logo

الشيخ حسام نصيرات: ‘اغتنموا هذه الايام بالاكثار من الطاعات‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
04-07-2022 15:44:32 اخر تحديث: 18-10-2022 08:19:02

في الوقت الذي تضع فيه السلطات السعودية ومعها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، آخر اللمسات، تمهيدا لبدء مناسك الحج، يوم التروية، الذي

يصادف الخميس المقبل، وتفويج الحجاج الى المشاعر، ينتهز المسلمون الذين لم يحظوا بشرف زيارة الديار الحجازية المقدسة لأداء الحج، بسبب تقييد الاعداد، ينتهزون الفرصة للتقرب من الله عز وجل في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وهي خبر أيام الدنيا كما وصفها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
قناة هلا استضافت الشيخ حسام نصيرات - امام مسجد عمر بن الخطاب في الطيبة ، وذلك للحديث عن فضل هذه الايام المباركة، وكيفية استثمارها بالطاعات لنيل الأجر.

ما هو فضل أيام العشر الاواخر وما الذي يميزها عن باقي أيام السنة؟
"هذه الأيام هي من الأيام المشهودة والعظيمة التي فضلها الله تعالى على سائر الأيام، حتى ان العلماء قالوا انها خير أيام الدنيا. وكفى فضل لهذه الأيام ان الله تعالى اقسم فيها، وقال عز وجل: "والفجر وليل عشر"، وهذا يدل على فضل ومكانة هذه الأيام. وكذلك الحديث المشهور الذي يقول به النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيء"، هذا يدل على فضل العمل الصالح في هذه الأيام الفضيلة والمباركة"

كيف يمكن للمسلم غير الحاج ان يفعل لينال اجر هذه الأيام؟
"من فضل الله عز وجل على الانسان وعلى المسلم خاصة، أنه فتح لغير الحاج المجال حتى ينال الاجر والثواب في هذه الأيام. فالله من رحمته وسع طرق الخير، أي الانسان في هذه الأيام الفضيلة يستطيع ان يقوم باي طريق من طرق الخير وينال الاجر والثواب. طرق الخير متعددة بحيث ان الانسان هذه الأيام يستطيع ان يؤدي هذه الطرق ببساطة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: " يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقة، أي كل عضو من جسمك او مفصل تؤدي له صدقة كل يوم، أي يبين طرق الخير المشروعة والكثيرة والمتعددة فيقول :" فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. ويجزئ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى "، هذا يدل على ان طرق الخير متعددة فيستطيع الانسان في بيته وبلده ان يحصل على هذا الخير العظيم في هذه الأيام المباركة بجهد قليل".

الى أي مدى ترى ان الناس حريصون على الاقبال على العبادات وأداء الخير في هذه الأيام بشكل لافت عن باقي أيام السنة؟
"حقيقة من خلال وظيفتي كإمام، اشعر بكل وضوح انه من سنة لأخرى يكون هناك وعي اكبر عند جمهور المسلمين بفضل هذه الأيام، والدليل على ذلك ما يفعلونه من عبادات. مثلا في الماضي كان جمهور المصلين يقتصر على صيام يوم عرفة، ولكن الان تشعر وكأنك في رمضان فالشباب والشيوخ والأطفال والنساء يقبلون على صيام التسع أيام المتتالية. مثال اخر وهو شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك، يدل على وعي بالنسبة لهذه الأيام. زيادة الوعي. كما ونشعر كأئمة مساجد في هذه الأيام ان التصدق قد ازداد، حيث اننا نتلقى العديد من الاتصالات لمواطنين يرغبون بالتصدق".

المساجد في الطيبة أطلقت عدة نشاطات، اشرح لنا عن هذه النشاطات التي تقومون بها في مسجد عمر بن الخطاب؟
"هذا المشروع المبارك اطلق عليه "أيام من ذهب" لأنه فعلا هذه الأيام ثمينة واغلى من الذهب. والهدف من هذا المشروع ان نذكر الناس بالله عز وجل، والتقرب الى الله تعالى. كان لدينا دروس بالمساجد واستقبال لمشايخ ونخطط لإقامة أمسية قيام ليل قريبا ناهيك عن خطب الجمعة ودروس المساجد والافطار الجماعي. هذه كلها نشاطات طيبة نحاول من خلالها ان نشعر الانسان بهذه الروحانية في هذه الأيام وان يتقرب الى الله تعالى في هذه الأيام الفضيلة".

