،قائلا انه " اذا فسدت الأسر فسد المجتمع ".
وجاءت هذه الاقوال للشيخ سمارة في اطار حوار مطول اجراه معه بسام جابر ، في برنامج " بسام جابر يحاور " على قناة هلا وموقع بانيت.
• الى أي مدى الزواج في مجتمعنا المسلم داخل البلاد ناجح؟
"في الحقيقة المعطيات لا تبشر بالخير، فقد وصل عدد القضايا المُقدمة في المحاكم الشرعية في البلاد لعام 2021، في مختلف المواضيع الى حوالي 36 ألف قضية زواج وطلاق. اما في عام 2020، فقط كان عدد الملفات المقدمة حوالي 32 ألف ملف، بينما في عام 2019 فقط وصل عدد الملفات الى 35 الف، أي حصل زيادة بنسبة 13% على عدد الملفات التي تم فتحها في المحاكم الشرعية. اما بالنسبة لملفات الطلاق التي تم فتحها مقابل ملفات الزواج، فقد تم تقديم حوالي 15 ألف ملف زواج للمحاكم الشرعية في البلاد، في حين تم فتح 4500 ملف طلاق، وهذا معطى مقلق ومخيف. ومن الجدير بذكره، ان اكثر حالات الطلاق تحصل في المدن المختلطة، ففي محكمة عكا تشير المعطيات الى ان نسبة ملفات الطلاق وصلت الى 39% أي ان هنالك 1295 ملف زواج و511 ملف طلاق. اما في حيفا، فقد كانت هناك 169 حالة زواج و303 حالة طلاق أي وصلت النسبة الى 39% كذلك. في يافا تم فتح 667 ملف زواج و309 ملف طلاق، أي النسبة وصلت الى 46%".
وتابع الشيخ عبد الحكيم سمارة قائلا لقناة هلا : "هذه المعطيات مقلقة للغاية، واعتقد ان الأسباب الممكنة لوصولنا الى هذه المعطيات هو نظرة المجتمع لظاهرة الطلاق ففي المدن المختلطة لا توجد نظرة متعصبة للطلاق، لكون المجتمع منفتح. بينما في بئر السبع ومناطق الجنوب فمن المعروف ان هذا المجتمع متحفظ ومتمسك بالعادات والتقاليد وينظر الى الطلاق كأمر غير مقبول ويجب منعه من الحصول، والمعطيات تشير الى ذلك، فقد تم فتح ما يقارب 2830 ملف زواج، بينما تم فتح 634 ملف طلاق أي وصلت النسبة الى 22%، ومقارنة بالمدن المختلطة فان هذه النسبة اقل بكثير. كما ونلاحظ انه في الأماكن التي يوجد فيها رخاء اقتصادي وانفتاح سلوكي يوجد اكثر حالات طلاق، بينما في مجتمع محافظ توجد اقل نسب طلاق. لذلك من هذا المنطلق، ادعو بتشكيل لجان صلح مختصة بقضايا الطلاق في كل انحاء البلاد، للخفض من نسب الطلاق، لأنه اذا فسدت الاسر فسد المجتمع".
• كيف تفسر عزوف الشباب اليوم في الزواج؟
"اعتقد ان السبب في ذلك هو انه لا يوجد تركيز اليوم على القيم والديانة، فقد أصبح هناك توسع كبير في العلاقات العاطفية بين الشاب والفتاة، واصبح الشاب والفتاة يكتفون بهذه العلاقة وتتراجع رغبتهم بالزواج. كما وان الامر يعود لأسباب مادية فالشاب حينما ينهي تعليمه الأكاديمي ويكون لديه رغبة في الزواج، فانه يحتاج الى العمل لحوالي سبع سنوات من اجل ان يوفر تكلفة الزواج او ان يستأجر بيتا ويكون اسرة. كما ان مقاييس الشباب وشروطهم تختلف حينما يكبرون في العمر، وكذلك الامر بالنسبة للفتاة، فالبعض منهم يصل الى مرحلة من التعقل والحكمة ويتراجع عن فكرة الزواج. وهناك العديد من الفتيات التي سمعت منهن انهن يفضلن حياة العزوبية على حياة الزواج. بالإضافة الى ذلك، من يكبر داخل عائلة مليئة بالخلافات الزوجية بين الام والأب، يصبح لديهم نوع من الخوف من الارتباط والزواج، وهذا الامر مثبت علميا، فأصبحوا يتجنبون الزواج لكي لا ينتهي بهم المطاف مثل اهاليهم".
وتابع قائلا: " يجب ان يقوم الباحثون بإجراء دراسات حول هذه المعطيات وان يقوم رجال الدين بأخذ هذه المعطيات المتوفرة على موقعنا على شبكة الانترنت، ومناقشتها امام الناس في خطب يوم الجمعة، لتوعية الناس حول ظاهرة الطلاق وخطورة انتشارها بشكل كبير على المجتمع والاسرة العربية. كما ويجب توعية الشباب بكل ما يتعلق بالزواج في جيل مبكر لكي يكون واعيا بما فيه الكفاية ويكون قادرا على تكوين اسرة".
• كيف انت كرئيس، كيف تضبط ان لا يحصل أي تحيز من قبل القاضي لأحد الأطراف في قضية الطلاق؟
"من حق كل انسان اذا ما شعر بالتحيز من جانب القاضي لاحد الطرفين بطلب تغيير القاضي. وسيكون امام القاضي حلان ، اما ان يعزل نفسه عن المحاكمة ويحول القضية الى محكمة أخرى، او ان يبقى متمسكا بالقضية وفي هذه الحالة يستطيع المتقاضي ان يبعث باستئناف على قرار القاضي الى رئيس محكمة الاستئناف ويقول انه ظلم في القرار، وستقوم هيئة مختصة بالتحقيق في الامر".
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .