أغصان الأشجار اليابسة ذات النتوءات المدببة كالأشواك تحيط بكومتين من التراب تجثمان فوق جسدين نحيلين لطفلتين توأمتين حفيدتي حليمة حسن عبد الله، اللتين توفيتا بعد يوم واحد من ولادتهما.
الجوع أصاب أمهما بالهزال، فوضعتهما قبل شهر من موعد الولادة، وكان قد مضى ثمانية أسابيع فقط على دخول أسرتهما المنهكة إلى مخيم النازحين في بلدة دولو الصومالية.
قالت حليمة في مخيم كاكساري الذي أُنشئ في يناير كانون الثاني وأصبح يؤوي الآن 13 ألف شخص إن ابنتها "كانت تعاني من سوء التغذية وتوفيت طفلتاها بسبب الجوع".
وهم ليسوا سوى أسرة واحدة من بين أكثر من ستة ملايين صومالي يحتاجون إلى المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
لم تسقط الأمطار لأربعة مواسم متتالية، وأدت أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما إلى ذبول الفاصوليا والذرة فيما نفقت الماعز والحمير وانتشرت جيفها فوق الأرض شحيحة العشب.
وفي الوقت الذي انصرف فيه الاهتمام العالمي بعيدا عن الصومال إلى أوكرانيا، تسعى وكالات الإغاثة والأمم المتحدة لتسليط الأضواء على كارثة في طور التكوين يقول الجميع إنها ستكون مشابهة لمجاعة عام 2011 التي حصدت أرواح أكثر من ربع مليون شخص، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
ولا توجد سيولة نقدية تكفي سوى نحو نصف سكان مخيم كاكساري.
يُعد التدخل المبكر إجراء حاسما لدرء مجاعة تلوح في الأفق في ست مناطق بالصومال، يعيش فيها حوالي 15 مليون نسمة في منطقة شديدة الحساسية والتأثر بعوامل التغير المناخي.
كان توفير الطعام بسرعة سببا في تخفيف عواقب موجة جفاف في سنة 2017، كانت أسوأ من الجفاف الذي تسبب في مجاعة عام 2011، حيث أودت بحياة أقل من 1000 شخص فقط.
لكن السرعة تحتاج إلى المال، والمال المتاح قليل.
ولم يتم توفير سوى 15 بالمئة فقط من التمويل الذي تحتاجة خطة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الطارئة.
صورة من الفيديو - تصوير رويترز