منصور عباس وبين الحاخام حاييم دروكمان من المسؤولين الكبار في الصهيونية الدينية ، حيث زار د. منصور عباس دروكمان في مكتبه في ساعة متأخرة من أحدى الليالي قبيل الانتخابات الأخيرة .

ونشرت القناة 12 محتوى هذه المفاوضات وأيضا الرسائل النصية بين منصور عباس وعضو الكنيست عميت هليفي من الليكود والتي هدفت الى اجراء اتفاق حول التعاون والشراكة في إقامة حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو  ، الأمر الذي لم يتم بسبب معارضة رئيس الصهيونية الدينية عضو الكنيست بتسلائيل سموتريتش . 
وبهدف محاولة اقناع سموتريتش بالعدول عن رفضه ، توجه عميت هليفي وهو عضو كنيست سابق في الليكود ، توجه الى منصور عباس واقترح عليه الاجتماع بالحاخام دروكمان .

"الاعتراف بيهودية الدولة "
وكشفت قناة 12 أنه خلال المحادثة بينهما قال دروكمان لعباس : " يجب ان تصرّح بشكل علني ان دولة إسرائيل للشعب اليهودي ، وهذا مكتوب أيضا بالقرآن "  . فأجابه عباس : " اذا قلت شيئا كهذا الان فان حياتي ستكون بخطر " .
 فاقترح دروكمان على عباس بان يصرّح بأن : " إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية " ، فأجاب عباس : " سأقول ذلك ولكن ليس الان ، يجب الانتظار للوقت المناسب " .  

" دعم الحكومة من الخارج مقابل تحقيق بعض المطالب "
وخلال اللقاء تبين بان عباس لم يكن معنيا بالانضمام الى حكومة يمين بل انه اقترح دعمها من الكنيست مقابل تحقيق بعض المطالب منها الاعتراف ب 3 قرى في النقب ونصف مليون شيكل .
  وفسّر منصور عباس الأمر خلال المحادثات بانه : " اذا أردتم بناء المستوطنات فان هذا لا يحتاج الى مصادقة من مجلس الشورى "  . 

 " رسالة نصية تلخّص اللقاء "
وأشارت القناة 12 أنه وبعد هذه الجلسة الإيجابية ، أرسل هليفي رسالة نصية لمنصور عباس والتي على ما يبدو كتبها الحاخام دروكمان وجاء بها : " القائمة العربية الموحدة تلتزم باحترام دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ، وتعارض الإرهاب ، وتوافق على اتفاقيات إبراهيم مع دول الخليج  ، ولا تتدخل بقرارات الحكومة بكل ما يتعلق بقضايا الامن والخارجية " .  

" ساعدوني لكي أتغلب على شق إبراهيم صرصور الذي يعارض التعاون المشترك "
وذكرت القناة أنه ورغم اللقاء فان دروكمان كان يخشى من موقف الموحدة بما يتعلق بشجب واستنكار العمليات ، وبعد ساعات من اللقاء قتل طالب مدرسة دينية بعملية في مفرق تبوح في الضفة  فقام عباس بإصدار بيان شجب واستنكار للعملية  وأشارت القناة 12 أنّه وخلال اللقاء بينهما قال منصور عباس لدروكمان : "  في الموحدة هناك شقان ، ساعدوني في التنغلب على شق ابراهيم صرصور " الشق الذي يعارض التعاون المشترك " .

" رسالة منصور عباس للحاخام دروكمان "
بعد الاتفاق المبدئي قام هليفي بكتابة نص رسالة كان من المفروض ان يتم ارسالها للحاخام دروكمان للمصادقة على دعم الموحدة لاقامة حكومة وجاء في الرسالة : " لحضرة الحاخام دروكمان ، سعدت جدا لاستضافتك لي في بيتك واشكرك على حسن الضيافة ،   وكما قلت لحضرتكم فان القائمة العربية الموحدة تقبل باجراء مفاوضات للدخول للائتلاف الحكومي بهدف تقديم المجتمع العربي واحتياجاته ، انا وأعضاء الموحدة ، كمواطني دولة إسرائيل ، نحترم الدولة وقوانينها ونعارض الإرهاب بشكل قاطع والعنف والمس بدولة إسرائيل بكل شكل كان  . وعلى أساس ما توصلت اليه المحادثات بيننا نستطيع الدخول في مفاوضات لاقامة حكومة جيدة لدولة إسرائيل بشكل عام وللمجتمع العربي بشكل خاص . باحترام منصور عباس " .  

" رسائل نصية في الطريق الى المغار "
وفي طريقه الى بيته في مدينة المغار في الشمال ، أرسل عباس الى هليفي رسالة نصية كتب بها : "  غدا ان شاء الله سينشر دروكمان في الاعلام  ( اعلان الاتفاق  )" . فاجابه هليفي : " هو في المستشفى ، غدا سيجتمع مجموعة من الحاخامات  ". وفي نفس الليلة اجتمع مجموعة من الحاخامات في بيت دروكمان وانضم اليهم عضوي الكنيست من الصهيونية الدينية سموتريتش وايريت ستروك .

" انهيار الاتفاق "
وبعد الاجتماع نشر دروكمان ما يلي : " بالنسبة للشخص كما تحدث هنا فانه  اعطاني طابع إيجابي ولكن برأيي فان حكومة إسرائيل يجب ان تقام على يد الشعب الاسرائيلي ، وتساءل الحاخام دروكمان : " حكومة إسرائيل تقوم بدعم داعمي إرهاب ؟؟؟ "  .
بعد هذا النشر كتب عباس لهليفي : " نشر محبط " فاجابه هليفي : " جدا ، كانت هناك حرب عالمية ، سموتريتش وستروك وصلا بالرغم من انهما لم يعيا وحصل ما حصل " . 

 
(Photo by GIL COHEN-MAGEN/AFP via Getty Images)