logo

جمعيّة الثقافة العربيّة تطلق الجولة الأولى من مشروعها الجديد

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
23-07-2022 11:25:08 اخر تحديث: 18-10-2022 08:05:57

أطلقت جمعيّة الثقافة العربيّة الجولة الأولى من مشروعها الجديد ملتقى الإنتاجات الثقافية الفلسطينيّة، على مدار يومين متتاليين عبر الزوم، 18 و19 تموز/ يوليو.


صور من
جمعيّة الثقافة العربيّة

حيث ضمّ الملتقى جلستين لمناقشة موضوعات حاسمة وحيويّة حول الإنتاج الثقافي في السياق الاقتصادي، السياسي والاجتماعي في فلسطين.
ومن خلال الاعتقاد بضرورة جذب المنظّمات، الأفراد، المؤسسات والناشطين في فلسطين لمناقشة التحديات والرؤى المختلفة، وكذلك الأمر للإجابة على الأسئلة العمليّة المختلفة، كالبحث عن التمويل والوصول للميزانيات وتحدّيات التنظيم الثقافي خارج المدن المركزيّة في فلسطين.
اللقاء الأول، وتحت عنوان "البحث الذي لا ينتهي عن التمويل: الخيط الرفيع بين النقص في الميزانيّات وعدم إمكانيّة الوصول إلى التمويل" عُقِد يوم الإثنين 18/7/22 وبمشاركة كلّ من محمود أبو هشهش عن مؤسسة عبد المحسن القطّان، حسام غوشة عن مركز خليل السكاكيني، خليل غرّة عن صندوق روى وسامر مخلوف عن المتحف الفلسطيني، وبتيسير الباحث والمنتج الثقافي آدم حاج يحيى.
حاولت الجلسة الإجابة على أسئلة نقص التمويل ومناقشة استراتيجيّات وتحديات المؤسسات الكبيرة الفاعلة في الحقل الثقافي في فلسطين  في التنمية الثقافيّة ضمن الإطار التنظيمي والفردي. ومن خلال الإجابة على الأسئلة الأكثر وضوحًا: ما هي الاستقلالية الثقافية، ماذا تعني؟ وما جدواها؟ كيف نساهم في الوصول اليها؟ وما تأثير ذلك على جدوى وفاعلية الثقافة في الشؤون العامة؟
قدّم كل من المتحدّثين تعريفًا عن المؤسسة و/أو الصندوق من خلال سرد صيرورة العمل في الحصول على التمويل، بالتركيز على التحديات المستجدّة لكل مؤسسة على حدة والتجديد بالحصول على مرافد أخرى للتمويل واستكشاف طرق جديدة لتمويل المشاريع الثقافيّة. وقدّموا  تجارب ونجاحات واخفاقات مختلفة، كهدف للاستفادة من طاقاتنا ومشاريعنا  وأفكارنا ومؤسساتنا المتنوعة. 
بالإضافة، طرح المتحدّثون ضرورة البحث عن طرق جديدة وعدم استمرار الاعتماد الحصري على الصناديق الأوروبيّة الذي يُؤطّر المشهد الثقافي الفلسطيني في يد نخبة من الفنانين، المثقّفين والفاعلين بصورة غير مجدّدة ولا تحكي بالضرورة عن المشهد الثقافي الذي يودّ الفلسطيني التعبير عنه. كما ذكر بعض المتحدّثين ردًا على أسئلة من المشاركين في اللقاء عن اقصاء أنواع ثقافيّة كما الأدب والانتاجات الأدبيّة كالكتابة والنشر والترجمة، بصورة تسمح للكتاب الشباب منهم بالأخص بالاندماج في الإنتاجات الثقافيّة.
كما قدّمت رحمة حاج أحمد، فنانة فلسطينيّة شابة من مخيم جنين، تجربتها في الحصول على الدعم والتمويل من المؤسسات لاستمرار مشروعها الجديد "عشّ الدبابير" مركّزة على الجانب الثقافي من وراء المشروع الذي أسّسته بالطاقات والتمويل الذاتي، ومن خلال مثال ممتاز لإنتاج ثقافي جديد ومُجدّد في المشهد الثقافي، أحضرت تحدّي الجيل الشاب بالوصول للمؤسسات والحصول على الدعم، بالذات في حال المؤسسات الكبيرة اليوم، التي تدعَم المشروعات الثقافيّة والفنيّة في فلسطين ولكنّها بحسب وجهة نظرها، لا تسهّل على الفنانين/ات الوصول لمصادر الدعم بسبب أولًا عدم حضورها في الحقل الثقافي وثانيًا نقص الأدوات المعرفيّة والتنظيميّة لإدارة المشاريع الثقافيّة قبالة مؤسسات الدعم.

