logo

‘ آه يا روح إمك ‘ | الام من كفر كنا تستذكر ابنها العريس الذي راح برمشة عين:‘ كنا نجهز كل شي للعرس‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
02-06-2022 13:06:36 اخر تحديث: 18-10-2022 08:18:39

بعد حوالي 3 شهور ، كان من المنتظر ان يحتفل المرحوم مؤنس امارة من كفر كنا بزفافه.. فكان على موعد قريب مع فرحة العمر .. قرع الطبول والزغاريد .. والمعازيم ..

وقصور الاحلام التي بناها مع عروسه التي تركها وحيدة تستذكره في كل زاوية وركن من اركان البيت الذي كان سيجمعهما تحت سقف واحد ..
المرحوم مؤنس امارة ، قضى في حادث طرق قاتل في جنوب البلاد، تاركا وراءه اما وأبا يعتصر قلبيهما حرقة وألما وحسرة على رحيله في عز شبابه ..
في حديث محزن لقناة هلا وموقع بانيت يوجهان كلمة للشباب ، ويقولان اهم : " سوقوا ع مهلكم ، لا تفجعنا اهلكم ". . 

" ما كان بيطلع من الدار غير تيبوسني "
شادية امارة، والدة المرحوم مؤنس من كفر كنا، بدأت حديثها لموقع بانيت وقناة هلا متأُثرة، حيث قالت والحسرة تعتصر قلبها : "كان مؤنس كل شيء حلو في حياتي، هو ابني الثاني، لدي اخوه فارس واخته كنار الصغيرة. كان مؤنس زلمة .. وحنون، ما بيطلع من الدار غير تيبوسني. حتى ان أصحابه بعد الشغل يضطرون لانتظاره، وهو يقول لهم لن اخرج حتى اقبّل امي، أحيانا كانوا ينتظرون عشر دقائق او ربع ساعة. مؤنس منذ ولادته حتى اليوم لم يتعبني، حتى ان باقي اولادي كذلك، جميعهم تعلموا وعملوا وانا راضية كل الرضى عنهم. كنت أرى الكثير من الاخبار المتعلقة بالموت والسرعة وحوادث الطرق، ولكن لم اكن أتوقع ان يحصل معي هذا الامر. حينما كان يقع أي حادث كنت أقول كان الله في عون امه، وأجهش بالبكاء بعدها، وكنت أتساءل كيف لها ان تصبر على مثل هذا المصاب الجلل، فقلبها يتلوع على فقدان ابنها ".
 
" ما بدنا اشي يما بس بدنا اياك ترجع عالدار "
وعن تفاصيل الحادث قالت الأم شادية امارة لقناة هلا بحزن وأسى : " قبل وقوع الحادث بنصف ساعة، اتصل بي مؤنس وقال لي "اه يا حبيبتي اه امي، كان يحكيلي بس امي وما كان يحكيلي يما"، اجبته وقلت له " اه يا روح امك"، وباشر بسؤالي اذا كنت ارغب بأن يجلب لي معه أي شيء، اجبته انني لا اريد شيئاً، واخبرته ان عرسه قد بات قريبا وان يكف عن شراء الملابس، وحين يحل موعد زفافة سنقوم بشراء ملابس ونجهز انفسنا. بعدها، قام بسؤالي ما اذا كان والده يرغب بأن يجلب له شيئاً، فأجبته بلا، ثم قام بالاتصال على أخيه فارس وسأله ما العطر الذي يرغب بأن يجلبه له، كما واتصل على اخته وكذلك خطيبته ليسألهم نفس السؤال، وجميعنا اجبناه اننا لا نريد أي شيء فقط نريده ان يأتي الى المنزل. بعدها بنصف ساعة اتصلت علي ام الشاب الذي كان برفقة  ابني، وسألتني ما اذا كنت قد تحدثت مع مؤنس اجبتها بنعم قبل نصف ساعة، فقالت لي أنها تقصد اذا كنت قد تحدثت معه الان، اجبتها بلا وسألتها عن السبب، فقالت لي انها تشعر ان امرا ما قد حصل ووصلهم ان هنالك مشكله في السيارة. فبدأنا على الفور بالاتصال عليه ولكنه لم يجب على الهاتف ، من ثم اتصلت على جميع أصدقائه لعلهم يطمئنوني ولكن لم يكن لدى أي احد خبر. بعدها شعرت باحساس في قلبي ان امرا ما قد حصل لمؤنس، ولكن لم أتوقع ان يكون قد تعرض لحادث طرق. وحينما وصلني الخبر كانت خطيبته بجانبي لأننا كنا نجهز له مفاجأة كونه يحب المفاجآت ولكنه فاجأنا  جميعا .. ".

"اخر مرة شفتو اجا حضني وحكالي حبيبي يابا"
سامي احمد امارة والد المرحوم مؤنس، تحدث لقناة هلا .. فيما حاول جاهدا ان  يحبس  دموعه دون جدوى . .  الدموع انهمرت على وجهه بحرقة وهي يستذكر ابنه العريس : "لدي ولدان احدهم ذراعي والآخر قلبي، كنا نرغب بأن نقيم له احلى عرس في الجليل وفي كل العالم بطلب من ابني فارس. في حياتي كلها لم ارفض لهم طلبا، وعملت بكد وجهد من اجل ان اوفر لهم حياة جميلة ومريحة. وكنت قد وعدت عروسته ان أقوم ببناء اجمل قصر في كل الدنيا هنا.
اخر مرة رأيته حينما أراد السفر وكنت قد ارسلته لشراء بعض الأمور لبيته، مع العلم انه في حياته كلها لم يقل لي لا او يرفض طلبي، وكان يقول "ان شاء الله مدبرة". كان مؤنس يحب الخروج مع أصحابه، ولكن لم يكن يأتي الي ليودعني، ولكن في اخر مرة كان يهم للخروج مع أصحابه جاء الي، وقال لي لا تتعب نفسك وقم بتأجيل العمل الى يوم غد، ومن ثم قام باحتضاني وهو يقول "حبيبي يابا"، ومن ثم ذهب. لم اكن اعلم ان ابني انسانا محبوبا من قبل الجميع ولديه شعبية كبيرة، ففي كل عرس او بيت عزاء  دائما ما يقولون لي "هنيالك على هاي الترباية".
وأضاف مخاطبا الشباب : " انا اترجاكم واتوسل اليكم أيها الشباب بأن لا تسرعوا على الطريق وارجعوا لاهاليكم سالمين ومعافين".

" كنا روح واحدة"
اما اخاه فارس امارة، فقال: "كنا روح واحدة، وكان من المفترض ان نفرح بعرسة في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر المقبل . كونوا مثل مؤنس، الذي كان يقوم باعمال خير دون علمنا. واقول لجميع الشباب حسوا باهاليكم، وفكروا مليا بما سيكون مصيرهم في حال تعرضتم لأي اذى. ادعو الله ان يلهمنا الصبر، ولكن يبقى الفراق ليس سهلاً".

" مؤنس كان شابا محبوبا في كل كفر كنا"
من ناحيته، قال سمارة حمدان امارة، قريب وصديق المرحوم مؤنس: "مؤنس كان شابا  محبوبا في كل كفر كنا، حتى ان اهله قد تفاجأوا من انه كان محبوبا لدرجة كبيرة بين أهالي البلد، وذلك بسبب علاقاته الطيبة مع الجميع، وموته كان صدمة لنا جميعا داخل كفر كنا وخارجها. مؤنس كان يعمل في احد المخابز ويحضر لعرسه، وقي المقابل كان يقوم بفعل أمور خيرية لمساعدة غيره. انا املك جمعية خيرية، وقد قام مؤنس مؤخرا بالتواصل معي بشكل سري طالبا ان يتبرع  بطرود لعشر عائلات. هذا الامر غير مفهوم ضمنا فنادرا ما نجد شبابا يعنيهم ان يتبرعوا باموالهم لمساعدة الناس، فمعظمهم
 اذا ملكوا المال يفكرون باقتناء سيارة جديدة او هاتف جديد. سعدت جدا بانه قام بهذه الخطة وشكرته، وحتى ان هنالك فاعل خير بعدما علم بما كان مؤنس يقوم به قام بالتبرع عن روح مؤنس".

اضغطوا على الفيديو اعلاه لمشاهدة اقوال العائلة لقناة هلا وموقع بانيت .