صورة للتوضيح فقط - تصوير: Staras - istock

نوبات داء النقرس تعالج عن طريق الأدوية والأنظمة الغذائية التي تساعد على تخفيض مستوى حمض اليوريك في الجسم، الذي يترسب بشكل أساسي في المفاصل، وخلال هذا المقال سوف نستعرض معًا بشكل مفصل المعلومات التي تخص داء النقرس وكيفية علاجه.

ما هو مرض النقرس؟
ينتمي مرض النقرس إلى ما يطلق عليه التهاب المفاصل Arthritis، ويحدث ذلك عند تراكم كريستالات حمض اليوريك في المفاصل، ما يؤدي إلى التهاب المفصل وبدء أعراض النقرس الحاد.
حمض اليوريك هو مادة ناتجة عن أيض مادة البيورين purine وهو مركب عضوي موجود بشكل أساسي في الأغذية الغنية بالبروتين، وعند هدمه في الجسم يقوم الجسم بإخراجه عن طريق الكلى، لذا فإن زيادته عن مستويات معينة في الدم تؤدي لتراكمه وظهور أعراض النقرس في الجسم مثل الاحمرار والانتفاخ المؤلم للمفاصل وخاصة إبهام القدم.

أعراض النقرس
يظهر النقرس على شكل نوبات حادة قد تستغرق تلك النوبات أيامًا أو أسابيع وتشمل أعراض النقرس التالي:

نوبات حادة من الألم في مفصل واحد عادة ما يكون مفصل الإصبع الأكبر في القدم، ولكن قد تصيب المفاصل الأخرى من الرجل أو اليدين.
تورم في المفصل نتيجة الالتهاب.
احمرار المفصل وسخونته.
محدودية حركة المفصل.
عادة ما تختفي تلك الأعراض في فترة تتراوح من أيام إلى أسابيع، وقد يشعر المريض بعدم الراحة في المفصل المصاب بعد انتهاء النوبة، وعادة ما تخلو الفترات بين النوبات من أي أعراض.
وقد يؤدي هذا الالتهاب للشعور بعدم الراحة في المفصل المصاب بعد انتهاء النوبة لأيام.

أعراض النقرس في القدم
مفاصل القدم وخاصة مفصل إبهام القدم هي المفاصل الأكثر شيوعًا عند الإصابة بداء النقرس. آلام شديدة في مفصل الإبهام والكعب واحمرار، وكذلك قد تظهر نتوءات نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك حول المفصل.
تلك الأيام قد تستمر لأيام وربما لأسابيع وربما يصحبها صعوبة الحركة وعدم القدرة على أداء المهام.

أعراض النقرس الكاذب Pseudogout:
هنا يعاني المريض أعراض النقرس العادية وهي تورم المفاصل واحمرارها وآلام شديدة فيها، ولا يكون هناك ارتفاع في مستوى حمض اليوريك في الدم.

لذا فإن العلاج فقط يختلف إذ إن العلاجات التي تستخدم لتقليل نسبة حمض اليوريك لن تجدي نفعًا، ولكن مضادات الالتهاب التي تستخدم في علاج النقرس أيضًا لها دور فعال في علاج نوبات الألم.

تنتج أعراض النقرس الكاذب من تراكم كريستالات ملح الكالسيوم فوسفور في الغضاريف المبطنة للمفاصل.

ويجري التعرف عليها عن طريق تحليل السائل المبطن داخل المفصل وحول الغضاريف ولا يمكن معرفتها عن طريق تحاليل الدم العادية.

أسباب النقرس
كما ذكرنا من قبل داء النقرس هو ناتج عن تراكم حمض اليوريك في المفاصل، ويحدث هذا التراكم نتيجة زيادة حمض اليوريك في الدم فيما يسمى Hyperuricemia.

حمض اليوريك هو ناتج أيض مركب البيورين العضوي والموجود بشكل أساسي في الأغذية الغنية بالبروتين، وارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم ينتج إما عن طريق زيادة كمية البيورين ومن ثم زيادة حمض اليوريك الناتج من هدمه، أو نتيجة لنقص إخراجه عن طريق الكلى.

