التي وُعدت بها السلطات المحلية العربية، علما بأن هذه الميزانيات هي واحدة من أبرز البنود التي تباهت بها القائمة العربية الموحدة عند تشكيل الحكومة، حيث جرى الحديث عن ميزانيات بمبالغ ضخمة ، تهدف الى دعم، تحسين وتطوير البلدات العربية ، التي هي بأمس ما يكون لها .    
ومنذ تشكيل الائتلاف الحكومي ، لا تكف اوساط في المعارضة ونشطاء في اليمين  - لا يكفون عن مهاجمة الائتلاف بسبب هذه الميزانيات التي وعدت الحكومة بمنحها للقائمة الموحدة مقابل توقيع اتفاق الائتلاف الحكومي، فيما يقول رؤساء سلطات محلية عربية في حديث أدلوا به لقناة هلا وموقع بانيت انه لم يروا شيقلا واحدا حتى اللحظة من هذه الميزانيات .

مراسلة قناة هلا الفضائية بيداء أبو رحال، التقت برؤساء السلطات المحلية في عرابة، كفرمندا ومجد الكروم، وسألتهم هل حصلوا على الميزانيات ؟ كما سالتهم ان كانوا يخشون من عدم تحصيل الميزانيات التي وُعدت بها السلطات المحلية العربية اذا سقطت الحكومة !

" ارفض مبدأ الربط بين الميزانيات وبقاء الحكومة او حلها "
يقول عمر واكد رئيس بلدية عرابة خلال حديث لموقع بانيت وقناة هلا: "ارفض مبدأ الربط بين الميزانيات وبقاء الحكومة او حلها، فالميزانيات يجب ان تحول الى السلطات المحلية لتطوير بلداتنا وتجهيزها بالبنى التحتية اللازمة، بغض النظر عن هوية الحكومة وعن دعمنا لها، وان يكون حصولنا على الميزانيات مشروطا بدعم الحكومة هذا فيه الكثير من التعامل الفوقي والاستعلائي والعنصري معنا، وهذا مرفوض".

"الحديث عن المليارات التي ستتدفق علينا .. حتى الان لم نر  له أي ترجمة"
وتابع رئيس بلدية عرابة قائلا: "حتى الان لم نر أي ميزانيات خاصة تدفقت على سلطاتنا المحلية. الميزانيات العادية التي اعتدنا على تحصيلها من الوزارات المختلفة والمؤسسات منذ سنوات طويلة هي الميزانيات التي تحوّل لنا . مرت فترة لم تحول فيها ميزانيات بسبب عدم المصادقة على ميزانية الدولة، والان بعد المصادقة ، حدث هناك شيء من الانفراج في تحويل الميزانيات، ولكن الحديث عن المليارات التي ستتدفق علينا ..  حتى الان لم نر له أي ترجمة".

" نحن لم نتلق وعوداً بتحصيل ميزانيات"
وحول حجم الميزانيات التي وعدوا بالحصول عليها ، قال رئيس بلدية عرابة : " نحن لم نتلق وعوداً بتحصيل ميزانيات بل تلقينا معلومات بأن هناك مشاريع وبرامج ستنفذ او يمكن تنفيذها في سلطاتنا المحلية ان كان في البنى التحتية او التربية والتعليم، وغيرها. بلغنا بان هناك برامج من هذا النوع، وهذه البرامج بطبيعة الحال تنفيذها مشروط بتوفير ميزانيات. ينبغي الحصول على هذه البرامج بصرف النظر عن وجودنا في الائتلاف او عدم وجودنا، هذه حقوقنا ويجب ان نحصل عليه".