ما هو فضل صيام يوم عرفة؟
"هذا يوم عظيم ومشهود عند الله عز وجل، يكفي ان الحجيج يقفون على عرفة والله تعالى ينظر عليهم بعين الرحمة ويغفر لهم الذنوب ويعودون كما ولدوا. من رحمة الله تعالى بالإنسان ان جعل للإنسان في بيته فضل عظيم وهو صيام يوم عرفة، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "صيام يوم عرفة اني احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، أي اجر وفضل عظيم من الله سبحانه وتعالى".

ماذا عن الاضحية وفضلها؟
"بالنسبة ليوم العيد هو يوم عظيم ومشهود، الانسان يتقرب به لله سبحانه وتعالى. بالنسبة للأضحية هي سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلن اقتداءً بإبراهيم عليه السلام ولها فضل كبير. عندما أراد النبي ان يضحى عن فاطمة قال لها: "يا فاطمة قومي فاشهدي اضحيتك فانه يغفر لك بأول قطرة من دمها كل ذنب"، أي ان اول قطرة يغفر للمضحي الذنوب. أيضا يقول عليه الصلاة والسلام في حديث اخر: " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا". يعني ان الله تعالى قبل ان ينزل الدم يتقبل هذه الاضحية ويرضى عن المضحي، فالإنسان يخرجها عن طيب نفسه، لذلك الاضحية لها اجر وفضل عظيم. وفي حال لم يرغب الانسان ان يضحي في بيته فالمجال اليوم مفتوح للجمعيات ويستطيعون اخراج تبرعات لغزة وسوريا وهذا جائز مئة بالمئة".

انت ترى وضع المجتمع العربي اليوم، من احداث عنف وقتل، ماذا تقول للمواطنين لإنهاء هذه الخلافات قبل ان تتفاقم خلال هذه الأيام الفضيلة؟
"الحقيقة ان قضية التصالح والتسامح بين الناس ليس فقط في هذه الأيام يجب ان تكون بل في بقية الأيام كذلك، وهنا اريد ان اذكر الناس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ". فالرسول يدعوا دائما الى التسامح والتصالح خاصة في هذه الأيام الفضية، وكفانا قول النبي في الحديث الشريف: "افضل الفضائل ان تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عن من ظلمك"، فهذه فرصة ن يتصافح المسلمين وينسوا المشاكل ويبدئون بصفحة جديدة من الحب والاخوة".

ما رأيك بالنسبة للذين يسافرون قبل العيد بأيام؟
"هذا الامر بدأ يتفاقم، وقد رأيناه بوضوح في عيد الفطر، ولكنني أتمنى ان يترك المواطنون هذه العادة، فقد قال تعالى:" بعيد الفطر ذك، هذه عادة أتمنى ان يتركوها، فقد قال سبحانه وتعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، والعيد هو من اعظم شعائر الله وعلى الانسان المسلم ان يبقى في بيته ويؤدي هذه الشعيرة وليس ان يسافر ويترك بلده وأهله في هذا اليوم".

ما هي رسالتك لجمهور المسلمين؟
"الرسالة الاولى تتعلق بقضية صلة الرحم، ادعوا جمهور المسلمين واهلنا وابنائنا في هذا المجتمع الطيب ان لا تنسوا زيارة الاهل والاقارب ولا تقطعوا صلة الرحم لأن هذا امر عظيم عند الله عز وجل. الامر الاخر الذي اريد ان انصح به أبنائنا انه في هذه الايام الفضيلة وخاصة في يوم العيد هو ان نتذكر ابانا إبراهيم عليه السلام الذي ضرب لنا أروع الأمثلة في الانقياد لأمر الله تعالى، حينما نفذ ما امره الله به واطاعه. لذلك، حتى يتغير حالنا الذي نضيق به ذرعا الحل الرئيسي في ذلك هو طاعة الله عز وجل والانقياد لأمر الله تعالى عز وجل".