موجة حر ومرتفع جوي عظيم يغطي كل غرب أوروبا. وهو مرتفع الازوري، وهو مرتفع سنوي، إلا أن هذا العام تضخم وكبر وغطى المملكة المتحدة وفرنسا واسبانيا والبرتغال ومعظم إيطاليا".
وأضاف البروفيسور علي صغيّر، خلال لقاء تلفزيوني مع قناة هلا الفضائية: "في هذا المرتفع الجوي يهبط الهواء من أعلى إلى الأسفل، وعندها ترتفع درجة حرارته ، وتنخفض رطوبته النسبية، وهذا المرتفع يمنع تساقط الامطار على تلك المنطقة".
" التيار النفاث يمنع تساقط الامطار في البرتغال واسبانيا وتلك المناطق"
وأشار إلى السبب الثاني لاندلاع موجة الحر هذه في أوروبا هو "ما يعرف بالتيار النفاث، وهو تيار هوائي شديد السرعة، وفي هذه الأيام يتحرك شمالا ، ساحبا معه الامطار التي كانت من الممكن ان تسقط على اسبانيا والبرتغال. وهذا نتج عنه جفاف شديد في تلك المناطق، وانخفاض في منسوب الأنهار في تلك البلدان".
وبين البروفيسور علي صغيّر، أن "ظروف مناخية صعبة للغاية، مع درجات حرارة مرتفعة، وغبار كثيف يغطي هذه البلدان، هذه الظروف المناخية الموجودة الان في تلك البلدان وهذه الظروف جميعها ناتجة عن مشكلة الاحتباس الحراري العالمي التي تعاني منها الكرة الأرضية منذ عقود من الزمن".
"الاحتباس الحراري أساس المشكلة"
وأوضح البروفيسور علي صغيّر: "ان الاحتباس الحراري العالمي ينتج عن غازات الدفيئة التي تنتج عن فعاليات يقوم بها الانسان على سطح الأرض. وهذه الغازات تدخل إلى أجواء الكرة الأرضية، وتمنع هروب الاشعة الأرضية من أجواء الأرض إلى الأعلى. وهذه الغازات تعكس الاشعة الأرضية تحت البنفسجية مجددا إلى الكرة الأرضية، فتسخن الهواء، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الكرة الأرضية، فالارض تسخن من الهواء الذي يلامسها وليس من الشمس، وهذا ما نسميه بالاحتباس الحراري".
وأضاف ان " الاحتباس الحراري يسبب تقلبات مناخية كارثية، كانصهار الكتل الجليدية في المناطق الجبلية والقطبية، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب البحار في العالم، وهذا أيضا ينجم عنه مشاكل مناخية وبيئية خطيرة".
"لا يمكن التخلص من الاحتباس الحراري"
وحول الحلول الممكنة للحد من موجة الحر التي تشهدها أوروبا، قال البروفيسور علي صغيّر خلال حديثه لقناة هلا: "كي نتخلص من موجات الحر، يجب علينا أولا ان نتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن نظرا لان عدد سكان الكرة الأرضية يزداد بشكل مضطرد، حيث وصل إلى قرابة 8 مليار نسمة، ونحن بحاجة إلى منتوجات صناعية وغدائية لهؤلاء البشر، ونحن في انتاجها لها نطلق غازات دفيئة، وبالتالي من غير الوارد في الحسبان ان نتخلص نهائيا كبشر وكمجتمع بشري ، من اطلاق غازات الدفيئة. لكن كل الذي يمكن ان نعمله هو تقليل انبعاث هذه الغازات".
"يجب عدم المساس بالغابات "
وأضاف: "من المهم عدم اجتثاث الغابات الموجودة في العالم واستهلاكها جميعا، لان الغابات هي التي تثبت غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء. من المشاكل البيئية ان مياه البحر تذيب غاز ثاني أوكسيد الكربون، ما يزيد من ملوحة البحار وهذا يؤدي إلى كوارث جسيمة على الثروة الحيوانية والنباتية في البحار".
يذكر أنه سُجلت مئات الوفيات جراء موجة الحر الشديد التي تضرب إسبانيا والبرتغال، وجرى إجلاء آلاف الأسر في فرنسا وإسبانيا والبرتغال، ودمرت الحرائق الناتجة عن الحرارة المرتفعة مساحات واسعة من الغابات في دول جنوب أوروبا، وأعلنت السلطات البريطانية حالة الطوارئ لأول مرة في عموم أنحاء البلاد بسبب موجة الحر.
وتتوقع الأرصاد الجوية في بريطانيا ان تحطم درجات الحرارة رقما قياسيا هذا الاسبوع حيث ستصل الى 40 درجة في بعض المناطق.
من حرائق الغابات في فرنسا بسبب موجة الحر- (Photo by LAURENT THEILLET/AFP via Getty Images)