للتقاعد قبل عامين، وبالرغم من ان الظّروف الصّحيّة وتفشي جائحة كورونا في البلاد حالت دون إقامة احتفال جماهيريّ بهذه المناسبة، إلا انهم لم ينسوا فضلها وعطاءها لابنائها وطلابها، فقرر كل من ادارة المدرسة والمجلس المحليّ ولجنة أولياء أمور الطّلّاب في البلدة اقامة حفل تكريم لها بعد خروجها للتقاعد بعامين، وذلك تقديرا لجهودها وحملها لرسالة العلم واخلاصها في عملها...
وقد اقيم حفل التكريم مؤخرا، في قاعة ليالي بعلبك في البلدة، وذلك بحضور لافت للنّظر.
عدسة قناة هلا رصدت الاجواء المؤثرة في حفل التكريم وعادت إلينا بالتقرير التالي.
" من المهم جدا ان يتم تكريم كل شخص خدم في مجال التربية والتعليم"
وقال المربي هلال صفية مدير مدرسة البيادر الابتدائية أ، خلال حديثه مع مراسلة موقع بانيت وقناة هلا: "من المهم جدا ان يتم تكريم كل شخص خدم في مجال التربية والتعليم، وان نظهر له كل التقدير والاحترام على الملأ بعد فترة طويلة من الزمن. المديرة سهيلة خطيب هي اخت وزميلة وسرنا معاً دربا طويلة، فقد كنت نائبا لها لسنوات كثيرة، واستطعنا سويا تحصيل العديد من الإنجازات لمدرستنا ابرزها حصولنا على جائزة التربية والتعليم على صعيد لوائي وقطري".
وتابع قائلا: "اعتقد ان هنالك اختلاف كبير بين دور المعلم اليوم ودوره في السنوات السابقة، فاليوم يتطلب من المعلم ان يكون على معرفة واسعة في العديد من الأمور أهمها التكنولوجيا والحوسبة، فالمعلم الذي لا يتعلم لا يستحق ان يعلم، كما ويجب عليه القيام بالعديد من الاستكمالات حتى يستمر في مجال التربية والتعليم. اما بالنسبة لأبرز التحديات التي يواجهها المعلم العربي مع الطلاب هو ان بعض المعلومات التي يتلقاها الطالب من المعلم، أصبحت متاحة للطلاب بطرق أخرى، أي يستطيع كل طالب ان يبحث من خلال الانترنت على أي معلومة يرغب بتلقيها. وقد اصبح الاعتماد الأساسي ليس على إعطاء المعلومات للطالب بل مدّه بمهارات وأدوات تساعده في المستقبل. ورسالتي للمربية سهيلة التي اكن لها كل الاحترام والتقدير اننا نقدر كل ما قدمته للمدرسة التي يعمل طاقمها كخلية النحل لرفع مستواها ".
" تكريمي بهذا الشكل امر يدفئ القلب"
بدورها، قالت المربية سهيلة خطيب لقناة هلا بتأثر واضح: "انا منفعلة جدا، فتكريمي بهذا الشكل امر يدفئ القلب، ورؤية التقدير الكبير لسيرورة عملي خلال كل هذه السنوات امر يشجعني انا شخصيا ويشجع باقي المعلمين على تقديم افضل ما لديهم. لدي العديد من الذكريات والمواقف الجميلة مع طلابي واشتاق بشدة اليهم خاصة في أوقات الصباح حينما كنت اراهم يدخلون من بوابة المدرسة والابتسامة ترتسم على ملامحهم. علاقتي معهم كانت جدا وطيدة وكان هدفي الأساسي كمديرة ان اجعلهم سعداء. ان تكريم المعلمين يزيد من حماسهم وحبهم للمهنة والعطاء، صحيح ان المعلم لا يعمل ليتم تكريمه ولكن هذه القيمة المضافة لعمله تمنحه شعورا جميلا وتشعل الحماس بداخله لتقديم المزيد. واعتقد انه مهما كان هنالك تطور وتقدم تكنولوجي لا يوجد بديل عن الجانب الإنساني واللقاء بين الطالب والمعلم ".
" هذا التكريم ليس تكريما لمديرة مدرسة بل لرفيقة وزميلة وانسانة محبة ومعطاءة"
من جانبها، قالت المربية بثينة ريان: "بالنسبة لنا تكريم المربي واجب علينا كمجتمع، وامر يشعرني بالفخر والقوة والاحساس انني اعطي لمجتمع يقدر عطائي ومجهودي. هذا التكريم ليس تكريما لمديرة مدرسة بل لرفيقة وزميلة وانسانة محبة ومعطاءة، عملت معها على مدار 20 عاماً، ولم اشعر معها ولو ليوم واحد بالاستياء فقد تلقيت منها كل الدعم والبسمة والوجه البشوش. لم تكن تشعرنا اننا مقصرين بتاتا بل تعطينا ملاحظات بناءة لتحسين ادائنا كمعلمين، وهي فعلا مثال يحتذى به لنا جميعا".
" المربية سهيلة تستحق اكبر من هذا التكريم "
من ناحيتها، قالت المربية نسرين دلة لقناة هلا : " "نحن نتحدث عن المعلم المسؤول عن تنمية وإعطاء اولادنا كل الأمور المهمة في الحياة، وهذا التكريم هو اقل ما يمكن ان نقوم به لهؤلاء المعلمين، بالذات للمعلمة سهيلة التي تستحق اكبر من هذا التكريم، فهي ليست فقط مديرة بل هي ام واخت ومربية وحاضنة ".
وردا على سؤال اخر ، قالت دلة : " اليوم يواجه المعلم الكثير من الصعوبات بسبب التطور التكنولوجي، فالطالب على غير استعداد لفتح وقراءة قصة او كتاب انما يلجأ الى استعمال الهاتف والحاسوب وغيرها من الأمور التكنولوجية. كما ان مكانة المعلم لم تعد كما كانت قديماً، فقد تم نزع العديد من الصلاحيات منه ".
" هذا يوم فرح ووحدة "
بدوره، قال المحامي شادي شويري رئيس المجلس المحلي كفر ياسيف لقناة هلا وموقع بانيت : "هذا يوم فرح ووحدة، ويوم نكرم فيه من تستحق التكريم بكل جدارة مديرتنا الفاضلة سهيلة خطيب. وانا أرى في هذا التكريم حق للمديرة التي خاضت سنوات من التعليم والتربية، وهذا واجب علينا تجاهها واتجاه كل من ترك هذه البصمات الخيرية في كفر ياسيف، خاصة في جهاز التربية والتعليم. نريد في مجتمعنا ان تكون هنالك ثقافة التكريم أي ان نكرم من يستحق ونقول له شكرا. هنالك مشكلة واضحة يواجهها المعلم، فبالرغم من الشح في الموارد المادية سابقا الا ان للمعلم كانت مكانة واحترام، ولكن اليوم لا يوجد نفس هذا الاحترام".
لمشاهدة التقرير الكامل عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .