logo

الاخصائية النفسية ميري أبو حنا :‘ أزمة الكورونا أضرت بصحتنا‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15-08-2022 15:09:56 اخر تحديث: 18-10-2022 08:18:57

سنتان ونصف السنة مرت منذ أن عرف الناس شيئا اسمه " الكورونا " وهو المرض الذي اقتحم حياة البشر وقلبها رأسا على عقب . منذ ذلك اليوم الذي بدأت فيه الاغلاقات،

عاش الناس اضطرابات وفترات عصيبة، وفي البلاد شهدنا بعد ذلك اضرابا في المدارس، مشاكل اقتصادية وبطالة، الى جانب جولات من القتال والتوترات جنوبي البلاد، ومواجهات في شتى ارجاء البلاد العام المنصرم .
تأثير كل هذه الأحداث على الناس في البلاد، يظهر جليا في بحث جديد تناول " الضائقة النفسية لدى الاهل وتدهور حصانتهم النفسية   ".
ووفقا للبحث، فان حوالي مليون انسان في إسرائيل احتاجوا أو سيكونوا بحاجة لعلاج نفسي بسبب كل هذه الازمات.
للحديث عن نتائج هذا البحث، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر من الناصرة، ميري أبو حنا، أخصائية نفسية تربوية تعمل في مجال الخدمات النفسية في شرقي القدس .

" تطوير الوالدية ومعالجة قضايا الأهل "
وقالت ميري أبو حنا في مستهل حديثها مع قناة هلا وموقع بانيت :" البحث جرى عن طريق متدى " امباتيا " وهو منتدى نفسي يُعنى بالوالدية وقضايا الأهل وتقديم الاستشارة لهم، ويقوم عليه الاخصائيان النفسيان هداس رونغال ود. درور اورن، وانضمت لهما في البحث بروفيسور استر كوهين. هدف المتدى تطوير الوالدية ومعالجة قضايا الاهل واجراء استكمالات للمعالجين .. الامر يتم بتغطية من وزارة الصحة ".

هل يشارك بهذا المنتدى اخصائيون عرب؟
الأغلبية هي من المجتمع اليهودي، لكن المنتدى يضم أخصائيين من المجتمع العربي. من شارك بالبحث اخصائيون من شتى أنحاء البلاد، لان الكورونا كان لها تأثير سلبي علينا، خاصة على الأهل ... كل التأثيرات النفسية والعاطفية .. فكرة البحث أتت من هنا وتم توزيع استمارة للاخصائيين النفسيين والعاملين الاجتماعيين، ومن يعملون بتقديم الاستشارات للأهالي ... نتائج البحث اشارت الى تزايد في الصعوبات النفسية والعاطفية لدى الاهل، وأيضا لدى أولادهم ... 72% من الاهال، قالوا ان هنالك مشاكل أكثر لدى أولادهم. الأهل قضوا وقتا أطول مع أولادهم في فترة الكورونا. هنالك من الاهل من يشعرون بصعوبات بالاداء الوالدي الى جانب الشعور بالقلق.

الى أي مدى ضرب الحصانة النفسية للإباء والامهات هي مشكلة نظرا لأن الإباء والامهات يتعاملون ومسؤولون عن أولادهم ومنهم في جيل الطفولة والمراهقة !
صحيح هنالك صعوبة. لذلك مهم اذا لاحظ الاهل تغييرا في سلوك طفلهم التوجه للحصول على الاستشارة والعلاج. هنالك خدمات كهذه في المدارس أو في القطاع الخاص ... الفكرة ان تتم متابعة السلوك الذي يعكس مكنونات العالم الداخلي والمشاعر .. اذا رأينا طفلا ازدادت لديه مشاعر الخوف او القلق من أمر ما، بعد فترة الكورونا، ونرى ان الطفل لم يعد يريد الذهاب الى المدرسة، وهذه مشاكل نراها أكثر وأكثر، اذ ان كل هذا نتيجة لما عشناه في فترة الكورونا، وهنالك صعوبات نراها مثلا ولدا ما تنتابه نوبات غضب .. لذا يجب التوجه لمختص ليوجه الاهل ويساعدهم.

تتطرقون في البحث الى اضطرابات بالتغذية – متى يمكننا ان نقول يكون تغير عادات تناول الطعام مؤشرا لاضطرابات نفسية ؟
هذا قد يظهر أكثر في سن المراهقة، اذ يريد الشاب او الفتاة الظهور كمظهر شخصية يفضلونها، أو يتأثرون بملاحظات على شكلهم. منهم من ياكل أقل ويريد النزول بشكل سريع وغير صحي .. هذه الاضطرابات أكثر لدى الصبايا لكنها موجودة لدى الشباب أيضا. هنالك أيضا اضطرابات بتناول زائد عن الحد للطعام .. هنالك مراكز مختصة لعلاج هذه الحالات .

الى أي مدى هنالك وعي في المجتمع العربي للجوء للعلاج والاستشارة النفسية ؟
استطيع القول ان الوعي يزداد قليلا، لكن لا زال الامر موجود تحت اطار " العيب " وهنالك من يطلق تعريف " مجنون " على من يذهب لهكذا استشارة. لكن هنالك عائلات لديها وعي أكثر، ونصيحتي للاهل هي ان كل واحد منا يريد مصلحة أولاده وعائلته فاذا اردنا ان ننظر ماذا سيقول وماذا سيفكر غيرنا عنا فان الوضع سيزيد سوءا ... لذا يجب ان نفعل ما هو لمصلحتنا .