المحامي شادي الصح
حتى أن الإعلامي بسام جابر قد قام بتحضير سجل أسئلة ولكن لم يفتح هذا السجل وغاص عميقاً في قضايا شائكة تؤرق وتقض مضجع كل عربي في هذه البلاد، فكتب هذا المقال بشكل بحث يعتمد على معطيات.
البعد عن الدين وحصاد مبارزة الله في المعصية
انه حصاد مبارزة الله في المعصية في ثلث الليل الأخير، انه حصاد ظلم أهل الزوج لما الحقوه بجيرانهم ليسمعونهم أغان هابطة انه حصاد ليلة يقولون "ليلة وتمضي" نعم انها ليلة ولكن ضريبتها ستدفع عاجلا أم آجلا ….
فهل نعجب ان سمعنا بأن هناك زواج لم يدم الا أشهرا قليلة وهل نستغرب ان سمعنا بأن هناك أزواجا تتسلط عليهم الشياطين والوسواس فكم من عروس طلقت بعد أيام من الزواج وكم من زوجة تعاني الاضطراب من الزواج بأن مسها السحر وكم من زوجة نادمة وزوج نادم على الزواج انه يا سادة حصاد تلك الليلة البيضاء التي قلبوها الى حمراء…!
أهكذا يكون عرس مؤمن يخشى نقمة ربه ؟ أهكذا تكون أول خطوة على طريق بناء أسرة مسلمة؟وتسألون لماذا تعج المحاكم الشرعية في بلادنا والبلاد العربية بحالات الطلاق التي تشكل مرضا أساسيا أصاب المقتل مقتل الأمتين العربية والاسلامية.
قضية المرأة مع ربها:
عندما تكون قضية المرأة مع ربها اهم القضايا عندها تنتصر المرأة...عندها لن نسمع عن الطلاق الذي يعتبر الوباء الذي فتك بالأمتين العربية والاسلامية!!
عندما تضيع المرأة العربية بين الشرق والغرب
فتكون عندها قضية المرأة المسلمة حقل تجارب وخلاف بين أقلام غربية تريد تعميم نموذج المرأة الغربية المتحررة دون اعتبار لخصوصيتها أو هويتها أو دينها،لأن المرأة المسلمة تتزين بلباس الايمان خفية ثم تخلعه عندما تخرج لتستقبل الحضارة لتتنصل من ايمانها الخفي!! هذا ما جعل المرأة المسلمة في عيون الغرب غريبة!!
ونحن نعيش في بحر تتلاطم أمواجه وتعصف بنا أزمة أخلاق، نجد أنفسنا تائهين ضائعين وسط هذا البحر، هذا لأننا نعتقد بأننا مؤمنون وفي الحقيقة لسنا كذلك، نتشدق ونتبجح بأخلاقنا ولكن وللأسف ابتعدنا عن منظومة الأخلاق وسقطت هذه المنظومة بعد ان عصف بنا هذا البحر الذي غرقنا وسطه!!
ويبدأ الصراع:
من يؤجج هذا الصراع بين الزوجين!
وهل قسم المساعدة القضائية سبب في انتشار الطلاق!؟
والشؤون الاجتماعية هل لهم ايضا دور في اشعال فتيل النزاع!؟
هل حقا من يعمل في الشؤون الاجتماعية يملكون الاختصاصات اللازمة للتعامل مع مثل تلك حالات؟؟؟؟ام يجب توظيف مختصون ومروا بدورات تؤهلهم للتعامل مع مثل هذه الحالات؟؟؟؟؟
والشرطة هل وظيفتها البحث عن الجناة ام منع الجرائم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والمحاكم الشرعية ما دورها ؟؟؟؟؟؟
والجمعيات النسوية!! ماذا عملت ؟ سوى مظاهرات خجولة ورفع شعارات.
تلك تساؤلات لا بد من تسليط الضوء عليها.
أزمة قيم وأزمة أخلاق:
علاقات قبل الزواج معظمها نهايتها طلاق
حروب الجيل الرابع والاختراق الثقافي
هناك اختراقا ثقافيا أدى إلي التفكك الأسري، فلقد عاني الغرب في الفترات الماضية من هذا التفكك الأسري ولكنه الآن تدارك الأمر وبدأ في تصحيح أخطائه، ولكن تصدير وانتشار المفاهيم المطلقة والاستقلالية ما هي إلا جزء من "حروب الجيل الرابع" وهذه هي أخطر أنواع الحروب التي نواجهها لأنها مهددة للسلم الاجتماعي
فهناك صفحات متخصصة ومنصات موجودة بالفعل على ساحة الإعلام والميديا هدفها تفكيك المجتمع وتنفيذ أجندة سياسية، في غياب تام وخمول للمؤسسات المعنية بذلك لعدم وجود خطط فعلية للمواجهة على المدى البعيد والوعي بكيفية مواجهة حروب الجيل الرابع، لذلك أناشد بضرورة تكاتف كافة أجهزة الدولة لمواجهة تلك الظاهرة.
المشكلة من البيت:
كل قضية تبدأ من البيت،بيت الزوجية هذا البيت الدافيء الذي كان يمتلئ سعادة صار بين ليلة وضحاها مسكنا لا يطاق العيش به،تترك الزوجة البيت ربما لسبب بسيط قاصدة بيت أهلها لتلتقي بوالدتها وهنا سنبدأ بقصة جديدة لتأخذ العاطفة الشرقية حيزاً ومكانة في الحديث بينهما، الخطوة الأولى التي تقوم بها الأم الاتصال بمحامٍ، تلك خطوة خاطئة،وحتى لو لم تملك الأموال تستطيع التوجه لمكتب المساعدة القضائية الذي يوفر لها محام بالمجان!!دون مقابل!!! يقع الاختيار على محام، تلتقي به الزوجة ليقوم هذا المحامي الذي يتلقى أجره من وزارة القضاء بتقديم دعاوٍ عدة رزمة واحدة، لكي يحصل على أكبر قدر من الأجر!! ناسيا متناسيا عن قصد ما يمكن ان يؤدي هذا الأمر، لا يحاول الإصلاح ولا يجري أي اتصال ولا يقوم بأية محاولة لرأب الصدع، همه تقديم الدعاوى والطلبات المستعجلة،دعوى نفقة ونفقة مستعجلة وحضانة وحضانة مستعجلة ودعوى مسكن ودعوى مصاريف مسكن وطلبات مستعجلة فهذا كافٍ وكفيل باشعال الفتيل وفي غالب الأحيان هو من يقوم بتأجيج الوضع الذي كان بالإمكان حله وإيصال الزوجين إلى بر الأمان، هذا الزوج الدي تسلم الرزمة من الدعاوى لا شك بأنه سينهي كل أمل إن كان بالإصلاح والطريق الى المحكمة سهل ويسير.
ماذا يحدث في قلب المحكمة الشرعية ؟
تعج المحاكم الشرعية بمحامين غير أكفاء للترافع في هذه القضايا وهي القضايا الوحيدة التي ليس بها رابح وخاسر، بل هناك خاسرين ودائما هكذا، لماذا قبل تقديم رزمة الدعاوى لا تكون مبادرات للإصلاح ،تمتلئ المحاكم الشرعية بمن هو ليس أهل للترافع في مثل هذه القضايا الحساسة، يتكلمون كلمة بالعربية وكلمتين بالعبرية لا يتقنون أصول المرافعة ولا القوانين وليس لديهم دراية لا يفقهون في أمور الدين شيئا، تمتلئ بأولئك الذين لا يتقنون العربية والذين يتحدثون بتأتأة، لا يتقنون أصول الترافع والقوانين الشرعية، بعيدون عن كتاب الله وسنة نبيه، هدفهم واحد المال!! تنتهي القضية بالطلاق لأنه قد تم تسليم القضية الى من لا يملك القدرة على الإصلاح.
والطريق ما زالت طويلة:
يذهب هذا المحامي إلى حال سبيله إلى بيته تاركا أسرة تحطمت وتبعثرت !! إلى قضية أخرى بها تتفكك أسرة متماسكة وعائلة كان الحب شعارهم في الماضي.
ماذا عن القضاة ؟
واما المحاكم الشرعية وقضاة المحاكم الشرعية فهم قضاة صلح مأمورون بالاصلاح يحاولون ويحاولون ويخصصون اوقاتا علهم يستطيعون اصلاح ذات البين بين الزوجين المتنازعين.. قضاتنا قضاة اصلاح.
للشؤون الاجتماعية دور هام ومفصلي وايضا في مجتمعنا يجب توجيه الشؤون الاجتماعية لدورهم المهم وهو ان يقوموا ايضا بتخفيف الخلاف الحاصل بين الزوجين...
منطلقة وليست مطلقة:
يحاولون تغيير وتبديل المطلقة بالمنطلقة، رويدا رويدا سيتلاشى هذا المسمى "مطلقة" الى "منطلقة" الى العالم الآخر وكأنها كانت أسيرة في بيتها محبوسة، في معظم حالات الطلاق تلتقي "الزوجة" بنساء مررن بتلك التجرية يتبعن الى جمعيات ليحاولن تعبئة هذه الزوجة المقدمة على الطلاق عفوا الإنطلاق.
الحل:
كل يبدأ من نفسه كل من موقعه لا نبرأ أحداً" وقفوهم إنهم مسؤولون" فكلنا مسؤولون امام انفسنا امام الله ....وابن عباس قال "احبسوهم انهم محاسبون" هي قاعدة قرآنية ذكرها الله في سورة الصافات تحتاج منا إلى تدبر ووقفات قد تكون قصيرة ولكن هذه الثلاث كلمات تحتوي على معنى يلخص حالنا في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا بما عملنا وفي الآخرة عن ماذا سنحاسب .
وقفة مع الذات:
سأقف وقفة الاحترام والتبجيل والخشوع لما قاله المولى سبحانه وتعالى لنبيه: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ "
من المفروض أن القانون الأخلاقي هو الذي يجب أن يسود ويحكم سلوكيات البشر في أي زمان ومكان وتحت ضغط كل الظروف القاسية والصعبة فالظروف المختلفة يجب ان لا تغير من هذا القانون،هذا دستور وفلسفة سنة حياة،الأخلاق السامية المكتوبة على حائط ضمير كل انسان طبعا من ينبض داخله بضمير حي،ولكن ماذا عن الانحرافات في السلوكيات التي نجدها في مجتمعنا انحرافات حادة ومؤامرات أشد حدة مؤامرات هدامة تعصف بمجتمعنا كالسفينة التي تتلاطم في البحر الهائج بأمواجه،وهذا جاء ممن له أطماعه لتمييع مبادئ الفن والثقافة لتقزيم الهوية الوطنية الصحيحة، الأهداف لم تعُد تخفى على جموع مجتمعنا، كما قال الشاعر نزار قباني:
" لم يدخل العدو من حدودنا .. بل تسرب مثل النمل من عيوبنا" !وما أكثرها، نعلم بها!! نراها!! ولكن نصمت!!!
إن التمرد على المنظومة الأخلاقية والتعمد السافر في هدم أركانها ،وينذر بكارثة إجتماعية وشيكة وقريبة.