logo

11 قتيلا وقتيلة في غضون أسبوعين فقط | المحامي رضا جابر: ‘المطلوب الآن رد فعل مجتمعي وحكومي حقيقي‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15-06-2022 15:00:01 اخر تحديث: 18-10-2022 08:22:00

جريمة تلو الجريمة.. وقتيل تلو القتيل، وجنازة تلو الجنازة .. هكذا بدا حال المجتمع العربي في الأيام العشرة الأخيرة، مسلسل اجرام لا ينتهي . فمع وقوع جريمة قتل الشاب

 زياد أيوب (25 عاما) من نحف ، الذي تعرض لإطلاق نار الليلة الماضية، في القرية، يكون المجتمع العربي قد شهد أحدى عشرة جريمة قتل في غضون أسبوعين فقط.
وقبل جريمة قتل الشاب زياد أيوب ، وقعت جريمة قتل اخرى في بلدة كفر قرع، راح ضحيتها، الشاب جمال قبوعة من سكان النقب سابقا رميا بالرصاص.
جدير بالذكر بان جريمتي القتل هاتين تأتيان بعد ساعات من دفن ضحيتي جريمة القتل المزدوجة من الناصرة علي ومحمود فاخوري ، اللذين لقيا مصرعهما رميا بالنار في الليلة قبل الماضية .
وهكذا يجد ابناء المجتمع العربي انفسهم ينامون على وقع جريمة قتل مزدوجة في الليلة قبل الماضية ، وجريمتي قتل اخريين في هذه الليلة .. ينامون على جريمة ويستيقظون على اخرى .

44 ضحية من المجتمع العربي منذ بداية عام 2022
هذا وأفادت جمعية "مبادرات إبراهيم" أنه " بعد جريمة قتل زياد ايوب في نحف ووفق معطيات جمعية "مبادرات إبراهيم"، فإن هناك 44 ضحية عربية منذ بداية 2022 في ظروف متعلقة بالعنف والجريمة ، من بينهم 42 مواطنا و 2 غير مواطنين .
- من بين الضحايا: 6 نساء
-  32 ضحية نتيجة أحداث إطلاق نار
-  27 من الضحايا كانوا حتى جيل 30 " .

11 قتيلا وقتيلة في غضون اسبوعين فقط
هذا ويعيش المجتمع العربي موجة من جرائم القتل، حيث قُتل 11 ضحية في غضون اسبوعين، و4 ضحايا في غضون 24 ساعة.
هؤلاء ليسوا ارقاما بل هي ارواح سُلب منها الحق في الحياة، واغتيلت احلامها ودمرت عائلاتها.
الليلة الماضية جريمتي قتل في نحف وفي كفرقرع، والليلة التي سبقتها جريمة قتل مزدوجة لابني العم، محمود فيصل فاخوري ( 22 عاما ) وعلي وجدي فاخوري ( 16 عاما ) وهو طالب في الصف الحادي عشر في مدرسة " الدون بوسكو " في الناصرة.

مقتل نادر مقالدة من باقة ومنير ريان من كفربرا
ويوم الثلاثاء الماضي ، قُتل نادر مقالدة ( 48 عاما ) من باقة الغربية، اثر تعرض لاطلاق نار  في الشارع الرئيسي في المدينة.
قبل ذلك بساعات قليلة، وتحديدا عند ساعات الظهيرة، من يوم الثلاثاء ، لقي منير ريان البالغ من العمر 30 عاما وهو من سكان بلدة كفربرا في منطقة المثلث الجنوبي - لقي مصرعه جراء تعرضه لاطلاق نار خلال تواجده في ورشة بناء في بلدة " شوهم "، وأعلنت الشرطة انها شرعت بالتحقيق، فيما سادت بلدة كفربرا أجواء حزينة جدا.

مقتل محمود صنع الله - دير الاسد
الجريمة التي سبقت مقتل منير ريان وقعت في البعنة، وذلك قبل منتصف ليلة الثلاثاء بوقت قصير، اذ لقي محمود صنع الله ( في الاربعينات من عمره ) من دير الأسد  مصرعه رميا بالنار.
وجاء في بيان أصدرته الشرطة أن شخصا آخر إصيب جراء اطلق النار في البعنة، وقد وصفت جراحه بالطفيفة  .  وأعلنت الشرطة انها شرعت بالتحقيق في هذه الجريمة، ونصبت عدة حواجز بهدف البحث عن منفذي جريمة القتل .

مقتل سمر كلاساني - حيفا
مسرح الجريمة الذي سبق مقتل محمود صنع الله كان في مدينة حيفا، اذ لقيت سمر كلاساني البالغة من العمر 52 عاماً مصرعها طعنا، صباح يوم الأحد الأخير، في بيتها الواقع في شارع " المتنبي " في حي عباس، يوم الاحد الاخير، وأعلنت الشرطة " ان المشتبه بقتلها هو زوجها الذي نقل للمستشفى وهو بحالة خطيرة" .

مقتل توفيق عرو - جت المثلث
قبل ذلك بساعات، وتحديدا مساء السبت الماضي، لقي الشاب توفيق عرو البالغ من العمر 27 عاما من جت المثلث مصرعه رميا بالنار، وقالت الشرطة أنها " باشرت بانشطة مسح وتمشيط لرصد مرتكبي الجريمة، إلى جانب جمع الادلة والبينات من مسرح الجريمة في بلدة جت في اطار التحقيق لفحص ملابسات الجريمة ".

