واشاروا الى قلقهم المتصاعد من ظاهرة " التعصب العائلي الذي لا يزال ينخر في اوصال مجتمعنا ".
وقال الشيخ وسام مروات وهو مؤذن جامع السلام في الناصرة، خلال حديثه مع مراسلة موقع بانيت وقناة هلا: "لقد تحدثنا عن قضية العنف كثيرا في العديد من المساجد في الناصرة. حسب اعتقادي ان الشرطة لا تقوم بدورها كما يجب ولا نستطيع ان ننكر ان هناك دور أساسي للأهل ودور لأئمة المساجد كذلك في توعية أبنائهم الى خطورة هذه الظاهرة المستشرية في مجتمعنا العربي. اعتقد ان الأسباب الرئيسية لجرائم القتل واطلاق النار هي اختلاط المال الحرام كالربى والخاوة التي حذرنا منها نحن المشايخ والتي أدت الى كسب الشباب للمال بطريقة سريعة، وبالتالي تفاقمت الأمور وانتشر العنف. رسالتي لجيل الشباب هي ان يتقوا الله عز وجل ويحافظوا على ارواحهم ويتقوا الله في امهاتهم وابائهم، فليس من السهل نرى صدمة الاهل حينما يصاب ابنهم او يموت. علينا بالرجوع الى الدين والايمان والمحبة".
"نحن في مجتمع للأسف الشديد قد تساهل في جميع القيم التي تربينا عليها"
من جانبه، قال الشيخ عاطف عبود امام مسجد النبي لوط في عيلوط لموقع بانيت وقناة هلا : "ان اطلاق النار والعنف الآخذ بالازدياد في البلدات العربية والذي يعرفه القاصي والداني، نحن أئمة مساجد ودعاة ملقاة على اكتافنا مهمة ان نتحدث عن الامر ليس فقط في المساجد بل في كل فرصة تتاح لنا سواء في المدارس او في المناسبات العامة. ولكن اعتقد انه مهما تحدثنا عن هذا الموضوع ومهما شددنا ومهما تطرقنا الحل لن يكون بايدينا، فالكلام شيء والفعل على ارض الواقع شيء اخر. ان المسؤول الأول والأخير في هذه القضية هم الاهل فهم لهم دور كبير في تربية أبنائهم بالطريقة الصحيحة ولكن نحن في مجتمع للأسف الشديد قد تساهل في جميع القيم التي تربينا عليها كالاحترام والحفاظ على حقوق الاخرين وغيرها. اما بالنسبة للأسباب التي أدت الى تفاقم الوضع فهي تعود الى التعصب العائلي الذي لا يزال ينخر في مجتمعنا العربي، كما وطغت بشكل اكبر قضية السوق السوداء، التي أخرجت جيلا اتكاليّا لا يريد الاعتماد على نفسه ولا ان يكسب لقمة عيشه بالتعب والجهد بل يرغب بكسب المال بطريقة سريعة ومريحة وبملعقة من ذهب، وبالنسبة له فان الغاية تبرر الوسيلة، ولا شك ان هذه الظاهرة قاتلة. بالإضافة الى ذلك، فان قضية الربا اخذت حيزا كبيرا في انتشار العنف فالناس لم تعد ترغب بالعيش على حسب مستواهم المعيشي، لذلك يلجأون الى اخذ قروض من فئات معينة، وهذا يعتبر من اكبر الكبائر التي حذر منها الله سبحانه وتعالى ونهانا عنها ، وحذر من وقوع حرب فور انتشارها وها نحن في هذه الحرب لأننا لا نرغب بأن نعيش بالطريقة التي ترضي الله عز وجل".
"شباب يملكون سيارات فارهة ويعملون بتجارة السلاح والمخدرات .."
من ناحيته، قال الشيخ سليمان أبو عنزة وهو امام مسجد السلام في تل السبع: "في الآونة الأخيرة فعلا العنف مستشر في مجتمعنا ، ولا نحصره في بلدة او منطقة معينة فالعنف في كل مضرب من مضارب الدولة، وله تأثيراته الاجتماعية على الناس وعلى السكان بشكل عام. هنالك نظرة معينة لا اعلم ما مدى صحتها تتعلق بالشباب الذين دون سن ال 25، الذين نراهم يملكون سيارات فارهة ولديهم دخل بالملايين من الشواقل، وكل من يراه من الشباب يقول لنفسه لماذا لا اعمل مثل هذا الشاب واصبح مثله، أي ان يحصل على المال بطريقة سهلة، وهذا الامر للأسف الشديد لا يعاقب عليه القانون، وهذا لا يردع الشباب من القيام بهذه الأمور وانجرارهم الى عالم الاجرام والعمل في تجارة المخدرات والأسلحة والخاوة".