د. مشهور فواز - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما
رسالة من الحياة من واقع تجربة فتاة تقدّمها لأخواتها الفتيات كي لا يقعن فينا وقعت فيه وبالوقت نفسه توجهها للآباء والأمهات ودعاة الإباحية والإنفلات !!
فضيلة الشيخ د. مشهور فوّاز :
إنّني فتاة أتوجه إليك لأقدّم تجربتي المريرة التّي ما زلت أتجرع مرارتها إلى هذه اللّحظة بسبب عدم استماعي لنصحكم وإرشادكم وتوجيهاتكم بل كنت اعتبر كلّ ما تقولونه حول حدود العلاقة بين الشباب والفتيات ضربًا من التّخلف والرّجعية وعدم الواقعية حتى أدركت أنّني أنا التّي لست واقعية ولا ناضجة ولا واعية بل مغفلة وساذجة وإن كنت أحمل شهادة أكاديمية.
إنّني فتاة كما غير العديد من الفتاة تعلّقت بشاب حتى أصبحت الحياة بالنسبة لي مستحيلة بدونه ووصل بنا الأمر إلى أن تزوجنا عبر الفيس البوك بأن قرأنا الفاتحة دون علم أحد من أهلي ولا أهله وهو أوهمني وخدعني أنّ هذا يبيح لنا ما يبيح للزوج من زوجته وحصل التمادي بيننا في العلاقة حتى وقع بيننا ما يخدش بالحياء وهو في كلّ مرة يقول لي هذا مشروع ولا تقلقي ونحن في نهاية المطاف سنتزوج ويستحيل أن أتركك وأعاهد الله تعالى وأعاهدك.
ولكن بعد مدة من الاستغلال وبعد أن أخذ حاجته تنكل لي وأعرض عنّي والآن اتربط بغيري ولا أدري كيف أتصرف خصوصًا وأنّ الخطّاب يطرقون باب أهلي وأنا أرفض خشية أن يفتضح أمري .
فضيلة الشّيخ: لا أريد منكم حلاً لأنّني أعلم أنّكم لا تملكون الحلّ ولطالما حذّرتم ونصحتم ولكن كلّ ما أريده أن تتعظ غيري من الفتيايات وتنتبه لنفسها ولا تكن فريسة لذئاب الأعراض بل ونصيحتي أن تحذر الفتاة من أن تسلّم نفسها لأحد ولو للعاقد عليها بعقد شرعيّ مسجّل حتى يتمّ الزّفاف ولا تنخدع ببعض الفتاوى الضّلالية التّي تعكس ضيق أفق من أفتى بها وقلة وعيه ومسؤوليته... والسّلام ختام .... توقيع سيدة مغفلة !!
جواب الشيخ مشهور : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم لقد قدّمت هذه الفتاة موعظة من واقع تجربة مريرة تعكس واقع الكثير من الفتيات اللّواتي كنّ ضحية الجهل وعدم الوعي واتباع الهوى وعدم تقبل النّصح وغياب مسؤولية الأهل وتغرير دعوات الحرية والإباحية .
لن أزيد على كلام الفتاة شيئًا لأنّها سألت وأجابت ونصحت وكما قيل التّجربة خير برهان فيا ليت قومي يعلمون .
ولكنّني أريد جواب دعاة الإختلاط والإباحية والحرية بلا حدود وضوابط الشرع فمظلمة هذه الفتاة المسكينة عند هؤلاء المُغرّرين الذّين يريدون قتل القيم والأخلاق والمروءة فينا من وراء قناع الحرية الزّائفة التّي هي في الحقيقة تحرّر من كل حكم شرعيّ وخلقيّ وعرفيّ ؟!!