المحامي شادي الصح - تصوير: موقع بانيت
يا سادة انه حصاد مبارزة الله في المعصية في ثلث الليل الأخير، انه حصاد ظلم أهل الزوج لما الحقوه بجيرانهم ليسمعونهم أغان هابطة انه حصاد ليلة يقولون " ليلة وتمضي " نعم انها ليلة ولكن ضريبتها ستدفع عاجلا أم آجلا …. ضريبة ملزمون بدفعها.
فهل نعجب ان سمعنا بأن هناك زواج لم يدم الا أشهرا قليلة وهل نستغرب ان سمعنا بأن هناك أزواجا تتسلط عليهم الشياطين والوسواس فكم من عروس طلقت بعد أيام من الزواج وكم من زوجة تعاني الاضطراب من الزواج بأن مسها السحر وكم من زوجة نادمة وزوج نادم على الزواج انه يا سادة حصاد تلك الليلة البيضاء التي قلبوها الى حمراء…!
وبعد فترة وجيزة من الزواج يتوجهون الى المحاكم الشرعية التي تعج بهذه القضايا وبكن قبل توجههم الى المحكمة الشرعية يتوجهون الى شيخ لفك السحر ولا يعرفون بأن هذا السحر رافقهم منذ تلك الليلة الأولى.
قبل سنوات !
قبل سنوات قليلة كان المجتمع العربي حريص جدا في المحافظة على الذوق العام والآداب والأخلاق التي توارثها جيلا بعد جيل أبا عن جد، وخصوصا فيما يتعلق باحترام بعضنا البعض في نوعية الأغاني والموسيقى التي يمكن للواحد أن يسمعها في حضرة عائلته أو جيرانه أو أصدقائه، في البيت أو في الشارع أو في الأماكن العامة،لكن في السنوات القليلة الأخيرة طفت إلى السطح وبشكل متسارع ومخيف وأمام مسمع ومرأى شرائح المجتمع العربي موجة من الأغاني الهابطة والمبتذلة الخادشة للحياء لا يمكن وصفها إلا بالأغاني الساقطة لما تحتويه من مفردات تدعو إلى الفسق والرذيلة تصاحبها موسيقى صاخبة يرددها شبان صغار وكبار وحتى فتيات في مقتبل العمر، لا بل وحتى نساء تجاوزن سن الخمسين والخطر الخفي والأكبر هو التأثير الذي ستتركه هذه الأغاني في الناس من خلال تغيير قيمهم وأخلاقهم وتربية أولادهم.
وصرنا نسمع من المراهقين والمراهقات يرددون تلك الأغاني الهابطة حتى في السيارات، وصاروا يتناقلن تلك الأغاني وبأعلى مستويات صوتهم يجاهرون بالفسق وكأن هناك صوت واحد ينادي "حي على الفاحشة" وكأنه صار لزاما على كل من أنعم الله عليه بتيسير أمور الزواج أن يشكر الله في أول ليلة من حياته الزوجية بأن يجاهر بالمعصية، ويجمع أهله وأقاربه وأحبابه وجيرانه، بل وأهل مدينة بأكملها على سماع كلمات تمجد السلاح والفجور والمعاصي.
نوع غنائي خليع
إن هذا النوع الغنائي الخليع غير الهادف يشكل ظاهرة ذات نتائج خطيرة أسوأ ما فيها الانحراف الاجتماعي بين الشباب والمراهقين بسبب طبيعة المضامين المتعلقة بتلك الأغاني.
أغانٍ يتنادى إليها بعض شبابنا الذين أضاعوا طريقهم في هذه الحياة، ليحوّلوا ساحة العرس إلى ما يشبه ملهى من الملاهي، يتنافس فيها الرجال على الرقص والتصفيق وعلى الصياح والصراخ. قبل عقود قليلة من الزمان كان لا يتصور لرجل مسلم أن يرقص ويغني ويصفق، لكنّ هذا الأمر أصبحا عاديا بين الناس لا ويتسابقون على الوقوف على رأس الصف وأنه وان لم يقف على رأس الصف أو بجانبه فيفقد احترامه وكرامته..!
أهكذا يكون عرس مؤمن يخشى نقمة ربه ؟ أهكذا تكون أول خطوة على طريق بناء أسرة مسلمة؟ وتسألون لماذا تعج المحاكم الشرعية في بلادنا والبلاد العربية بحالات الطلاق التي تشكل مرضا أساسيا أصاب المقتل مقتل الأمتين العربية والإسلامية.
واقعنا لا ينذر بالخير
واقعنا لا ينذر بالخير أبدا وترون بأعينكم ما يحدث من مآسي وويلات ظاهرا وسراً فلا تستغربوا لما سيحدث ان جلستم وصفقتم في تلك الأعراس فحتى لو صمتم وقلتم كما يرددون ليلة وتمضي فإنكم اشتركتم في المعصية.
والنتيجة !
كل منكم يراها يومياً من الإجرام المنتشر في قرانا ومدننا العربية، لا حسيب ولا رقيب على ما يحدث فالأهل ينامون باكراً بعرفون أو لا يعرفون فتلك مصائب أين الأبناء؟! ماذا يفعلون! وماذا حل بهم!
لا أتحدث من فراغ بل كل منكم يشعر بعظم المصائب التي حلت على مجتمعنا العربي.