(Photo by Daniel Jayo/Getty Images)
يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتمثل الزيارة خطوة في إطار جهود الأمير محمد لإعادة بناء صورته خارج منطقة الخليج وتأتي في وقت يسعى فيه أردوغان للحصول على دعم مالي من شأنه أن يساعد في تخفيف معاناة الاقتصاد التركي المحاصر بالمشكلات قبل انتخابات رئاسية حامية الوطيس.
وفي أبريل نيسان، أجرى أردوغان محادثات منفردة مع الأمير محمد في المملكة بعد حملة استمرت لأشهر بغية إصلاح العلاقات بين القوتين الإقليميتين، بما شمل إسقاط المحاكمة الخاصة بمقتل خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
وقال أردوغان الأسبوع الماضي إنه والأمير محمد، حاكم المملكة الفعلي، سيناقشان "إلى أي مستوى أعلى بكثير" يمكن أن يصلا بالعلاقات خلال المحادثات في أنقرة.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن الزيارة من المتوقع أن تحقق "تطبيعا كاملا واستعادة فترة ما قبل الأزمة". وأضاف "حقبة جديدة ستبدأ".
ومن المقرر أن يستقبل أردوغان ولي العهد في القصر الرئاسي لإجراء محادثات بعد الظهر. ولم يتم الإعلان عن صدور بيانات عامة بعد اللقاء.
وقال المسؤول التركي إن البلدين رفعا القيود المفروضة على التجارة والرحلات الجوية وعرض المسلسلات التلفزيونية مع إيقاف التغطية الإعلامية السلبية المتبادلة.
وأضاف أن اتفاقات في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن ستوقع خلال زيارة الأمير محمد، بينما يجري العمل أيضا على خطة لدخول الصناديق السعودية أسواق رأس المال في تركيا.
ومع ذلك، أفاد المسؤول بأن المفاوضات بشأن خط مبادلة عملات محتمل- والذي يمكن أن يساعد في إنعاش احتياطيات تركيا الأجنبية المتناقصة- لا تتحرك "بالسرعة المطلوبة" وستتم مناقشتها على انفراد بين أردوغان والأمير محمد.
* إيقاف الانتقادات
يقوم الأمير محمد بأول جولة له خارج منطقة الخليج منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي شملت زيارة للأردن ومصر.
وتوترت العلاقات بين أنقرة والرياض بشدة بعد أن قتلت فرقة سعودية خاشقجي وقطعت أوصاله في 2018 في قنصلية المملكة بإسطنبول. وألقى أردوغان باللوم في ذلك الوقت على "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية.
وتمثل الزيارة التي ستشمل حفل ترحيب في القصر الرئاسي تحولا في العلاقات بين البلدين. وأوقفت أنقرة بالفعل جميع الانتقادات وأوقفت المحاكمة في جريمة القتل في أبريل نيسان، وأحالت القضية إلى الرياض في خطوة استنكرتها جماعات حقوق الإنسان وانتقدتها أحزاب المعارضة.
ويرتكن الأمير محمد على ثروة المملكة الهائلة وقدرتها على إنتاج النفط لاستمالة القادة الغربيين والشركاء التجاريين على أمل أن يؤدي تغير الأوضاع السياسية في المنطقة والتركيز على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية إلى تخفيف الانتقادات الموجهة إلى سجله في مجال حقوق الإنسان.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية في يوليو تموز في وقت تواجه فيه واشنطن الصعاب في مواجهة ارتفاعات قياسية في أسعار البنزين إضافة إلى سعيها لبناء جبهة موحدة ضد روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي ضغوطا كبيرة بسبب تراجع الليرة وارتفاع التضخم إلى أكثر من 70 في المئة.ويقول محللون إن الأموال السعودية والعملة الصعبة قد تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات مشددة بحلول يونيو حزيران 2023.
وقال المسؤول التركي إن السعودية قد تكون مهتمة بشركات تابعة لصندوق الثروة التركي أو في أماكن أخرى أو بالقيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الإمارات في الأشهر القليلة الماضية.
وأضاف المصدر أن الزعيمين سيناقشان أيضا إمكان بيع طائرات تركية مسيرة مسلحة إلى الرياض.
وقال كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، يوم الثلاثاء إن أردوغان "سيعانق الرجل الذي أمر بقتل" خاشقجي.
وينفي الأمير محمد أي علاقة له بجريمة القتل.