مقتل جوهرة خنيفس - شفاعمرو
الأسبوع الماضي كان هو الاخر دمويا، اذ شهدت شفاعمرو جريمة هزت المدينة والمجتمع العربي قاطبة، اذ لقيت الشابة جوهرة خنيفس البالغة من العمر 28 عاما مصرعها، بتفجير سيارة استقلتها اذ أتت النيران على السيارة بعد الانفجار الذي وقع مساء يوم الثلاثاء الموافق 7.6.2022. يشار الى ان المرحومة جوهرة خنيفس هي ابنة فرج خنيفس نائب رئيس بلدية شفاعمرو ووالدتها مستشارة لمكانة المرأة في بلدية شفاعمرو .

مقتل احمد ابو شيخة - عرعرة
أحمد أبو شيخة ( 51 عاما ) من بلدة عرعرة  لقي هو الاخر مصرعه بجريمة اطلاق نار وقعت ظهيرة يوم الأحد الموافق 5.6.2022، اذ أعلنت الطواقم الطبية وفاته متأثرا بجراحه بالغة الخطورة، بعد فشل محاولات انعاشه.

" المطلوب الآن هو الذهاب بعمق إلى فعل مجتمعي وفعل حكومي حقيقي لعلاج هذه الظاهرة"
من جانبه، قال مدير مركز أمان- المركز العربي للمجتمع الآمن المحامي رضا جابر: "ان المطلوب الآن هو الذهاب بعمق إلى فعل مجتمعي وفعل حكومي حقيقي لعلاج ظاهرة العنف وجرائم القتل المعقدة، اذ انها قضية معقدة وليس لها مسبب واحد، بل نحن نعيش في منظومة لها تأثير كبير على هذه القضية. وللأسف عندما تحدث موجة جرائم قتل جديدة وكأننا نبدأ من جديد في الحديث عن ظاهرة القتل والعنف، دون ان يكون لنا عمل مستمر ومتواصل في محاربة هذه الجريمة سواء على المستوى المجتمعي او المستوى الحكومي".
تصريحات مدير مركز أمان جاءت خلال لقاء تلفزيوني مع قناة هلا الفضائية.

"خطة الشرطة هي إخماد حرائق وليست علاجا جذريا"
وأضاف جابر: "انه نسبة للنصف الأول من العام الماضي- عام 2021 الذي قُتل فيه 128 ضحية- فإن هناك انخفاضا بنسبة 20% في جرائم القتل، لكن هناك كم مهول لا يمكن احصاؤه بالأرقام في نسب اطلاق النار، حرق سيارات، اعتداءات معلن عنها وغير معلن عنها، عنف مبطن.. وغيرها، فهذه الظاهرة ليست مقتصرة على جرائم القتل فقط".
وتطرق المحامي رضا جابر لخطة الشرطة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي قائلا: "إن هذه الخطة أحرزت تقدما ما لكنه بطيء، واذا لم تكن الخطة على طول امتداد المجتمع العربي وفي العمق، فإنها لن تتعدى كونها إخماد حرائق وليست علاجا جذريا. فالتقدم الذي أحرزته خطة الشرطة ليس ذلك التقدم الذي يمكن ان يحل المشكلة من جذورها".

" المشكلة ان المجتمع في حالة جمود"
وتحدث المحامي رضا جابر حول بعض أسباب ظاهرة جرائم القتل والعنف، قائلا لقناة هلا: "عادة عندما ينتشر الفقر في المجتمعات تكون الطبقات الفقيرة اكثر عرضة للانخراط في الاعمال الاجرامية. كما أنه في المجتمعات التي تكون فيها اغلبية واقلية مجتمعية، فإن الأغلبية تستفيد من الاجرام والعنف داخل الأقلية للسيطرة عليها، لذلك في حالة المجتمع العربي، أحيانا الشكاوى التي تصل للشرطة لا  تُؤخذ على محمل الجد، ولم تم التعامل معها بجدية لمُنعت مشاكل كبيرة وحلت قبل ان تتفاقم".
ولفت جابر إلى أنه "يجب أن يكون هناك فعل مجتمعي حقيقي ، يعيد تنظيم المجتمع من جديد، وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار لظاهرة العنف. فالمشكلة ان المجتمع في حالة جمود".

"هذا هو المطلوب لمنع جريمة جديدة"
وحول الحلول المطلوبة لمنع جريمة قتل قادمة، قال المحامي رضا جابر: "أولا على الشرطة ان تتعامل بعمق مع هذه القضية، فعندما تقوم بحملة ضد عصابات الاجرام عليها ان تقضي على كل امتداداتها. لأن التفرعات والعناصر الثانوية في عصابات الاجرام تستقوي وتصبح عصابات اجرام من جديد، لذلك على الشرطة ألا تتعامل مع القضية بشكل جزئي ولكن عليها أن تتعامل معها بشكل شمولي. كما انه يجب التعامل مع الجريمة على انها رافد اقتصادي لعصابات الاجرام".
وأضاف جابر: " أيضا يجب ان يكون هناك فعل مجتمعي حقيقي متعلق بموضوع التعليم والتربية، التغيير الاجتماعي الذي يجب أن يقوم به المجتمع نفسه".