أما اللقاء الثاني، وتحت عنوان "تحدّيات التنظيم الثقافي خارج المدن المركزيّة في فلسطين: تحليل الحواجز السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة"، والذي عُقد يوم الثلاثاء 19/7/22 وبمشاركة كلّ من ربى طالب عن حراك صدى شقيب السلام، روزالين حصري عن جمعيّة تشرين الطيبة وماريا زريق عن نادي بلدنا الناصرة، وبتيسير أماني خليفة، اخصائيّة اجتماعيّة وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة الجمعيّات الأهلية والدراسات الثقافيّة.
حاولت الجلسة الإجابة على اسئلة الاستمراريّة والتحديات اليوميّة للحراكات والنوادي والجمعيات خارج المدن المركزيّة في فلسطين، بمعنى خارج المدن التي تنتج وتعمل على المشهد الثقافي من خلال تمركز مؤسسات وجمعيّات كبيرة  فيها مثل حيفا ورام الله. بالإضافة لمناقشة تعريف المدينة المركزيّة الفلسطينيّة والرد على تحديات يواجهها النشطاء وقادة المشاريع في الطيبة والناصرة والنقب.
قدّمت المتحدّثات من خلال حوار مثري وصريح أمثلة واضحة عن التحديات التي تواجهها هذه المشاريع مع المحيط ومع المجتمع ومع المؤسسات الكبيرة في المدن المركزيّة، من خلال التطرق لكلّ مشروع على حدة وتفاعله مع المحيط القريب بالتشديد على فكرة خلق المشروع من قلب هذا المحيط ومن هموم الشارع.
بالإضافة ذكرت المتحدّثات ضرورة التواصل مع المحيط  وخلق مشهد ثقافي يلائمه ولا يُركّز على ضرورة انتاج ثقافي لامع بتقنيّات ومعدّات يعتقدها البعض ضروريّة لأي إنتاج ثقافي، وإنّما فكرة العمل والتواصل مع الجمهور والشارع بصورة تبادليّة تؤدي في نهاية المطاف لإغناء وإثراء الطرفين.
يأتي هذا الملتقى في أعقاب هبّة الكرامة في أيار/مايو 2021، التي أعادت توضيح الأسئلة حول علاقتنا بهويتنا، ومع دولة الاحتلال ومؤسساتها، في جوانب عدة، ومن ضمنها الجانب الثقافي أصبح من الضروري معالجة التحديات التي نعاني منها في قطاع الإنتاج الثقافي في الداخل الفلسطيني وفي فلسطين عموما في العقود الأخيرة.
ويهدف لإنشاء شبكة متعاونة ومتحاورة بشكل دوري وإتاحة فرص العمل، التعاون، والتمويل لرواد الأعمال الثقافية والفنية سواء كانوا مؤسسات، مجموعات مستقلة، أو أفراد، عن طريق تطوير هياكل العمل الفردي والمشترك وفرص التمويل، الإنتاج والتعاون.
كما يدعو الملتقى العاملين الثقافيين في شتّى المجالات: السينما، المسرح، الفنون المرئيّة، الموسيقى، الأدب، الهندسة المعماريّة، الأبحاث الثقافيّة، الأرشفة، التصميم، العمل الرقمي، إلى حضور الدورات القادمة منه  والتجاوب مع أهدافه. حيث ينظر الملتقى لطرح بدائل عن العمل الثقافي وفقًا للشرذمة الجغرافية، الاقتصادية، والاجتماعية التي تفصلنا تحت منظومات الاحتلال المختلفة.
فبالرغم من أن الإنتاج الثقافي في الداخل الفلسطيني ذو خصوصية تحت منظومات السياسات الإسرائيلية المباشرة التي تحدد من إنتاجيته، مضمونه، تمويله واستدامته، إلا إنه حان الوقت لتشكيل استراتيجيات وسياسات ثقافية موحدة من شأنها أن ترفع وتعزز الإنتاج والتعاون الثقافي الفلسطيني ودوره في الحياة اليومية، الاجتماعية والسياسية في فلسطين والعالم والشتات.