فادي مرجية - صورة شخصية
والطموح السياسي ليس سوى وسيلة لتحقيق هذه الغايات .
إذا أردت أن تغير وتؤثر ، فهذا يعني أن لديك مجموعة من الأفكار والمباديء التي تؤمن بأهميتها في إصلاح البلد تقدمها وتطورها ، وجهدك ينصب في محاولة إقناع الآخرين بأفكارك ومبادئك وليس بمحاربة الفرقاء السياسيين والسلطة المحلية ومحاولة إفشالها في وقت تحتاج فيه البلدة إلى المنافسة الشريفة بالنقاش الفعال والانتقاد البناء . هذه هي الحالة الطبيعية والصحية في ظل بيئة متسامحة ومتلاحمة ، لكن عندما تكون البيئة متعصبة وأحادية النظرة وتتدخل لعبة دق الاسافين ، فإن الانخراط في العمل السياسي ينتج نوعين من الأفراد النوع الأول: يخضع طموحه السياسي لأهدافه في نيل السلطة، لذا فهو يختار الطريق الغير صحي اي العمل على تهيئة المجتمع لقبول الأفكار التي ينادي بها، وربما تطلب الأمر التضحية الأبدية بأي طموح سياسي فهذه الحالة ممكن ان تكون بإرادته او عن طريق ممارسة لعبة الطعم السياسي من جهات اخرى هي ايضاً لها طموح السلطة اما النوع الثاني ، يُخضع آراءه ومبادئه لطموحه السياسي، لذا فهو يختار من بين أفكاره وآراؤه أخفها ثقلاً على مسامع الناس وأكثرها انسجاما مع الرأي العام، فالمهم هو الوصول دون الاخذ بالحسبان الاعراف السياسية والقيم في المجتمع ، المهم الوصول ولايهم كيف وبأي ثمن، من المؤسف أن تكون هذه الانواع ، هي السائدة في الحياة السياسية في بلادنا ، لذلك علينا أن نكون حذرين وأن نمنع التعصب، احادية النظرة ودق الاسافين في التغلغل بيننا وأن نتشبث بالقيم والمبادئ الصحيحة والتي هدفها الإصلاح وتغيير الاحوال للافضل وان نكون دائمًا الحل لأي مشكلة وليس المشكلة .