المحامي شادي الصح
ألا يكفينا ما يحدث لنا من مآسي وويلات فشبابنا ضائع تائه! لا يعرف مصيره! ألا يكفي الغزو الفكري الغربي الذي أضاع النساء فتاهت المرأة بين الشرق والغرب!
القرآن خير دليل:
القرآن عالج حالات وتحدث عن أحداث حدثت كامراة العزيز ( امراة تحاول اغتصاب رجل) لا يستطيع أي أحد أن يقول بأن القرآن أو قصة يوسف تركت أثرا سلبيا رغم تحدثها عن حادثة غريبة ولكن القرآن عالجها بطريقة حكيمة لم تثر اغراء أي انسان.
ألا يكفينا هذا الغزو الغربي لإعلامنا وثقافتنا ولكل شيء فينا ! فلماذا نحن نريد الآن أن نفتح أبواب مدارسنا لهذا الغزو بتدريس ما يسمى الثقافة الجنسية لطلابنا وطالباتنا لبناتنا وأخواتنا؟!
لمن التربية الجنسية :
تربية وجنسية لمن؟ وأين؟ ولماذا؟ التربية ليست عملية معزولة تدور في فراغ ويبتكر فيها من يشاء ويدعي فيها من يشاء ويخترع فيها من يشاء ويعلمها من يشاء، التربية عملية تتم في إطار مجتمع له ثقافة وله هوية وله مقومات لا يستطيع أحد أن يخرج عليه.
أن أصول التربية تقول إن التربية تشتق بغاياتها ووسائلها من فلسفة المجتمع أولا وفلسفة المجتمع المسلم فلسفة إسلامية شريعة غراء لا ينقصها بل هي تزيد وتفي بما يتشدق به الغربيون ومن يتابعونهم وهم أخذوا منا،أخذوا الصواب ففازوا وعندما انحرفوا خربت بلادهم! من نربي بهذا الزعم التربية التي سميت جنسية؟ ثم أين؟ في اي مجتمع ولماذا؟
قبل ايام قلال كتبت عن القرار الذي قسم وجزأ الولايات المتحدة نصفين " الاجهاض حرام " هكذا قالت المحكمة العليا في امريكا ولماذا؟ لأنهم سمحوا بتدريس التربية الجنسية في مدارسهم !!!! فحصدوا ما زرعوا!!
لماذا لا نحتكم إلى التعاليم الإسلامية وبالتحديد إلى القرآن الكريم؟ هل تعلم أن في الولايات المتحدة نفسها هناك ملايين الأميركيين الذين يريدون تدريس الجنس لأبنائهم وبناتهم على أساس الإنجيل، فلماذا لا نفعل مثلهم نحن؟ وهل يتقون الله في تدريسهم أم سيكون التدريس وسيلة لإشباع رغبات المحرومين والمكبوتين من الدارسين والمدرسين؟!!
وماذا تحديدا عن الجنس يراد تدريسه وبأي مدرسة؟ أي مدرس؟ من هو المدرس الذي يضطلع بتدريس هذه المادة؟ ليس عندنا مدرس واحد ومعاهد إعداد المعلمين ودورها وكليات التربية في إعداد معلم يوصل معلومة فكيف ينهض بتبعة قد تنتهي بالمجتمع إلى كارثة عظمى وأية كارثة!!
الإسلام أعطى كل القيم:
لم يعط الجنس قيمة أخلاقية وقيمة إنسانية ووظيفة وجودية في حياة البشر إلا الإسلام، اليونانيون القدامى انحدروا إلى أن عبدوا الأعضاء الجنسية، عبدوها، وآخرون احتقروها آخر احتقار كما في الهند، الإسلام لم يقل هذا وإنما قال هذه الغريزة التي فطر الله البشر عليها لها وظيفة وجودية تحفظ النوع وامتن عليهم ربنا بنتائج هذه العلاقة {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً..}
فالحيوانات تتجامع دون تعليم والبشرية من عهد آدم إلى يومنا تتوالد دون تعليم وتمارس الحياة وربنا من أول يوم عبر عن آدم وحواء بأنهما زوجان.
فشل الغرب:
فشل تدريس التربية الجنسية في المدارس الغربية في القضاء على انحراف الفتيات، زادت نسبة مرتكبات الرذيلة، نسبة الحوامل بدون زواج، المواليد غير الشرعيين، ارتفعت نسبة الإجهاض ، انتشار الأمراض الجنسية بين الطلاب وخير دليل تحريم الاجهاض وتجريمه في امريكا.
الموضوع ليس سهلاً:
نحن أمام موضوع ليس سهلاً بل شائكا، وفكرت كثيرا هل أكتب لأنه لا دراية لي في كل المواضيع خوفا من أن أغلط وأغالط ولكن ما دفعني هو الحرص على طلابنا أبنائنا وبناتنا ، يجب أن لا نغفل عن أبنائنا وبناتنا الصغيرات ونجعل منهن حقل تجارب ونتركهن في دوامة البحث في مهب الريح ليبحثن عن الإجابات الحائرة في نفوسهن عن المواضيع الجنسية، فكما قلت هناك الكثير من الجهل في موضوع الجنس حتى عند الفتيات بعد الزواج والذي قد يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية والى كارثة حقيقية.
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: [email protected] .