logo

الغرب يتعهد بتزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة ويتجاهل تحذير موسكو من حرب نووية

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
26-04-2022 13:41:28 اخر تحديث: 18-10-2022 08:40:33

قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا)/كييف (رويترز) - اجتمعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في قاعدة جوية ألمانية يوم الثلاثاء للتعهد بتقديم كميات جديدة من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا،


وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن - (Photo by Thomas Lohnes/Getty Images)

 متجاهلة تهديد موسكو بأن دعمهم لكييف قد يؤدي إلى حرب نووية.
وحول المسؤولون الأمريكيون تركيزهم هذا الأسبوع من الحديث بشكل أساسي عن مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها إلى حديث أكثر جرأة عن انتصار أوكراني من شأنه أن يضعف قدرة روسيا على تهديد جيرانها.
وفي غضون ذلك ، قال أمين مجلس الأمن الروسي الذي يتمتع بنفوذ قوي إن سياسة الغرب والحكومة الأوكرانية ستؤدي إلى تفكك أوكرانيا، واتهم واشنطن بالسعي لغرس الكراهية في نفوس الأوكرانيين لكل ما هو روسي.
ووافق أعضاء حلف شمال الأطلسي مؤخرًا على شحنات أسلحة بمئات الملايين من الدولارات، بما في ذلك المدفعية والطائرات المسيرة التي كانوا قد أحجموا عن إرسالها في المراحل السابقة من الحرب ، ويريدون من حلفائهم أن يفعلوا الشيء نفسه.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "تقف الدول من أنحاء العالم متحدة في تصميمها على دعم أوكرانيا في حربها ضد العدوان الإمبريالي لروسيا"، ورحب بالمسؤولين من أكثر من 40 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا ، مقر القوة الجوية الأمريكية في أوروبا.
وأضاف "من الواضح أن أوكرانيا تثق بقدرتها علي الانتصار، وكذلك الجميع هنا".
وفي تحول ملحوظ ، أعلنت ألمانيا ، حيث تعرضت الحكومة للضغط بعد رفض مناشدات أوكرانية للحصول على أسلحة ثقيلة ، أنها سترسل الآن دبابات خفيفة من طراز "جيبارد" مزودة بمدافع مضادة للطائرات.
وقال مارسيل ديرسوس ، الباحث غير المقيم في معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل "الأهمية الحقيقية لهذا القرار لا تكمن في الاختلاف الذي قد تحدثه الدبابات جيبارد في ساحة المعركة ، وإنما في الإشارة التي يرسلها".

حرب بالوكالة
في تصعيد ملحوظ للخطاب الروسي ، سُئل وزير الخارجية سيرجي لافروف على التلفزيون الحكومي عن احتمالية الحرب العالمية الثالثة وما إذا كان الوضع الحالي مشابها لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت أن تشعل حربًا نووية.
وقال لافروف بحسب نص المقابلة الذي نشرته وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني "الخطر جاد وحقيقي وعلينا ألا نهون من شأنه". وأضاف أن ما يفعله حلف شمال الأطلسي بإمداد أوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، للصحفيين على متن الطائرة في طريقه إلى اجتماع يوم الثلاثاء إن الأسابيع المقبلة "حرجة للغاية".
وقال "إنهم بحاجة إلى دعم مستمر من أجل تحقيق النجاح في ساحة المعركة. وهذا هو الهدف الحقيقي من هذا المؤتمر" ، واصفًا الهدف بأنه تنسيق مساعدات تشمل أسلحة ثقيلة مثل مدافع الهاوتزر.
وقال أوستن، الذي زار كييف مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يوم الأحد "نريد أن نرى روسيا ضعيفة لدرجة ألا تستطيع فعل الأمور التي فعلتها بغزو أوكرانيا".
كما قالت ألمانيا ، أكبر مستهلك للطاقة الروسية ، إنها تأمل في استبعاد النفط الروسي من إمداداتها في غضون أيام.
وزار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش موسكو في مهمة سلام ، رغم أن كييف ودول غربية قالت إنها تشك في قدرته على تحقيق الكثير.

