لقطف ثمار المشمش .
ولا زالت الصدمة والحزن يخيمان على الجد الذي فقد حفيدته برمشة عين حين رافقته في الصباح الباكر ، لمساعدته في قطف المشمش.
يستذكر الجد صالح سواعد اللحظات الاخيرة من عمر المرحومة رونق ويقول في حديث لموقع بانيت وقناة هلا : ": "رونق بالنسبة لي هي البنت المدللة، أنا جدها والد أمها، اصطحبتها معي هي واخوتها ليساعدوني في قطف المشمش، فأنا لدي أشجار مشمش في بلدة زخرون يعقوب، رونق اتصلت بي الساعة الرابعة والنصف فجرا، وطلبت مني ان احضر لها كوبا من القهوة والحليب، وخرجنا من شفاعمرو إلى زيخرون يعقوب، ولم تكن هناك ازمة سير في الشوارع، كما هي العادة في كل يوم جمعة".
وتابع الجد صالح حديثه قائلا: "عندما وصلنا إلى مفترق شفية الذي يذهب إلى بلدة زيخرون يعقوب، وكانت الإشارة الضوئية حمراء، وعندما أصبحت خضراء توجهت شمالا اتجاه زيخرون يعقوب، فجاء سائق شاحنة ، لا اعلم ماذا أصابه، وصدم سيارتي من الخلف، فأصيبت  الفتاتان، رونق توفيت، والأخرى في المستشفى في العناية المكثفة".

"كانت تطمح للعمل في الإسعاف، ومساعدة الناس"
وأضاف الجد الحزين على فراق حفيدته: "ما يحدث امر مستحيل، هذه رخص قتل للبشر، وليست رخص قيادة".
وتحدث عن أحلام حفيدته المرحومة قائلا: "رونق كان لديها طموح غريب، كانت تريد ان تتخرج من المدرسة العام القادم، وكانت تطمح للعمل في الإسعاف، وتتطوع في مدرسة، وكانت تريد ان تساعد الناس، وتقدم كل ما بوسعها لهم. كانت مثابرة، ومثال يحتذى به".

"لا يوجد مخلوق على وجه الأرض، اقرب من رونق إلي"
وأضاف الجد صالح: "لا يوجد مخلوق على وجه الأرض، اقرب من رونق إليّ، كانت روحي، وكانت حياتي، يوم الثلاثاء قبل وفاتها، كسر هاتفها فطلبت مني اصلاحه، فاشتريت لها هاتفا جديدا. رونق كانت تتعلم على رخصة قيادة وكانت تقول لي عندما احصل على الشهادة سوف اخذ الجيب الخاص بك، فقلت لها ليس فقط الجيب بل سوف اعطيكِ روحي يا جدي، رحمها الله".

"رحيلها كان فاجعة "
من جانبه، قال محمد سواعد (أبو العبد) جد المرحومة رونق: " رحيلها فاجعة بالنسبة لنا، عندما تلقيت الخبر لم استطع ان اسيطر على نفسي، كان موقفا صعبا للغاية".
وعن علاقته بحفيدته المرحومة رونق، قال الجد محمد: "لقد كانت قريبة مني كثيرا، كانت علاقتنا بي اقوى من علاقتها بوالدها".
وأضاف الجد محمد سواعد: "على السائقين ان يخففوا سرعتهم، السرعة الزائدة لا تفيدهم، عليهم السير حسب قوانين السير".
من ناحيته، قال محمود بركات، قريب المرحومة رونق سواعد: "المرحومة عُرفت بدماثة اخلاقها ورحيلها فاجعة لشفاعمرو وللمجتمع العربي، كانت لديها روح التطوع وتساعد الجيران كثيرا، وكانت مجتهدة في دراستها".
وأضاف بركات: "رسالتي للسائقين، هي ان اكبر نسبة حوادث طرق هي في المجتمع العربي، وعلينا ان نبدأ بأنفسنا وكل سائق ان يبدأ بنفسه، ويجب ان تكون هناك حلول".


المرحومة رونق سواعد - صورة شخصية