logo

مقال: العاصمة بحاجة الى عمدة ورئيس بلدية عربي ‘ حصان طروادة العرب ‘

بقلم : المحامي وليد ابوتايه
14-06-2022 07:22:23 اخر تحديث: 18-10-2022 07:54:28

يستمر الجدل والنقاش حول طرق التعاطي مع الواقع في مدينة القدس التي تتعرض لهجمة شرسة من التهويد الذي يتغول بشراسة لالتهام المدينة وطرد سكانها الفلسطينيين


المحامي وليد ابوتايه

بكافة السبل والوسائل ، بحيث يبقى حي او كانتون عربي معزولا تماما كحي العجمي في يافا او واد النسناس في حيفا .    
وهنا نقتبس من  راي للصحفي الاسرائيلي عكيفا الدار في جريدة هارتس نشر  بتاريخ ٢ -٦ -٢٠٢٢  حيث يقول "  تمكن فلسطيني من إطلاق  طائرة هوائية تحمل العلم الفلسطيني في سماء القدس ، فثار الاعلام الاسرائيلي واعترضت الشرطة ، وارتبكت وتعثرت وسارعت الكنيست لسن قانون لمحاربة علم فلسطين ..؟؟  وماذا الآن ؟ ستواصل البلدية الترويج لخطط البناء لليهود وإطلاق الجرافات لهدم منازل العرب ، وسيتم التوبيخ من الأوروبيين وسيعبر الأمريكيون عن قلقهم , وهكذا حتى يوم القدس القادم والعياذ بالله ، إذا كان هناك مكان  للتشخيص الباقي معنا  حتى اليوم  فهو  لوزير خارجية اسرائيل الأسبق المتوفى ،   أبا ايبان  عندما   زعم “ لا  يعدم الفلسطينيون  الوسيلة لتفويت كل فرصة  " ،  فانه يليق بهذه المدينة التي جمعت شعبين  معا .  وبدلاً من نقد  أفعال الحكومة اليهودية والتظاهر ورشق الحجارة ، يمكن للفلسطينيين بجهد ضئيل السيطرة على المدينة   من خلال  "حصان طروادة " وهو  البلدية وإذا أرادوا ،  يمكنهم فتح  بوابة باب العامود ، وإذا أرادوا سيغلقونها  ، وسيتمكنون من تنفيذ  أعمال البنية التحتية  وفق مصالحهم بدون تأخير  وتطويرها إلى أبعد مدى ،  وسيتمكن رئيس البلدية  العربي الجديد  من السماح للسكان برفع العلم الفلسطيني دون عوائق ، ولن تغلق الشوارع يوم السبت  ، سيفتحون ، وسيفتحون ، حتى نتذوق طعم واقع ثنائي القومية وخيارات متنوعة اخرى  .

وفقا لقواعد الديمقراطية المشوهة التي لم يتوقف اليمين فيها عن التبشير بحكم الشعب ومؤخرا الحكم اليهودي “ ودولة اليهود “ اصبحت رئاسة البلدية ومجلس البلدية ، ومن ضمنها الموازنة وأنظمة التخطيط والبناء متاحين ومعروضين تحت أقدام الفلسطينيين ، وما عليهم الان الا الانحناء والتقاط صندوق الاقتراع ، فعدد السكان الفلسطينيين يناهز 360 الف من مجموع سكان القدس 951 الف نسمة، اي ان نسبة الفلسطينين تصل  ٣٩ ٪ , وعدد اليهود  570 الف  يهودي منهم  257 الف  يهودي من الارثوذكس المتطرفين ومعظمهم ضد الصهيونية ، هذه المعطيات حسب سنة ٢٠٢٠ . ولن تواجه الجهة  الفلسطينية  أي مشكلة في تقديم ميزانيات لهم ، بالنسبة للمعتقدات اليهودية والأنظمة التي تحظر بيع الخنازير ، وإغلاق المدينة يوم السبت والسيطرة الكاملة على المجلس الديني ، سيتمكن عميت سيغال من سؤال المقدسيين عما إذا كانوا مع أو ضد رئيس البلدية الذي يدعم الإرهاب ، في مقابلة مع صحيفة هآرتس..؟؟

في صيف ٢٠٠٨ ، قبيل الانتخابات البلدية ، قال البروفيسور سري نسيبة ، رئيس جامعة القدس ، متسائلاً عما اذا كان الفلسطيني ، ربما هو نفسه ، سينضم إلى السباق “ ليس كممثل للفلسطينيين الذين يعيشون في القدس ، ولكن عن كل الجمهور الفلسطيني في الأراضي المحتلة ". وطبقاً للشريك عامي أيالون في برنامج الدولتين الذي تبخر ، فإن معارضة الترشح لمنصب رئيس بلدية القدس نابعة من رفض فك الارتباط عن مصير الضفة الغربية وغزة ، كجزء من اتفاقية إقامة دولة فلسطينية “ . لكن اليوم ،  دعونا لا نتصدى ونجعل القدس جبهة لحملة اندماج ، فلماذا لا نجعل ضعفنا قوة ؟ " فبعض اليهود والفلسطينيون تصدوا  سويا لقضية  الشيخ جراح  ،  فيما جددت بلدية القدس هدم منازل الفلسطينيين في شرقي المدينة .

مضى عقد على قيام  فلسطينيين بخرق المقاطعة العربية لانتخابات القدس وخوض الانتخابات البلدية ، واتهمتهم م ت ف  بـ "التطبيع" وتلقوا  تهديدات  على حياتهم وعائلاتهم ، وبلغت نسبة الإقبال على  الانتخاب  في القدس الشرقية ١,٥ ٪ من الناخبين المؤهلين    ،  ولكن  فتح باب   المدينة  أمام الفلسطينيين للعبة الديمقراطية في مدينة ثنائية القومية ،  هو تدريب مثالي لدولة ثنائية القومية ، وبدلاً من اللعب  بالطائرات الهوائيه ، فقد حان الوقت لهم للهبوط على أرض الواقع وانتزاع حقوقهم السياسية والمدنية بهذه الطريقة التي عرفوا  عنها عشرات السنين " .
فهل الواقع هو كذلك بالفعل ؟ وهل هذا هو المسار الجديد  ؟ هذا ما يجب ان يجيب عنه شعب القدس ، فمن يده في النار ليس كمن يده في الماء او الهواء .