الأكبر الان امام القيادات العربية في اول انتخابات بعد وفاة سعيد الخرومي رحمه الله. التحدي الكبير هو في ان يخرج اكبر عدد من أبناء المجتمع العربي في النقب وغيره للتصويت، ولكننا نعاني للأسف من ظاهرة اللامبالاة لدى الكثيرين، على الرغم من وجود قضايا حارقة تحتاج زيادة التمثيل العربي داخل الكنيست من اجل ان ترفع جميع هذه القضايا وعلى رأسها قضايا النقب".
"جاء من قلب المعاناة وقام بعمل جبار جدا"
من ناحيته، قال محمد السيد رئيس حركة كرامة ومساواة: "مر عام على رحيل سعيد الخرومي الذي تميز عن غيره بشهادة جميع أهالي النقب، وكذلك بشهادة الكثير من جماهيرنا العربية، التي رأت في هذا الشخص حالة معينة تختلف عن السياسيين الاخرين، خاصة في منطقة النقب، حيث انه جاء من قلب المعاناة وقام بعمل جبار جدا وكان صادقاً في عمله وعمل من اجل الجماهير الذين صوتوا له وانتخبوه. وضع برنامجا لم يحصل على شيء بل عمل من اجل الجميع، ولكن للاسف هناك سياسيون همهم الأكبر ان يحصلوا علىمردود ذاتي لشخصهم واقربائهم ، وسعيد كان مختلفا عن هؤلاء وعمل كثيرا ونفتقده في هذه الأيام بلا ادنى شك بعد مرور عام على رحيله نشعر انه ينقصنا الكثير وان برنامجنا بدأ يتلاشى".
" الكل يحاول ان يعمل لمصلحته الشخصية .. كل يغني على ليلاه "
وتابع السيد قائلاً لقناة هلا وموقع بانبت : "بدون مثل هذا الشخص لدينا مشكلة ، خاصة وان التركيبات السياسية مختلفة الى حد كبير، اضف الى ذلك ان الأحزاب العربية الموجودة حاليا كل يغني على ليلاه، الكل يحاول ان يعمل لمصلحته الشخصية ولجمع مصوتين لحزبه وليست هناك برامج على الاطلاق وضعت من اجل النقب. بالتالي نحن في حاجة ماسة الى شخص مثل سعيد. نحن نعول على ان للنقب ولجماهيرنا العربية يوجد العديد من الشخصيات التي يمكنها ان تقود المسيرة، لكن لن يكونوا مثل سعيد، كان له أسلوبا مغايرا يجمع حوله الناس ويتحمل الجميع. كل من يأتي من بعده نحن نشد على يده من اجل ان ينجح في مسيرته ويسير على درب سعيد من اجل تحصيل حقوق جماهيرنا العربية".
"أتوقع ان يكون هناك تراجع في المشاركة في الانتخابات"
وأضاف السيد : " أتوقع ان يكون هناك تراجع في المشاركة في الانتخابات، فالمرحوم سعيد جاء بأصوات كثيرة جداً للقائمة الموحدة، وهنا يجب ان نشير الى ان المصوتين قاموا بالتصويت للقائمة من اجل سعيد فقط. الان للاسف الصراعات محتدمة بين الأحزاب وداخلها، فالكل يحاول ان يظهر نفسه ويكون في موقع القرار، والتفرقة الموجودة حاليا لا تبشر بخير، واتوقع ان تكون المرحلة القادمة خطيرة ولن نشهد تصويتاً كالذي شهدناه في الماضي وهذا الامر بات واضحاً، لأن النهج التقليدي لا يزال مسيطراً على كافة الأحزاب ، ومن هنا أرى ان المرحلة المقبلة خطيرة وسيكون تراجع في التمثيل العربي، ولا نأسفعلى ذلك، لأن الممثلين الحاليين في الكنيست نفس الوجوه والأشخاص لم يقدموا شيئاً ولن يقدموا شيئا هي مجرد شعارات ، وبالتالي هناك عزوف عن الانتخابات وستكون النتيجة مزعجة للجميع".
"قاد النقب بجدارة"
بدوره، قال المحامي اسلام هنية: " اخونا النائب السياسي المخضرم الذي اجمع النقب عليه وجمع كل النقب حوله، وقاد النقب بجدارة وتواجد فيه وجابه شرقا وغرباً وكان له جولة لا يمكن ان ينكرها احد. هناك العديد من الشخصيات التي تبرز في هذه الاثناء ونسأل الله ان يوفقهم لخدمة هذا المجتمع وخاصة أهلنا في النقب ونأمل ان يسدوا هذه الثغرة الذي نتجت برحيل سعيد".
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه