غيداء ريناوي - زعبي من الائتلاف - صرح قائلا : " ان الامتحان الحقيقي لغيداء هو ان تترجم ما كتبته في رسالة الانسحاب الى فعل - وان تصوت معنا يوم الاربعاء على حل الكنيست ، اذا ما كانت هي مؤمنة بما كتبته ".
فيما يلي مقتطفات من المقابلة المتلفزة على قناة هلا مع النائب سامي ابو شحادة .
لماذا قدمت استقالتك من رئاسة كتلة القائمة المشتركة ، كما صرحت قبل نحو أسبوعين لموقع بانيت وقناة هلا؟
"القائمة المشتركة مركبة من ثلاثة أحزاب، كانت في السابق مركبة من أربعة، ولا يخفى على احد ان المشتركة لم تتحول الى حزب واحد موحد يحمل نفس الأفكار، وكونها مركبة من ثلاثة أحزاب هناك نقاشات بيننا بشكل دائم، كما ويوجد هناك اتفاقات على جزء كبير من القضايا ، ولكن لا تزال هناك بعض الخلافات حول كيفية إدارة هذا الموضوع.
بالأمس، في التجمع الوطني الديمقراطي كنا قد دعينا لاجتماع طارئ بين كافة مركبات المشتركة بناء على الاعلان عن الاستقالة لنحاول ان نتدارك الأمور ولنحاول أيضا ان نصل الى استراتيجية واضحة للقائمة المشتركة. نحن بحاحة لنقاش استراتيحي معمق.
أي انسان يتابع العمل البرلماني كان قد رأى بأن أعضاء القائمة المشتركة قدموا عملا برلمانيا على اعلى مستوى موجود، وتم استخدام كامل الأدوات البرلمانية بشكل جيد جدا ومهني. ولكن نحن نريد ان يكون العمل الجماعي اقوى وان تعمل المشتركة بشكل موحد، لذلك نريد ان يكون هناك نقاش معمق لكل القضايا. للأسف تم تأجيل جلسة النقاش لوقت اخر، ولكن لا زلت أطالب بأن يحصل نقاش جدي ومعمق بين مركبات القائمة المشتركة ونتفق على كامل النقاط الاستراتيجية".
هل لمست من شركائك او زملائك في المشتركة انهم قاموا بمفاوضات بينهم وبين لبيد بالخفاء ، دون علمك؟
"بإعتقادي ان الاعلام سيستمر بإخراج مثل هذه الاخبار كل أسبوع، لأنه عمليا نحن امام ائتلاف حكومي ضعيف. كُنت قد سمعت قبل عدة ساعات، ان هنالك مفاوضات بين لبيد وبين احمد الطيبي فيما يتعلق بإعطاء شبكة امان لهذه الحكومة لمنافع معينة، ولكن مكتب الدكتور احمد الطيبي أنكر هذا الخبر، وأنا كذلك قمت بالانكار بشكل واضح وصريح وقلت ان المشتركة بكامل أعضائها اتفقوا على حل الكنيست، حيث أننا نرى ان هذه الحكومة سيئة بالأرقام، وأثبتنا ذلك من خلال فحصنا لعدد البيوت الذي تم هدمها في النقب، وعملية التهويد في القدس والعديد من القضايا التي تعنينا كشعب فلسطيني، لذلك سنكون مع حل الكنيست".
في حال طرح قانون حل الكنيست يوم الأربعاء … هل ستسعى لضمان الأغلبية لتمرير هذا الاقتراح ام انها مجرد مناورة سياسية؟
"سنفعل كل ما نستطيع من اجل ان يكون هناك اغلبية لحل الكنيست. هذا قرار في المشتركة ولا يوجد عليه أي نقاش، فالجميع صرح بموقفه بشكل واضح وصريح. نحن لسنا جزءا من الائتلاف او المعارضة ولكن يوجد بيننا عمل برلماني جار بشكل دائم".
ما رايك في اعلان عضو الكنيست غيداء ريناوي زعبي من ميرتس انسحابها من الائتلاف الحكومي، بقرار مفاجئ؟
"افضل ان تصل متأخرا من ان لا تصل ابداً. اعتقد ان هذا قرار جيد، والبيان الذي رافق هذا القرار كان كذلك ايضا، ويدل على صحوة ونحن سعيدون بهذه الصحوة ونأمل ان تستمر. اذا الأخت غيداء اخذت بكل كلمة كتبتها في بيانها بجدية، هذا معناه انها ستكون معنا في حل الكنيست يوم الأربعاء، وهذا هو الامتحان الحقيقي. اذا كانت هي نفسها مؤمنة بما قالته في البيان ( بيان الانسحاب - المحرر ) الذي أصدرته فمن المنطق السليم ان ترى بأن هذه الحكومة يمينية سيئة وتضر بمصالح شعبنا ويجب حلها".
هناك من يرى ان على المشتركة اقتناص الفرص وتحقيق مكاسب عينية وآنية للمجتمع العربي ، لأننا في خضم قضايا خارقة لمجتمعنا العربي ، ومن الممكن ان تتحقق مطالبنا مقابل تصويت على مقترحات وقوانين معينة. ما رأيك بهذا الطرح؟
"هذا الطرح مرفوض مبدئياً لأن المنطق الذي يحتويه ينص على أننا لسنا مواطنين وليس لدينا أي حقوق، ولتحصيل حقوقنا يجب علينا السرقة وكأن مطالبتنا بحقنا أمر غير شرعي. نحن نتعامل مع أنفسنا ومواطنينا بجدية وكأهل البلد الأصليين نؤمن بأن لدينا حقوق ونناضل كأصحاب حق وليس كأيتام على موائد اللئام. نحن نرفض كليا هذا التعامل فلدينا مبادئ وثوابت وطنية وكأهل البلد الأصليين ونناضل كأصحاب حق ".
ما رأيك باحتمالية دخولنا في انتخابات جديدة، واحتمالية عودة نتنياهو الى سدة الحكم مع حلفاء جدد ؟
"هذا الموضوع اسمع به كثيرا في الفترة الأخيرة، وكأن مشكلتنا نحن في المجتمع العربي هي شخص بنيامين نتنياهو. ولكن دعنا نذكر الناس بأن كل مصائبنا كانت قبل ان يتولى نتنياهو الحكم، واذا اختفى عن الساحة السياسية في إسرائيل مشاكلنا لن تنتهي، لأن المشكلة الأساسية نابعة من كون المجتمع الإسرائيلي مجتمع عنصري وفيه سياسيات تمييزية ضدنا في كل مجالات الحياة. للأسف كما يبدو لي أن هذه المشاكل ستستمر أيضا في السنوات القريبة".
ماذا عن " حكومة التغيير " كما اطلق عليها ؟
" ان ما يسمى بحكومة التغيير ليس سوى تغيير للأسوأ، وباعتقادي ان هذه الحكومة قد فشلت بشكل كبير في تحسين الأوضاع. مجتمعنا العربي يعاني من غلاء المعيشة واكثر المجتمعات تضررا كونه لسنوات عديدة موجود تحت خط الفقير. كما أن الأمور تصبح مع مرور الوقت اصعب بكثير، ولكن اذا قرأنا الخارطة السياسية بشكل صحيح سنستطيع تقديم حلول صحيحة، والتشخيص الصحيح هو ان التحدي الذي نواجهه هو مع عنصرية الدولة اليهودية وتفضيل اليهود على العرب كدولة يهودية وغير ديموقراطية. لذلك، يجب علينا ان نعمل اكثر على تحقيق المساواة من خلال التحدي الجدي، فلا يمكن ان تكون هنالك دولة ديموقراطية مع وجود دولة يهودية، واذا اردنا ان نصل لدولة ديموقراطية علينا انهاء مصطلح الدولة اليهودية . وضع العرب في الدولة أصعب بكثير من اليهود وهناك فرق شاسع بينهم، والسبب ليس فقط نتنياهو بل اعمق من ذلك. انا غير متفائل، واعتقد ان الحل هو اطلاع الناس على الحقيقة بأننا في معركة طويلة المدى، فالقضية غير متعلقة بالميزانيات بل بتحصيل كامل حقوقنا لأننا نحن اهل البلد الأصليين ولا يوجد هنا من يقوم بإسدائنا المعروف بإعطائنا حقوقا، وعلى هذا الاساس سنناضل وسنعمل على تفكيك البنية العنصرية لدولة إسرائيل لنستطيع العيش بعدالة ومساواة".
كيف تقيم العلاقات اليوم بين الموحدة والمشتركة ؟
"الموحدة بقراءتنا للخارطة السياسية اختارت ان تكون مع هذه الحكومة السيئة ضد أبناء شعبنا، بدل ان تكون مع شعبنا ضد سياسات هذه الحكومة. هي بعيدة عن خط المشتركة ويوجد بيننا نقاش سياسي عميق وتمايز كبير. مشكلتنا الأساسية ليس الموحدة بل وجود دولة عنصرية. الخطأ الذي قامت به الموحدة تستطيع تصليحه، ومن اجل ان تعود علاقتنا كالسابق عليها ان تخرج للناس وتعترف بالخطأ الذي اقترفته، وبأنها لن تكرره.
هناك تباين بالمواقف السياسية بين الأحزاب في الائتلاف الحكومي، الى أي مدى ممكن ان يستمر هذا الائتلاف ؟
"انا لا أرى ان هناك نقاشا سياسيا حقيقيا وعميقا في الخارطة السياسية في إسرائيل سواء في الائتلاف او المعارضة، بل هناك نوع من الاجماع فرضه اليمين الاستيطاني، على الخطاب السياسي، ففي السنوات الأخيرة سيطر اليمين المتطرف على كل أماكن اتخاذ القرار من وزارات وسلطات وغيرها. اما الهم الوحيد لبينيت هنا ان يثبت انه اكثر يمينيا وتطرفا، والمعنى بأن يكون أي شخص يميني اكثر هو ان يكون معاديا للمجتمع العربي ويحرض ضده ويدعم كافة الاعمال من تهويد وهدم بيوت في المجتمع العربي".
اذا كانت هناك انتخابات قريبة ما الذي سوف سيحدث ؟
ستكون نتائج الانتخابات قريبة جدا للوضع الراهن، ولكن من يظن ان نتنياهو سيستطيع تشكيل حكومة لا يرى الخارطة السياسية بالشكل الصحيح، فهو لن يتمكن بتحصيل عدد مقاعد كاف لتحقيق هذا الامر. اما بالنسبة لباقي الأحزاب فمن غير الواضح اذا كانوا سيجتازون نسبة الحسم ام لا. اما بالنسبة للمشتركة، فأعتقد انه يجب علينا أن نخرج من كل هذه الدوائر ويجب علينا ان نتفق على الأسس والبرنامج السياسي والاستراتيجية، فاذا كانت تظن الموحدة ان كل الأهمية هنا هي بترتيب المقاعد فليس لها أي حاجة سياسيا".
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .