للتحرك والتفاوض من أجل السلام.
في ذروة الحدث، وقفت نساء الحركتين دقيقة صمت على " أرواح ضحايا الصراع من الجانبين " ، كما وأقيمت حلقات حوار ومسيرة راجلة ترفع علمَي الحركتين .
مؤخراً، عقدت الحركتان "نساء الشمس" الفلسطينية و"نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية، سلسلة من اللقاءات تخللتها صياغة برنامج ركيزي مشترك فيه حساسية عالية لتنوُّع المجتمعات لدى الطرفين، يحترم إحتياجات كل واحدة منهما وكذلك التحديات والقدرات الموجودة لدى كل منهما. علماً أن الحركتين لا تنتميان لأحزاب معيّنة وتعملان من أجل تجنيد الدعم من مختلف الجماهير على تنوّعها، بغية تحقيق الدعم المدني الواسع. إنّها المرة الأولى التي يجري فيها تحالف بين حركتين نسائيتين (غير حزبيتين)، إسرائيلية وفلسطينية، للعمل مشتركاً على إنهاء الصراع.
"نساء الشمس" حركة تأسست في تموز يوليو 2021 على يد مجموعة شجاعة من نساء فلسطينيات. منذ تأسيسها، إنضم للحركة الفلسطينية نحو 1،200 إمرأة. هؤلاء النساء هنّ من مختلف المدن الفلسطينية: نابلس، بيت لحم، الخليل، القدس الشرقية وغزة. وقد حظيت المبادرة بالإعتراف الرسمي من قبل جميع الجهات الرسمية الفلسطينية.
" الأغلبية الكبيرة من شعبينا تشاركنا تطلّعنا المتبادل "
في وثيقة المعاهدة، تطرح الحركتان ما يلي: "نحن نؤمن بأن الأغلبية الكبيرة من شعبينا تشاركنا تطلّعنا المتبادل. لذا، نطلب من قادتنا الإصغاء لندائنا والشروع عاجلاً بمفاوضات تلتزم وتصر على تحقيق حل سياسي للصراع طويل الأمد والموجع، وذلك في إطار زمني محدود. نناشد بنات وأبناء شعبينا (الإسرائيلي والفلسطيني) ونناشد شعوب المنطقة، بالإنضمام إلى ندائنا وتجسيد هذا الدعم من خلال إنهاء الصراع. إننا نناشد قادتنا بإبداء الشجاعة والرؤيا المتطلعة صوب إحلال التغيير التاريخي الذي نتطلع إليه جميعنا. نشبك أيدينا بالإصرار والشراكة عازمات على إعادة الأمل إلى شعبينا".
في نية الحركتين حتى نهاية 2023 عقد سلسلة من النشاطات المشتركة الهادفة إلى تجنيد الدعم الواسع من كلا الشعبين لهذا التحرك وكذلك من الجهات الدولية المؤثِّرة، إضافة لإبراز وتجسيد القوة المشتركة للحركتين، قوة النساء والأمهات والأخوات والمواطنات الإسرائيليات والفلسطينيات العاملات على تغيير الواقع.
ريم حجاجرة، إحدى قائدات نساء الشمس، قالت : "من بين كل الضغوط ومن كل الأطراف، تصرخ الأمهات الفلسطينيات والإسرائيليات وبصوت عالٍ أنه يكفينا ألم ومعاناة. نحن نريد السلام والأمن والحرية لأولادنا. نريد لهم حياة كريمة تنصفهم وتسعدهم. سنقف معاً كي نقول لصناع القرار هيّا تحركوا لجلب السلام إلى هذه الأرض ومَن عليها " .
"نساء إسرائليات وفلسطينيات يقلن كفى!" تقول ياعيل أدمي من مؤسسات وقائدات حركة نساء يصنعن السلام، وتناشدن قادة الجانبين بتجديد مفاوضات السلام.
وأضافت :" تواصل "نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية و"نساء الشمس" الفلسطينية، بدفع شراكتهما التاريخية قدماً، إلى أن يتحرك قادة الشعبين من أجل حل الصراع وتحقيق اتفاق سياسي يضمن للشعبين مستقبل السلام والأمن والحرية. فمنذ تأسيس هذه الشراكة، ينضم إلينا المزيد والمزيد من النساء الشابات والكبار في السن بعد أن قررن التوقف عن الصمت، والسعي لخلق طريق مختلفة. لقد آن الأوان لأن تقوم قيادة مبادِرة وشجاعة بخلق واقع الأمل والمستقبل المختلف لأولادنا" .
خلفية تاريخية
نساء يصنعن السلام هي الحركة الميدانية الأكبر في إسرائيل، وتضم نحو 50 ألف منتسبة مسجلة. حصلت الحركة على مكانة تنظيم إستشاري للأمم المتحدة، وهي تعمل من أجل دفع الحلول السياسية قدماً مع الفلسطينيين. في هذه الأيام، تعمل "نساء يصنعن السلام" في الكنيست على تمرير مشروع القانون "البدائل السياسية أولاً"، الذي يسعى إلى إلزام صنّاع القرار بفحص الخيارات السياسية لحلّ الصراعات على المستويين الإعتيادي والطارئ، وتوجيه موارد الوقت والإصغاء والقوى البشرية صوب البحث عن البدائل والحلول السياسية. بعد النجاح في تجنيد ما يزيد عن مليون شيكل من الجمهور الإسرائيلي، ستعمل الحركة خلال السنة القريبة، على مشاريع مثل قمة السلام الإقليمية وإقامة مواقع تراث للتعايش والسلام.
تصوير: حنة شالوم