أسباب النقرس للرجال
يُعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بداء النقرس بنسبة قد تتعدى الأربع أضعاف مقارنة بالنساء قبل مرحلة الطمث، والسبب في ذلك أن هرمون الإستروجين لدى النساء مسؤول عن المحافظة على مستويات منخفضة من حمض اليوريك في الدم نتيجة لأنه يحسن من إخراجه عن طريق الكلى، كما يجب الإشارة إلى أن الأنظمة الغذائية التي يتبعها الرجال لتحسين البنية والمكملات الغذائية الغنية بالبروتين هي من أهم أسباب النقرس عند الرجال.

السمنة
السمنة هي آفة العصر، فلا تجد مرضًا مزمنًا يؤرق الكثيرين إلا وتجد السمنة أحد أسبابه، وهنا أثبتت الدراسات أن الوزن الزائد قد يؤدي إلى الإصابة بالنقرس نتيجة لتراكم كميات كبيرة من اليوريك أسيد بشكل يعيق الكلى عن التخلص منه بشكل طبيعي.

كما يجب الإشارة أيضًا إلى أن السمنة عامل أساسي في الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المسببة للإصابة بالنقرس.

مرض السكر
الإصابة بالنقرس في حالة مرضى السكر أمر شائع الحدوث، ترجح الدراسات أن السبب في ذلك خلل جيني  ووراثي، ويرجح البعض الآخر أن عامل الوراثة يعود إلى العادات الغذائية غير الصحية التي أدت للإصابة بالمرض.

ولكن ينبغي الإشارة أيضًا إلى أن من مضاعفات مرض السكري مشكلات الكلى التي سوف تؤدي بشكل مؤكد إلى ضعف إخراج حمض اليوريك من الجسم.

أمراض الكلى
قد ذكرنا فيما سبق أن الكلى مسؤولة عن إخراج اليوريك أسيد من الجسم لذا فإن أمراض الكلى سوف تؤدي إلى داء النقرس بالضرورة ما سوف يؤدي إلى أعراض النقرس والأملاح الأخرى التي سوف تتراكم في الجسم وستكون مسؤولة عن ظهور أمراض أخرى وليس النقرس فقط.

أمراض القلب
أوجدت الدراسات أن مادة الإنترلوكين التي يجري إطلاقها بشكل كبير في حالة أمراض القلب عامل مشترك في حالة النقرس، لذا فإن الدراسات ترجح ارتباط داء النقرس بفشل القلب، كما أن مدرات البول التي تستخدم لعلاج أمراض القلب والضغط من العوامل الرئيسة التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس.

علاج النقرس
يشمل علاج النقرس خطوتين، الأولى هي علاجات نوبات النقرس الحادة، والأخرى هي منع تراكم اليوريك أسيد مرة أخرى ومن ثم توقف المضاعفات:

علاج نوبات النقرس الحادة:
وهنا يشمل العلاج مضادات الالتهاب المختلفة وتمنع الهجمات المستقبلية:
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية آخى Non-Steroidal Anti Inflammatory Drugs :
تشمل مجموعة من مضادات الالتهاب مثل الايبوبروفين وهو موجود في دواء (Advil)، ونابروكسين وموجود في (Aleve)، ومضادات التهاب أقوى مثل إندوميثاسين (indocin)، وسيلوكسيب (Celebrex).

ينبغي الإشارة إلى أن مضادات الالتهاب من تلك الفئة قد تؤدي إلى التهاب وقرحة المعدة، لذا ينبغي تناول أدوية تحافظ على المعدة من الالتهاب معها.

الكولشيسين Colchicine:
من مضادات الالتهاب القوية جدًا في حالة النقرس ولكن ينبغي الانتباه إلى أن الأعراض الجانبية للعقار قد تكون قوية مثل الغثيان والقيء والإسهال.

الكورتيكوستيرويد Corticosteroids:
مثل البريدنيزون Prednisone قد تستخدم في الحالات الشديدة وأيضا يمكن حقنها في المفصل المتضرر مباشرة ويعد أسرع علاج للنقرس.

علاج النقرس نهائيًّا:
وهنا نسعى لعدم حدوث Hyperuricemia أي ارتفاع نسبة اليوريك أسيد في الدم وذلك عن طريق من اثنين:

الأول؛ منع تكون اليوريك أسيد من الأساس وهذه الفئة تشمل أدوية مثل (Aloprim) والمادة الفعالة له هي Allopurinol، والأدوية من هذه الفئة قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وطفح جلدي ينبغي متابعة وظائف الكلى والكبد معها.

 والمادة الأخرى هي فيبوكسوستات ومن الأدوية التي تنتمي إليها Uloric وتشمل الأعراض الجانبية الخاصة بها غثيان، وطفح جلدي.

الميكانيزم الثاني يعمل على تحسين التخلص من حمض اليوريك من الجسم، و تشمل مادة البروبنسيد والموجودة في الأسواق في دواء  (probalan)  وهنا يزيد من قدرة الكلى على إخراج حمض اليوريك من الجسم.

أفضل علاج للنقرس مجرب
هنا سوف نقوم بذكر بعض الأغذية التي تساعد على الحد من الهجمات وتعين على التعافي:

فيتامين ج:
أثبتت الدراسات أن تناول كميات كافية من فيتامين ج يساعد على تقليل حمض اليوريك في الدم.

القهوة:
أثبتت الدراسات الحديثة أن القهوة قد تساعد على تقليل حمض اليوريك في الدم، ولكن ينبغي الانتباه لكمية الكافيين حتى لا تؤدي إلى أمراض أخرى.

فاكهة الكرز:
وجد أن تناول كمية مناسبة منها يوميًا يساعد على خفض مستويات اليوريك أسيد في الدم.

الماء:
تناول كميات كافية من الماء بشكل يومي سوف يساعد الكلى في أداء وظيفتها في إخراج اليوريك أسيد من الجسم ومن ثم سوف يعين على التعافي ويقلل من حدة الهجمات.

ممنوعات مريض النقرس
اللحوم الحمراء والكبدة لاحتوائها على كمية كبيرة من مركب البيورين.
بعض أنواع الأسماك مثل السردين والجمبري والأخطبوط
العصائر الغنية بسكر الفاكهة، الفركتوز، كالمشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية.
الكحوليات لأنها تقلل من قدرة الجسم على إخراج اليوريك أسيد من الجسم.
حبوب الخميرة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من البيورين.
الأطعمة المفيدة لمرضى النقرس
التغذية الصحية باعتدال تساعد على عمل أجهزة الجسم بشكل صحيح بما فيها الكلى، لذا فإن الطعام الصحي عمومًا قد يساعد مرضى النقرس على التخلص منه أو تحسين نوبات الألم المصاحبة له، وهنا سوف نذكر بعض أنواع الطعام التي يفضل أن يتم ضمها إلى قائمة غذائك بشكل معتدل:

الخضراوات بشتى أنواعها وعلى الرغم من وجود كمية كبيرة من البيورين في الخضراوات الورقية كالسبانخ لكن تناولها لا يؤثر سلبًا على مريض النقرس.
الفواكه وخاصة تلك التي تحتوي على فيتامين ج، وجد أن لها دورًا مهمًا في منع نوبات  داء النقرس الحادة.
الأسماك مثل سمك السلمون.
البيض باعتدال.
المكسرات والحبوب الكاملة.

ختامًا
داء النقرس هو مرض ينتج من تراكم حمض اليوريك في المفاصل ما يؤدي إلى التهابها وتضررها، فتظهر بعد ذلك أعراض النقرس الحادة في شكل نوبات من الآلام الشديدة والتي قد ينتج عنها أيضًا عدم القدرة على تحريك المفصل، وقد تستغرق تلك النوبات أسابيع عدة.

الحرص على تغذية سليمة خالية من المشروبات الغازية والكحولية والكربوهيدرات العالية، والحرص على تناول كمية كافية من الخضروات والفاكهة والسوائل من أهم عوامل المساعدة للحد من حدة النوبات وربما القضاء عليها بشكل كامل.