" يجب ان لا يستغرب أحد من استشراء ظاهرة العنف"
وأضاف واكد قائلا : "هناك عدم وجود لميزانيات مخصصة للتعليم اللامنهجي والرياضة والفنون والثقافة، بالإضافة الى عدم وجود بنى تحتية ومناطق صناعية في اغلب بلداتنا العربية، هذا الامر يصب في خنق أبناء مجتمعنا الذين يرون انه ليس هناك أي افق لمستقبلهم وليست هنالك إمكانية لتطويره. في النهاية ، يجب ان لا يستغرب أحد من استشراء ظاهرة العنف في مجتمعنا، فشريحة الشباب تعيش في احباط وضيق الأفق لذلك يلجأ بعضهم الى الربح السريع والانخراط في عالم الاجرام".

"عدم حصولنا على الميزانيات يجعلنا غير قادرين على تطوير بلداتنا"
من جانبه، قال سليم صليبي رئيس المجلس المحلي مجد الكروم لقناة هلا وموقع بانيت : " حاليا وصلنا فقط حوالي 40 مليون شيكل وهذا المبلغ لا يكفي، فهنالك 80 بلدة وكل واحدة تحتاج اقل شيء الى 40 مليون شيكل. نحن ننتظر وصول الميزانيات الأخرى وكرؤساء مجالس محلية يهمنا تحصيلها في اسرع وقت ممكن. ان عدم حصولنا على هذه الميزانيات، مع عدم وجود دخل كبير بسبب نقص في المناطق الصناعية لن نستطيع بذلك تطوير بلداتنا . المجتمع اليهودي يأخذ ميزانيات هائلة على الرغم من وجود دخل كبير له من المناطق الصناعية التي يتمتع بها، بينما نحن لا نحصل أي ميزانيات".

"ليس من العدل ان يتم التفرقة بيننا وبين المجتمع اليهودي الذي توفر له ميزانيات هائلة"
وتابع رئيس مجلس مجد الكروم قائلا لقناة هلا : "خطة 922 كانت مهمة لمجتمعنا العربي، وبما انه تم البدء بتنفيذ الخطة الاقتصادية يجب اكمالها، فمن المهم جدا ان تفهم الدولة وقيادتها انهم لا يستطيعون الغاء وجودنا وعدم توفير ميزانيات لنا. وجود الميزانيات حق أساسي للمجتمع العربي، فنحن من مواطني هذه الدولة ونقوم بدفع كافة ضرائبنا، وليس من العدل ان يتم التفرقة بيننا وبين المجتمع اليهودي الذي توفر له ميزانيات هائلة ويبدو كالمجتمع الأوروبي، بينما لا يحصل مجتمعنا العربي على أي ميزانيات ويبدو من دول العالم الثالث".

" الهدف الأساسي من تحصيل هذه الميزانيات هو تقليص الفجوة بين المجتمع العربي واليهودي"
من ناحيته، قال علي خضر زيدان رئيس مجلس كفر مندا: "بالنسبة لخطة 550 حتى الان لم نستلم ميزانيات، ولكن هنالك تخطيط مع عدة مكاتب حكومية كوزارة الإسكان والمواصلات ووزارة البيئة وغيرهم. وكل الامر مترتب على ان تقدم السلطة المحلية طلبات رسمية وقانونية تفي بالمعايير والمقاييس التي تحددها الوزارات المختلفة. نحن نحاول بدورنا تحصيل ميزانيات كثيرة تغطي احتياجات كفر مندا في كل المجالات. الهدف الأساسي من تحصيل هذه الميزانيات هو تقليص الفجوة بين المجتمع العربي واليهودي، ونحن نعمل على تقليصها ولكن تبقى هذه الفجوة كبيرة ".
وأضاف رئيس مجلس كفر مندا : "عدم الحصول على هذه الميزانيات سيزيد من الفجوة بين المجتمع العربي واليهودي. نحن نعيش في دولة من المفترض ان تكون فيها حقوق متساوية للجميع وان تتوفر موارد بشكل متساو لكافة البلدات بغض النظر عن الانتماءات السياسية، فلا يمكن للمواطن العربي ان يشعر بالانتماء للدولة في حال عدم وجود أي تساوي في الحقوق بينه وبين المواطن اليهودي".

Photo by AHMAD GHARABLI / AFP) Images)