وقال جوتيريش خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي لافروف "نحن مهتمون للغاية بإيجاد سبل لتهيئة الظروف لحوار فعال وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن وتهيئة الظروف لحل سلمي".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه في حين أن من غير المرجح تحقيق انفراجة دبلوماسية، هناك أمل في أن يتمكن جوتيريش من المساعدة في تخفيف الوضع الإنساني ، خاصة حول ماريوبول ، حيث تقول أوكرانيا إن مئات المدنيين محاصرون مع آخر المدافعين عن المدينة داخل مجمع مصنع للصلب.
وقللت كييف وحلفاؤها من أهمية تصريحات لافروف بخصوص الحرب النووية، ووصفها وزير بريطاني بأنها "صلف".
وكتب كوبيلا على تويتر بعد المقابلة التي أُجريت مع لافروف أن روسيا فقدت "أملها الأخير في تخويف العالم من دعم أوكرانيا. هذا لا يعني سوى أن موسكو تشعر بالهزيمة".
وانتقد جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ما سماه "الخطاب التصعيدي" للافروف.
وقال كيربي "واضح أنه غير مفيد وغير بناء، ويقينا لا يشير إلى ما يجب أن تفعله (قوة عالمية) مسؤولة في المجال العام. لا يمكن الانتصار في حرب نووية ولا ينبغي خوضها. ما من سبب يدفع الصراع الحالي في أوكرانيا للوصول إلى ذلك المستوى على الإطلاق".

قلق بخصوص مولدوفا
هناك مخاوف من انتشار الاضطرابات إلى الغرب من أوكرانيا، حيث مولدوفا التي تحتل فيها القوات الروسية منذ تسعينيات القرن الماضي منطقة ترانسدنيستريا المنشقة على الحدود الأوكرانية. ودمر انفجاران برجين إذاعيين من العصر السوفيتي بالمنطقة في وقت مبكر يوم الثلاثاء في أعقاب انفجارات أخرى بها يوم الاثنين.
وقالت السلطات المنشقة إنها رفعت مستوى التهديد الإرهابي بالمنطقة إلى الأحمر بينما عبر الكرملين عن القلق. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن زعيم المنطقة المنشقة قوله إن الهجمات قد تكون مرتبطة بأوكرانيا.
وحمّلت مايا ساندو، رئيسة مولدوفا الموالية للغرب، "فصائل من داخل منطقة ترانسدنيستريا مؤيدة للحرب ومهتمة بزعزعة استقرار الوضع في المنطقة" المسؤولية عن "محاولات التصعيد".
وعبّرت حكومة ساندو الأسبوع الماضي عن قلقها بعد أن قال جنرال روسي كبير إن موسكو تهدف إلى شق طريق عبر أوكرانيا إلى ترانسدنيستريا، حيث قال إن المتحدثين بالروسية بحاجة إلى الحماية من الاضطهاد. ولمولدوفا، الجمهورية السوفيتية السابقة، روابط ثقافية ولغوية وثيقة مع رومانيا عضو حلف شمال الأطلسي.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، المستمر منذ شهرين، في مقتل وإصابة الآلاف وحوّل البلدات والمدن إلى أنقاض وأجبر أكثر من خمسة ملايين على الفرار إلى الخارج.
وتصف موسكو أفعالها بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين. وتصف أوكرانيا والغرب ذلك بأنه ذريعة زائفة لشن حرب غير مبررة للاستيلاء على أراض أوكرانية.
واضطرت روسيا لسحب قواتها الغازية الضخمة من ضواحي كييف الشهر الماضي لكنها أعلنت منذ ذلك الحين أهدافا جديدة للحرب تركز بشكل أساسي على شرق أوكرانيا، وأرسلت مزيدا من القوات إلى هناك لشن هجوم على مقاطعتين تدعم موسكو الانفصاليين فيهما.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية يوم الثلاثاء إن الهجوم الروسي مستمر في منطقة خاركيف بشرق البلاد إذ تحاول القوات الروسية التقدم باتجاه قرية زافودي.
وقال الجيش البريطاني يوم الثلاثاء إن روسيا تحاول على الأرجح تطويق مواقع أوكرانية شديدة التحصين في الشرق، في إشارة إلى أن القوات تحاول التقدم نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك.