د. عمر مصالحة - صورة شخصية
اللذان هما امتداد لحزب " المفدال " التاريخي، الذي تأسس أثر توحيد حركتي " هبوعيل همزراحي " و " همزراحي " الدينيتان القوميتان واللتان كانتا شريكتان في تأسيس الحركة الصهيونية.
ينادي هذا التيار في الاحتفاظ بالأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، على اعتبارها جزءاً لا يتجزأ من "أرض اسرائيل"، وقد أخذ هذا التيار على عاتقه المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، بدعم حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ عام 1967 .
لكن، بعكس ما أمل هذا التيار والمؤسسة الاسرائيلية برمتها، لم تفلح الإجراءات العنصرية وكل اساليب التضييق في تشريد الفلسطينيين من أرضهم، بل العكس، تزايد عدد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتضاعف ثلاث مرات وأكثر منذ عام 1967 وحتى الآن.
وقد شكل الوجود الفلسطيني مصدر تحدٍ كبير لهذا التيار وأهدافه، فمن ناحية لا يمكنه أن يدعو إلى ضم أراضي الضفة المحتلة لإسرائيل على اعتبار أن الامر يعني، منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية، لذا فقد أخذ قادة التيار الديني الصهيوني يدعون للتخلص من الفلسطينيين عبر تشجيعهم على مغادرة الأراضي المحتلة.
" طرد الفلسطينيين بالقوة "
أيد الحاخام تسفي كوك والذي يعتبره المستوطنين المرجعية في مضايقتهم للعرب، أيد أفكار مئير كهانا الذي كان يدعو لطرد الفلسطينيين بالقوة عبر تنظيم حملات تهجير قصرية. كما هاجم التيار الديني الصهيوني المبادرات التي تدعو للحوار مع الفلسطينيين، حيث رأت قياداته في هذه الدعوات عقبة أمام مشروعها الاستيطاني، وحرص التيار على تصوير الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام على أنهم غير آدميين، وأنه لا يجوز التحدث معهم حول تسويات سياسية، لأنه حسب عقيدتهم، لا يجوز التنازل عن أي جزأ من اراض اسرائيلية، علاوة على أن قادة هذا التيار دعوا دوماً لمعاداة الفلسطينيين.
لقد تحول المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية الذي أقامته " غوش إيمونيم " إلى أحد أهم مصادر التأثير على إسرائيل وسياساتها. وتحاول حكومات اسرائيل المتعاقبة تحقيق حلم التوسع والاستيطان من خلال الحركات الاستيطانية، بهدف المحافظة على البعد الأيديولوجي للديانة اليهودية المتمثل في العقيدة والدين، بالرغم من أن الحركة الصهيونية قائمة على البعد السياسي بالدرجة الأولى، إلا أن التركيز على هذا البعد، جاء لتعميق الربط الروحي والعقائدي ما بين المواطن الإسرائيلي بالارض، ومزج ذلك بالأساطير المتمثلة بالوعود الإلهية للشعب المختار.
أما البعد السياسي والقومي لهذه الظاهرة فإنه يتمثل في انه يلبي مطالب واسعة من القوى السياسية الفاعلة في إسرائيل، وخصوصا القوى الدينية منها والصهيونية السياسية، والتي طالما ظلت تنادي بتوسيع مساحة اسرائيل ليتحقق البعد القومي والسياسي لإسرائيل التاريخية، وان بدا ذلك بتوسع داخلي للاستيطان، بالرغم من أن هذا البعد لا يختلف كثيرا عن البعد السابق المتمثل في عقيدة الوعد وأسطورة الشعب المختار، ومن هذا المنطلق لا يمكن الفصل كثيرا ما بين السياسة والدين في قاعدة الأيديولوجيا الاستيطانية.
* الكاتب: باحث في الدياتة اليهودية ومؤلف كتاب: التلمود - المرجعية اليهودية للتشريعات الاجتماعية، وكتاب: اليهودية- ديانة توحيدية أم شعب مختار.
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected] .