صور من صفحة عرين ريناوي الرسمية
تحاكي العالم الخارجي، كما أنها تحاكي العالمَ الداخلي للمُصوّر، وتمتد إلى الشعور وإلى اللاشعور الكامن لدى المُتلقي في آن.
ينتمي جذر كلمة "الصورة " إلى ما وراء العالم المادي لعالم الأرواح، فبالرجوع إلى أصل الكلمة نجدها مشتقة من Eidôlon والمقصود بها طيف الموتى وخيالهم، ولاحقاً صارت تسمى بالصورة، هذا في الإغريقية؛ ومن ثم تحولت إلى الانجليزية لتعني "فكرة " ، فالفكرة والخيال والاجتهاد جميعها مجتمعةً تصنعُ واقعاً مختلفاً، وهذا يلفتنا إلى أنّ الواقعة تعَد أصغر وحدة تحليلية، ففي الواقعة ترتبط الأشياءُ، ووجودُها، وقدرتُها على أن تكونَ جزءً من الواقعة.
نجمةُ من فلسطين، كلما قدّمت أكثر وابتكرت مِساحاتٍ لدعم الصورة الفلسطينية؛ كلما لَمَعِتْ أكثر، وها هي تواصِلُ مسيرتها في تنفيذ دورات تصوير فوتوغرافي إحترافية؛ إنها الفلسطينية عرين ريناوي- مؤسسة وصاحبة أكاديمية عرين ريناوي للتصوير.
تحاول ريناوي من خلال مشاريعها وصورها أن تحقق أهدافها على المستويين الشخصي والمجتمعي، عبر تعزيز ورفع الروح المعنوية في ظل اليوميات الحياتية الفلسطينية الصعبة، وفي نفس الوقت تحرص على إبراز الألم الكامن في حياة فلسطين: المكان والإنسان، ولكن الأجمل هو دعمها لصمود النساء الفلسطينيات، والشباب، وكل إنسان صاحب فكرة.
تؤمن ريناوي بالوظيفة الاتصالية التي تقومُ بها الصورة، وما تتركه من أثر لدى المٌتلقي، من حيث تنمية وعيه، وتكوين اتجاهاته وحتى التأثير على السلوكِ أو تعليمه.
يُلاحِظ المتتبع لإنجازات ريناوي فطنتها في اختيار المشاريع المجتمعية التي تشارك بها، وحضورها المستمر في الحدث الذي تنبش فيه عن كنوزٍ وأفكار لم تُطرَح سابقاً..
ولكن في ظل ازدياد التلاعب الرقمي الحاصل على إثر التطورات المتتالية التي تشهدها تكنولوجيا المعلومات والاتصال الرقمي؛ فإني أقدم توصيتي بضرورة الحذر في نشر الصور وكل ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك مع ازدياد الانتهاك الأخلاقي فيما يتعلق بتوظيف الصور ووضعها في سياقات تخدم أجندات معينة وأهدافها المشبوهة والتي تفتقد إلى الصفاء والصالح العام.
هبة ملحم: خبرة مهنية لأكثر من 10 أعوام في المجال الإعلامي، و7 أعوام في مجال إعداد الأبحاث، و4 أعوام في مجال المشاريع والتخطيط الاستراتيجي، وكذلك مشاركة المجتمع ودراسات النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان. قامت مؤخراً بإعداد كتاب بعنوان: واقع الإعلام الثقافي في فلسطين وأثره على تشكيل الوعي الجماعي، قيد النشر وحفل توقيع الكتاب سيكون على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب المقرر تنفيذه في سبتمبر 2022، وبناء مشروع جائزة فلسطين للصحافة والإعلام 2012، لصالح نقابة الصحفيين، برعاية سيادة الرئيس محمود عباس، وبتمويل من صندوق الاستثمار الفلسطيني والوطنية موبايل (أوريدو حاليا)، فلسطين.