الكعك في البسطة التي ساهمت بجعله طبيبا .
ويضرب الطبيب الشاب من كفر قاسم مثلا طيبا للإبن البار الذي يراعي ظروف والديه ويسعى لتحقيق راحة البال لهم ويقف إلى جوارهم ويعينهم في بسطة الكعك وهو الذي لم ينس ولم تُنسه انشغالاته والتزاماته ، أصحاب الفضل عليه - والديه.
على مدار ايام الشهر المبارك ، وقف الطبيب اليافع ليبيع الكعك لأهالي بلده ، غير آبِه بالاصوات التي حاولت ان تثنيه عن مواصلة العمل مع والده لكسب لقمة عيشه ، بعدما اصبح طبيبا .
ويؤكد الطبيب الشاب بان " لهذه البسطة الفضل الكبير في نجاحه ودفعه لمستحقات الجامعة وكل مصاريفه التي احتاجها اثناء دراسته في الخارج " . ويقول د. سمير عيسى لقناة هلا بفخر واعتزاز : "انا أصبحت طبيبا بسبب بسطة الكعك هذه".
" لولا هذه البسطة لم اكن لأصل الى ما انا عليه الآن"
يستهل د. سمير عيسى حديثه مع مراسلة موقع بانيت وقناة هلا قائلا : "أنا ابن لإنسان بسيط، ولكن له فضل كبير جدا علي ولن استطيع ان اوفيه حقه مهما قدمت له. بدأت بالعمل مع والدي في بسطة الكعك حينما كنت طالبا في المدرسة وأصبح الامر بمثابة هواية بالنسبة لي. ولكن حينما كنت في السنة الثانية من التعليم ، تعرض ابي لإصابة عمل منعته من الاستمرار في عمله، وهذا الامر زاد الضغط علي، الى جانب كل الضغوط الأخرى التي اعانيها من ناحية الدراسة وتفكيري بالنجاح، خاصة وان الجميع كانوا يتوقعون مني ان انجح. وها انا بعد ان انهيت دراستي ، امارس عملي كطبيب وكذلك اساعد ابي في بيع الكعك والحلويات في بسطته، على الرغم من انتقاد الكثير لهذا الامر كوني قد أصبحت طبيبا ولا احتاج للعمل مع والدي. ولكن لم اكترث لهذه الاقوال والانتقادات وأكملت العمل معه لكي استطيع ايفائه حقه، كما انه لولا هذه البسطة لم اكن لأصل الى ما انا عليه الآن".
د. عيسى : " الناس يقبلون على الشراء من عندنا بكثرة في رمضان "
وتابع د. سمير عيسى قائلا لقناة هلا وموقع بانيت : " العمل في بسطة الكعك ليس بالامر السهل، وبما أنني اعمل كطبيب وأيضا اعمل مع والدي في بسطة الكعك بين الحين والأخر انجح بالموازنة بين الامرين، على الرغم من ان الكثيرين يتصعبون فعل ذلك، ولكن بفضل الله لدي هذه القدرة. وقد اصبحنا خلال شهر رمضان معروفين بشدة، حيث يقبل الناس للشراء منا بشكل مستمر".
"افتخر بهذه المهنة وأرفع رأسي بها عاليا"
وأضاف د. سمير عيسى : "أواجه الكثير من المواقف .. كثيرون يحضرون فقط ليروا الطبيب الذي يعمل في بسطة كعك مع والده، وهذا الامر يزيدني احتراما وتشريفا لهذه المهنة وارفع رأسي بها عاليا ".
وفي ختام حديثه، قال د. سمير عيسى لقناة هلا وموقع بانيت : " ارغب بتوجيه رسالة للشباب وهي ان يستمروا ويخلصوا في كل ما يقومون به، وان يختاروا الطرق الصحيحة وان لا ينجرفوا الى المسارات الخاطئة. اما بالنسبة للأهل فأقول بأنهم عامود البيت وادعو الله ان يمدهم بالصحة والعافية".
"انا افتخر جدا بسمير فقد استطاع ان يثبت نفسه وان ينجح"
من جانبها، قالت والدة الدكتور سمير عيسى: " حينما قرر ابني العمل مع ابيه في بسطة الكعك الى جانب عمله كطبيب شجعته على الامر، فأنا لا يوجد لدي أي مانع بأن يعمل ابني في مجال اخر غير الطب، بل سيشكل هذا العمل دخلاً إضافيا له. انا افتخر جدا بسمير فقد استطاع ان يثبت نفسه وان ينجح في عمله كطبيب، وكذلك في كسب العلاقات الطيبة مع الناس خلال عمله مع ابيه في مجال الحلويات. وانا اتفق جدا مع ابني بأن هذه البسطة هي التي مولت كل تكاليف تعليمه بالإضافة الى عملي. لذلك اقدم نصيحة لأبني بأن يبقى محافظا على الروح الجميلة التي يتمتع بها وعلى طموحه وأتمنى ان يصل الى مراتب اعلى واعلى".
لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا اضغطوا على الفيديو اعلاه .