وكان نحو 200 طبيب متدرب من 22 قسما مختلفا من المستشفيات في شتى أرجاء البلاد قدموا ، استقالاتهم من عملهم، احتجاجا على ساعات الورديات الطويلة، ومن المقرر ان ينضم إليهم حوالي 400 طبيب اخرون ...
ويطالب الاطباء المتخصصون في البلاد الحكومة بتحويل الأموال للمستشفيات وتقصير ساعات الورديات بشكل عاجل وفوري .
قناة هلا تحدثت مع الدكتور نصار نصار وهو خريج معهد العلوم التطبيقية التخنيون في حيفا، طبيب متخصص في مستشفى رمبام، وهو احد الأطباء الذين قدموا استقالتهم في الأيام الأخيرة، في نطاق نضال الأطباء المتخصصين لتحسين ظروف عملهم، وتقصير الورديات الطويلة .
" هذه ظروف غير إنسانية لأجسامنا "
يقول د. نصار نصار في مستهل حديثه لقناة هلا :" هناك عدة دوافع والمطالب عريضة ولكن عنوان هذه المرحلة هو تقصير المناوبات من 26 ساعة الى 18 ساعة، لأنه لا احد يقبل العمل على مدار 26 ساعة متواصلة، هذه ظروف غير إنسانية لأجسامنا، ولنا كأطباء متخصصين وانتهاءً بالخدمات التي نقدمها للمرضى، حيث ان العمل لساعات طويلة يؤثر على جودة هذه الخدمات".
" وعدنا مسبقاً بتقليص ساعات المناوبات ولكن لم يتم تنفيذ الامر "
وتابع د. نصار نصار حديثه لقناة هلا قائلا :" نبدأ يومنا بالعمل في تمام الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، ولكن خلال أيام المناوبات التي تتراوح بين 6-8 مناوبات خلال الشهر، نعمل على مدار 26 ساعة متواصلة، حتى انه احياناً لا نجد وقتا لاخذ استراحة لتناول الطعام، وكل الامر يتعلق بضغط العمل فاذا ما كان هنالك عمل كثير نستمر بالعمل دون توقف. كما وان هناك العديد من الأطباء المتخصصين الذين لا ينامون خلال ساعات العمل او يرتاحون، وبالتالي طالبنا بشكل مستمر بأن يتم تقصير هذه المناوبات، وقد وعدنا بذلك مسبقاً بعد موجة الاستقالات التي حدثت خلال شهر أكتوبر العام الماضي، وكان من المفترض ان يتم البدء بالعمل بها في شهر ابريل الماضي، ولكن بسبب ان الدولة والحكومات غير مستقرة تم تأجيل تنفيذ القرار الى سبتمبر العام المقبل. بالإضافة الى ذلك، كانت هناك جدالات ونقاشات بين الأطباء المتخصصين والنقابة المسؤولة عنهم ووزارات معينة كوزارة الصحة والمالية والاقتصاد، وكل الوقت كنا نهدد ونلوح انه من الممكن ان نستقيل ولكن لم يأخذوا هذا الامر على محمل الجد، حتى وصلنا الان الى اللحظة الحاسمة وقررنا الاستقالة فعلاً، رغم ما في ذلك من صعوبة وثقل ومسؤولية، تجاه وظيفتنا والمرضى والمستشفيات".
" مع ساعات العمل الطويلة يصبح العمل اصعب بكثير "
وتابع د. نصار نصار بالقول :" في ساعات العمل العادية نكون نشيطين ونستطيع ان نحتوي المرضى وآلامهم وخوفهم، ولكن حينما يغلب علينا التعب بعد منتصف الليل، لا نستطيع فعل ذلك، لأننا بصعوبة نستجمع قوانا الفيزيائية حتى نكمل نهارنا. مع ساعات العمل الطويلة يصبح العمل اصعب بكثير من جميع الجوانب سواء الجسمانية او النفسية او حتى اثناء اتخاذ القرارت التي تكون في بعض الأحيان مصيرية. انا اصل البيت منهكا ومتعبا جداً حتى بعد ان انام، شعور التعب يستمر بمرافقتي" .
" أتأمل ان يحصل تغيير"
واختتم د. نصار نصار حديثه قائلاً :" أتأمل ان يحصل تغيير فقد انتقلنا من فكرة ان نضالنا مستحق وسليم الى فكرة تنفيذ مطالبنا، حتى ان المعارضين للاستقالات قد قالوا بأنفسهم ان مطلبنا صحيح وسليم ونستحقه، ولكن في ظل عدم استقرار الحكومة سيكون تنفيذ مطلبنا صعبا جداً واتا اتأمل ان يتم تحقيق ما وعدنا به مسبقا من تقصير المناوبات وغيرها من الحقوق ".