logo

قضاة يثيرون قضية ظروف اعتقال مشتبهين في القدس في محطات الشرطة بشكل مخالف للتعليمات

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
10-08-2022 05:28:52 اخر تحديث: 18-10-2022 08:10:35

صادق رئيس قسم التحقيقات في شرطة لواء القدس، على احتجاز معتقلين مشتبه بضلوعهم بمخالفات متنوعة، في محطات الشرطة في القدس، بدلا من نقلهم

 
صورة للتوضيح فقط: تصوير - iStock-LIVINUS

 الى المعتقلات التابعة لمصلحة السجون، هذا ما اتضح من خلال ما نقل عن معتقلين، في الفترة الاخيرة، وفقا لما ذكرته مصادر اعلامية عبرية، مع العلم ان احتجاز المشتبه بهم في هذه المحطات فيه مس بحقوقهم التي يكفلها لهم القانون.

وذكرت نفس المصادر ان اكثر من عشرة معقلين مكثوا، خلال الاسبوع الماضي، في محطات للشرطة، قسم منهم لاكثر من يوم واحد.

" المشتبه نام على الأرض "
خلال جلسة لمحكمة الصلح في القدس، أمس الثلاثاء، لطلب تمديد اعتقال شاب عمره 31  عاما بدون اسبقيات جنائية، على خلفية شبهات بضلوعه بالمتاجرة بالمخدرات، سالت القاضية المعتقل ان كان قد نام على الارض خلال اعتقاله، المشتبه به اجاب بطريقة ساخرة مما جعل كل الحضور يضحكون، على الرغم من انه وصف وضعا يشير الى مشكلة حقيقية.

القاضية عنات غرينباوم، طلبت من خلال واحد من القرارات التي اصدرتها ان يتم نقل الموضوع لاطلاع قائد لواء القدس، دورون تورجمان، اذ كتبت في قرار المحكمة:" ادعاءات المشتبه بخصوص نومه في المعتقل في محطة الشرطة صعبة، وللاسف هي ادعاءات نسمعها مرة تلو الاخرى في ملفات مختلفة تطرح امامي في الايام الاخيرة، واوضح من هذه الادعاءات مدى المس الصارخ بالحقوق الاساسية لهذا المشتبه ولغيره، لان القانون واضح من ناحية الظروف التي يجب ان تتوفر لدى اعتقال شخص ما، وهذه الغرف لا تتماشى مع هذه التعليمات ".

المحامي يدان غملئيلي، الذي يترافع من طرف المرافعة العامة عن شخصين تم اعتقالهما بظروف مشابهة لما ذُكر اعلاه، قال:" هذا تصرف خطير ومُهين من قبل شرطة اسرائيل تجاه اشخاص يقبعون رهن الاعتقال تحت مسؤوليتها. اعتقال شخص بغرف كهذه لا تتوفر فيها الظروف المناسبة هو امر مخالف للقانون ويشكل مسا صارخا بابسط حقوق الانسان ".

" لماذا بقي المعتقل في المحطة وبدون ( فرشة ) للنوم ؟ "
في ملف آخر نظر فيه القاضي حاييم باس، في محكمة الصلح في القدس، سأل القاضي ممثل الشرطة : " الساعة الان 22:35 والسبت انتهى عند الساعة 20:23 – لماذا يأخذ جلب المعتقل من " صلاح الدين " الى المحكمة ساعتين ؟".
ممثل الشرطة رد على القاضي :" المعتقل هنا ".
القاضي: " لماذا بقي المعتقل عندكم في المحطة منذ يوم الجمعة وبدون " فرشة للنوم " حتى جلبتموه الى هنا ؟ ".
ممثل الشرطة:" حسبما أفهم انه لا مكان في السجون لذلك كانا مضطرين الى انت يبقى المعتقل في المحطة ".
القاضي:" فحصتم الامر مع السجون ؟".
ممثل الشرطة:" ليس لدي هنا تفاصيل التحقيق. هذا ما أفهمه من مصلحة السجون ومن الأشخاص الذين أعمل معهم ".
القاضي :" هل فحصتم مع ساحة الروس ( معتقل في القدس – المحرر ) ".
ممثل الشرطة:" لا ".

في قرار المحكمة تطرق القاضي الى قضية ظروف اعتقال المشتبه به، وكتب القاضي في القرار:" المحكمة تلفت انتباه شرطة إسرائيل الى شكوى المعتقل بخصوص ظروف اعتقاله بدون توفير ظروف أساسية بما في ذلك " فرشة " للنوم عليها. الفت انتباه شرطة إسرائيل الى التعليمات المحددة بخصوص اعتقال المشتبه بهم والظروف التي يستحقونها وأتوقع من شرطة اسرائيل ان تهتم بتوفير ذلك ".

تعقيب مصلحة السجون
مصلحة السجون عقبت على الموضوع بالقول :" مصلحة السجون تبذل جهدا لتوفير اماكن لاعتقال المشتبه بهم. مع ذلك، وكما حذرت مصلحة السجون سابقا فانها تعود وتحذر من الازمة الحقيقية في السجون ونتيجة لذلك وتماشيا مع قرار محكمة العدل العليا، فان مصلحة السجون تعلن احيانا عن اغلاق السجون والمعتقلات ".

تعقيب الشرطة
الشرطة عقبت من ناحيتها على القضية بالقول :" شرطة اسرائيل تقوم بانفاذ القانون وحماية الجمهور من المشتبه بهم ومخالفي القانون الذين ينفذون مخالفات وجرائم متنوعة. الى جانب عملها للتحقيق من اجل الوصول للحقيقة ومحاكمة الضالعين بالمخالفات، تعمل الشرطة على ضمان حقوق المعتقلين في كل اجراء جنائي. مسؤولية مكان الاعتقال تقع على مصلحة السجون وهذه وظيفتها. للاسف، في الفترة الاخيرة هنالك ازمة صعبة ومعروفة من ناحية توفر اماكن لاحتجاز المعتقلين في شتى ارجاء البلاد، والشرطة مضطرة رغما عنها لابقاء معتقلين في المحطات لعدة ساعات او ليلة كاملة، حتى عرضهم على المحكمة لطلب تمديد اعتقالهم او فرض شروط مقيدة عليهم وهو امر من صلاحية المحكمة حسب القانون. لا يعقل ان تكون الازمة في توفر اماكن لاحتجاز المعتقلين، وهي مشكلة معروفة لدى من تقع عليه مسؤولية احتجاز المعتقلين في اسرائيل، لا يعقل ان تمنع الشرطة من اعتقال مشتبهين بتنفيذ مخالفات او ان يؤدي ذلك الى اطلاق سراح معتقلين يشكلون خطرا على الجمهور، او هنالك احتمال ان يهربوا من المثول امام المحكمة، او ان يقوموا بالتشويش على التحقيق وما شابه ".